الفصل السادس والتسعون

27.9K 2.4K 311
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل السادس والتسعون وما قبل الأخير:

أنكمشت قسمات وجه وئام أثناء نومها، مما تراه من كابوسًا مزعجًا، جعلها ترغب بالاستيقاظ منه، فقد رأت بأن ما حدث و عودتها إلى عابد بل و زواجها منه كان وهمًا، خيالًا…
صارعت وصارعت محاولة الخروج والاستيقاظ منه، وبعد عدة محاولات نجحت بفتح عينيها والاستيقاظ أخيرًا..
وكان أول شيء تفعله هو تفرس الغرفة من حولها، وتحويل أنظارها وتسليطها على النائم جوارها كي تتأكد من تواجده جوارها، وتتأكد بأن ما رأته لم يكن سوى كابوسًا، والحقيقة هي بأنه معها..

التفتت برأسها أمامها وتنهدت براحة ومسحت على وجهها مرددة بخفوت شديد:
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم."

معللة سبب ما رأته بأن خوفها من البُعاد والفراق وتفكيرها به، هو من تسبب بهذا الكابوس.
فرغم كل ما حدث وحديثهم الجميل، العقلاني للغاية ليلة أمس، إلا أن هناك بداخلها جزء صغير يهاب ويرتعد من فكرة الفراق.
بللت طرف شفتيها وعادت تنظر نحو هذا النائم، تمعن النظر بملامحه التي تحفظها.
وبعد لحظات من هذا التركيز معه، كانت تنسى ما رأته بل وتتخطاه، وانشغلت بالتفكير به هو فقط، وبتلك السعادة التي تغمرهم وتملئهم، متمنية من الله عز وجل دوامها.
داهمت بسمة صغيرة شفتيها، ثم نهضت مقررة تبديل ملابسها والهبوط للاسفل وإحضار الطعام لهم..

وبعد وقت كانت تخرج من غرفتهم بملابس محتشمة واسعة، وحجاب طويل يخفي الجزء العلوي من جسدها قاصدة المطبخ..
وما أن دخلته حتى وقع بصرها على وعد المتواجدة بداخله وتحضر لها شطيرة بطريقة متعجلة وقطها أسفل قدميها يتمسح بها.

تفحصت ملابسها وسألتها:
-صباح الخير يا وعد، قوليلي عاملة ايه دلوقتي؟؟ وايه اللبس ده أنتِ خارجة ولا إيه؟؟

انتبهت لها وعد والتفتت إليها تجيبها بحماس وتعجل:
-صباح النور يا عروسة، وآه خارجة متخافيش عليا أنا زي القردة، وقولت قبل ما أخرج اعملي سندوتش عشان مهبطش.

-أيوة خارجة رايحة فين بقى؟

وبحماس مضاعف ردت عليها:
-مفاجأة يا بت مفاجأة..

عقدت وئام حاجبيها تلقي عليها سؤال آخر:
-أيوة إيه هي بقى؟؟

-أنتِ عبيطة يا بنتي، بقول مفاجأة، وسعي بقى متعطلنيش.

رددتها وهي تلتهم جزء من الشطيرة وتفارق المطبخ فهتفت وئام:
-عدى على طنط رحمة وعمي أيهم طمنيهم عليكي..

-هعدي عليهم وهكلم أبرار كمان اطمنها، يلا سلام.

تابعتها وئام بدهشة حتى اختفت عن انظارها، ثم تذكرت ما جاءت من أجله وبدأت بتحضير الفطار له ولها.
وبتلك الأثناء وأثناء انهماكها، ولجت دلال المطبخ، وتفاجأت من وجودها، فسألتها:
-ايه ده أنتِ بتعملي ايه هنا؟

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن