الفصل الخامس

35.7K 2.7K 720
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الخامس:

تعتلي "ثراء" فراشها بقلب مفطور...وأعين تسيل الدموع....فقد قامت بمفارقة مكانها بل الجلسة بأكملها مندسة بحجرتها دون أن تتفوه بحرف  تاركة الجميع خلفها....وما أن دخلتها وباتت غائبة عن العيون حتى تركت العنان لحزنها كي ينطلق...مندفعة بجسدها نحو الفراش...

انفرج الباب فجأة وطلت من خلفه "وئام" التي ما أن اوصدت الباب خلفها حتى صرخت بها:
-برافو..لا حقيقي برافو... أنا مش فاهمة أنتِ بتعيطي على إيه...هو كان عشمك بحاجة...ولا كان بينلك قبل كدة أنه بيحبك...

رمقتها "ثراء" بعينيها التي لا تتوقف عن البكاء وتشع حزنًا وكأنها قد فقدت إحدهم للتو.

لم تتحمل "وئام" حزنها وتلك النظرات التي صوبتها نحوها...فقامت على الفور بقطع المسافة الفاصلة بينهم وجاورتها بالفراش ضاممة إياها بقوة تبثها عشقًا وحبًا...وحنان دفين....مصارحة إياها:
-متزعليش يا ثراء...دي مش نهاية العالم...مبيحبكيش في ستين داهية..بس متعمليش في نفسك كدة..والا والله هتخليني انزل اشقه نصين....

لم تصدر أى رد فعل من الاخرى رغم تلك البسمة التي أرادت الانفلات من ثغرها فقد شبهتها بتلك اللحظة بـ وعد سليطة اللسان......

زفرت "وئام" متابعة:
-على فكرة هو لا بيحب ولا نيلة...وحركة متخلفة زيه...هو بس لاحظ حبك ليه ودلقتك عليه...فحب يمحي أي أمل عندك...وعشان متفضليش تبني في أحلام على الفاضي.....

بتلك اللحظة رفعت "ثراء" رأسها وقالت بصوت تغلغله الأمل:
-بجد يا وئام يعني هو بيكدب.....

قلبت عيناها بضجر من حماقتها وتمسكها بعشق لن يجني خرابه سواها:
-آه بيكدب..والمفروض تحسي بقى وتفوقي..خرجي مؤنس من دماغك..اصلا مش عارفة بتحبيه على إيه ولا إزاي ده أنتِ اكبر منه بكذا شهر.

ردت بتذمر طفولي من ذاتها:
-اهو اللي حصل بقى....مش ذنبي أنه شكله قمر ومؤدب مش سيكي ميكي زي العيال اللي بتروح وتيجي....

أطلقت "وئام" ضحكة عالية على كلماتها العفوية…

فلكزتها "ثراء" معنفة إياها مرددة:
-آه يا اللي معندكيش دم وبتضحكي على احزاني...

عقبت الأخرى بصراحة:
-اصل أنتِ احزانك طلعت بضحك اوي...يعني بتحبيه عشان قمر..ومؤدب...طب ما في شباب كتير كدة..هو بس علق معاكي عشان هو اللي قدامك ومش معنى أنه علق معاكي يبقى هو ده حب حياتك...لسة الحياة طويلة قدامنا...اخرجي وانبسطي..متربطيش حياتك براجل من دلوقتي...

فُتح الباب للمرة الثانية وظهر تلك المرة باقي الفتيات من "داليدا" "وعد" "فجر" "أبرار"..

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن