الفصل التاسع والأربعون

26K 2.4K 570
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل التاسع والأربعون:

-ايه ده يا نضال !!!!!

رددتها "داليدا" بصدمة وأعين متسعة ونبرة عالية جذبت أنظار المتواجدين والذين كانوا يرحبون بالشباب بهذا الصباح بعد أن حادثهم "بسام" واخبرهم بالمجئ كي يفطرون سويًا..

دُهش نضال واعترته الحيرة وهو يتساءل:
-في إيه ؟

انخفض بصرها بأتجاه يديه اليسرى ملتقطة إياها ثم رفعتها أمام حدقتاه مغمغمة بشراسة لا تعبئ بالجميع..
-دبلتك فين يا استاذ؟!

ضرب بيده اليمنى على جبينه قائلًة بصدق:
-ده انا قلعتها قبل ما انام ونسيت البسها...

علقت وعد الواقفة جوار "أشرف" بطريقة ساخرة:
-نسيت..لا الف سلامة.

لكزها أشرف كي تلزم الصمت وبالفعل فعلت هذا كي تتمكن من متابعة ما سيحدث ..

خرج صوت داليدا مستنكرًا لحديثه، متمتمة بحنق وسخط:
-قلعتها قبل ما تنام !!! ده انا بنام بيها يا استاذ ومش بقلعها..

تحدث "جابر" يغمغم بأسلوب مرح:
-شوفي انتِ بقى قلعها ليه يمكن بيعلق واحدة تانية ولا حاجة...

رمقه أخيه بنظرات مشتعلة متمتم بغيظ وتوعد:
-اخرس أنت خالص...

انتهى محملقًا بـ زوجته يوضح لها بهدوء:
-حبيبتي والله بقلعها بس قبل ما انام ولما صحيت معرفش ازاي نسيتها..حقك عليا انا هروح البسها واج

قاطعته بصياحها العالي والغاضب:
-لا تروح ولا تيجي..و زي ما انت نسيت وملبستهاش انا كمان مش هلبسها..او تقدر تعتبرني نسيت زيك..

انتهت خالعة إياها من أصبعها..واضعة إياها بيديه...

بدأ الغضب يتسلله تدريجيًا مما تفعله...فصاحت روفان محاولة تهدئه ابنتها:
-ما خلاص يا داليدا قالك قلعها قبل ما ينام يعني كان لابسها طول اليوم ومقلعهاش غير على النوم وده الصح اصلا..متكبريش الموضوع...

ردت وعد تبرر غضب داليدا :
-وهو يقلعها ليه اصلا؟

مسح نضال على وجهه ونظر إليها قائلًا:
-بعد إذنك يا مرات اخويا متدخليش...ما تشوف مراتك يا أشرف بدل ما تهديها بتولعها...

شارف أشرف على التدخل والحديث وإيقاف وعد لولا جابر الذي صاح يؤيد وعد وداليدا:
-هي والعة لوحدها اصلا...بتنسى دبلتك..دبلتك يا نضال...اخص...لا حقيقي أخص كمان مرة.

قال الأخيرة وهو ينظر لـ داليدا يتابع ما توقف عنده:
-انهاردة نسيها بكرة يضيعها...والله اعلم نسي فعلا ولا بيشتغلنا.

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن