الفصل الرابع والتسعون

26.9K 2.5K 296
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الرابع والتسعون:

بعد مرور شهر..
داخل إحدى القاعات الكبيرة المخصصة لحفلات الزفاف، حيث يقام به الزفاف المنتظر لكلا من عابد و وئام، وجابر وثراء، وبعد عقد قرآنهم.

كان مروان يقف قبالة جابر وبينهم بالمنتصف يقف كل من سليم، أيهم، بسام، وثراء التي باتت زوجته..
يتشاجر معه كالمعتاد، ويحاول من بينهم الفض بينهم، غاضبين من مروان فقد أضحت افعاله جنونية لا يتحملها أحد.

"يعني إيه حضرتك مش عايزني أرقص مع مراتي؟؟ دي مراتي يا عم الحاج، ده المأذون لسة ماشي، مش كفاية ضحكتوا عليا وخلتوني بحسب اللي باقي بالساعات وطلع في الاخر الشهر فيه أربع أسابيع ويومين واليومين دول زادوا على حساباتي يعني في تمانية وأربعين ساعة بحالهم أضافوا ! "

هكذا كان يردد جابر بصوت عالي كي يسمعه مروان، فالموسيقى عالية وإذا تحدث بنبرة عادية ستغطي على صوته ولن يسمع شيء..

رد مروان محتجًا على النصف الأول من حديثه متجاهلًا النصف الثاني والذي لا يهتم به بالمرة:
-والله بقى مراتك مش مراتك مش هترقص معاها، معنديش بنات ترقص مع اجوازتها واتفضل اقعد بقى.

ردت ثراء بتذمر بسيط لما يفعله ويهتف به:
-يا بابا بقى..

-بلا بابا بلا زفت، قال بابا قال متخلنيش افسعه قلم على وشه اعميه..

صر جابر على أسنانه وقال بنفاذ صبر:
-لا بقى كدة كتير، وبعدين معندكش بنات ترقص مع اجوازتهم ايه؟؟ والاتنين اللي ورا دول مش لفتين نظرك؟؟ طب مش مليين عينك!! ما هو بيرقصوا والدنيا فل معاهم وآخر حلاوة أهو..

كان يشير بيديه نحو عابد و وئام واللذان كانا في عالم آخر..
لا يتواجد به أحد سواهم..
عيناهم عامية، وأذنيهم صماء!!!
لا يرى سواها ولا ترى سواه…

عقب إلقاء جابر لكلماته تعثرت وئام بفستانها الأبيض الطويل وكادت تسقط لولا عابد الذي انقذها وساندها..
ورأى كلا من مروان وثراء ما حدث..فاتسعت عين ثراء ولكن سرعان ما هدأت، أما مروان فصاح بصدمة:
-يخربيتك عينك كانت هتجيب بنتي الأرض.. أنت عينك وحشة ياض بقولك إيه؟

رفض جابر الاستماع لأي شيء وقال:
-لا أنت متقولش، انا انهاردة فرحي، يعني اعمل اللي أنا عايزه..وبنتك دي بقت زوجتي على سنه الله ورسوله، وسع بقى كدة يا حمايا العزيز عشان هرقص مع مراتي يعني هرقص…..

جذبها جابر معه وتحرك معها كي ينفذ حلمه بالرقص معها..
كاد مروان يلحق بهم لولا يد سليم التي مسكت به ومنعته:
-ما تهمد بقى يا مروان الواد اتجوز البت خلاص، وبقت مراته النهاردة فرحهم، أكبر بقى وبلاش لعب العيال ده، قرفتنا…

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن