الفصل الثالث والخمسون

25K 2.3K 472
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث والخمسون:

يركض بالرواق الخاص بقسم الإستقبال داخل إحدى المستشفيات... بأعين متلهفة..وقلب يرتعد خوفًا بعد أن حادثه ذلك الشخص المجهول وأخبره بتعرض شقيقته لحادث ما وتواجدهم بالمستشفى الآن..

التقطتها عينيه وهي تجلس على مقعد ما يتواجد بجوار إحدى الغرف وبجوارها شخص يجهل هويته مخمنًا بأنه من قام بمحادثته..

اندفع نحوها وتسمرت قدماه وهو يرى تلك الجروح الطفيفة المبعثرة والمتفرقة على وجهها..

جثى على ركبتيه حتى بات بمستواها يستفسر منها بصوت يشوبه القلق:
-إيمان أنتِ كويسة؟ ايه اللي حصل ! حادثة ايه دي اللي عملتيها وازاي…

ارتجف فمها وطالعته بنظرات جعلته يشعر بوجزات بمنتصف قلبه...مستشعرًا بأنها قد تعرضت لشيء خطير…

بدأ وجهها بالانكماش تدريجيًا وبدون أن تجيب عليه أجهشت بالبكاء واندفعت لاحضانه...متشبثة به بقوة..لا تصدق بأنه معها الآن.. وأنها بأمان ولم يحدث لها شيء…

تقابلت عيناه مع هذا القابع جوارها والذي أخبره بأسى يشرح له وضعها وما تعرضت إليه:
-انا معرفش ايه اللي حصل بضبط بس تخميني أنها ركبت مع سواق تاكسي مش نظيف..و معاه واحد اكيد صاحبه..بس معرفش ركب بعد ما هي ركبت ولا قبل..المهم اني كنت ماشي بالعربية من جمبهم وشوفته وهو مثبتها بالمطوة...والحمدلله قعدت ازنق عليهم علشان يخافوا..وفعلا خافوا و عرفوا يسبقوني و بعدين وقفوا وراحوا زقنها برة العربية وقعوها على وشها..ومع الأسف نسيت خالص ابص على رقم العربية…

بردت أطرافه ودمعت عيناه..وكل ما يفكر به وهي داخل أحضانه..بأن ما كان يوشك على فعله بـ فجر..كان يحدث بذات الوقت مع شقيقته..ولولا ستر الله...لكان تم الأعتداء عليها.

ضم شفتاه بقوة يكبح دموعه داخل مقلتيه...مربتًا على ظهرها بحنو مستمعًا لصوتها المرتجف وشعورها بالذنب لمساعدته على إيذاء رفيقتها:
-أنا كنت هضيع يا أنس..كانوا هيغتصبوني..والله أعلم كانوا هيعملوا فيا إيه بعدها.. أنا عُمري ما هنسى اليوم ده..انا روحي كانت هتطلع مني...انا خايفة أوي لحد دلوقتي..احضني عشان خاطري وقولي انك جمبي يا أنس.. وأنهم مش هيأذوني.

وبصوت مبحوح أثر دموعه، فهو لا يرى مذنبًا سواه:
-أنا جمبك يا حبيبتي..وأنتِ كويسة مفيش حاجة حصلت..ومحدش هيعرف يأذيكي..اهدي.

_______________

اقتحمت "وعد" حجرة المكتب بعدما أدركت بجلوس مروان بداخلها بمفرده من علياء التي طلبت منها الدخول له وتحاول أن تثير أعصابه وتجعله يخرج من تلك الحالة…
فـ بعد طلاق ابنته و عودتهم إلى المنزل بات شخصًا اخر..لا يمزح..ولا يبتسم الا قليلًا..كما أصبح قليل التحدث ولا يتشاجر مع أي منهم إلا إذا استدعى الأمر..

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن