الفصل الستون

23.8K 2.4K 267
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الستون:

-أنتِ بتعملي إيه يا ست الحبايب يا حبيبة ؟!! و واقفة كدة ليه!!

ألقى "جابر" كلماته تلك على مسامع والدته والتي رآها تقف قبالة باب حجرة أخيه "عابد" وتلصق أذنيها بالباب محاولة سماع أي شيء..

ابتعدت برأسها عن الباب باصقة عدة مرات داخل جلبابها المنزلي متمتمة بهمس شديد:
-خضتني يا ولا...وبعدين بعمل ايه يعني بشوف اخوك بيهبب إيه..من ساعة ما جه ما خرجش من الاوضة معرفش بيعمل ايه كل ده..حتى صوته مش طالع..

-مش طالع ازاي يعني..سمعيني كدة..

قالها مقتربًا من الباب واضعًا أذنيه على الباب هو الآخر...ضيق عيناه يحاول أن يسمع اي شيء لكن دون جدوى...فقال بهمس دون أن يبعد أذنيه:
-مفيش صوت..ومدام مفيش صوت يبقى مش بيكلم حد..ومدام مش بيكلم حد يبقى يا نايم يا مكتئب.. ابنك عاشق ياما وبيكابر..وبيوجع قلبه بايده.

تساءلت دلال بقلق:
-وهو يكتئب ليه يعني..هو اللي خلقها مخلقش غيرها..طب ايه رأيك بقى أني من بكرة هبدا ادورله على ست ستها..

نفى برأسه يخبرها:
-وست ستها دي متلزموش ومتنفعوش..هو مش عايز غيرها...

ثم تابع بصوت خافض محدثًا ذاته:
-واضح كدة أننا لازم نتقل العيار عليه هو وهي..

وصلت إليها بعض كلماته التي لم تستطع فهم مغزاها..لكن عندها استماعها لكلمة "عيار"اتسعت عيناها وقالت:
-عيار إيه؟؟ عيار ناري!!! انت عايز تقتل أخوك وطليقته يا بن الهبلة!!! عايز تموته..طب ليه كان عملك إيه؟؟؟ حرام عليك عايز تموتني بحسرتي..

كز على اسنانه وتمتم بغيظ:
-الطم ياما..الطم..ايه الاوفر ده..وعيار ناري ايه حرام عليكي اتقى الله..اقولك انا خلاص المفروض اتعود ومش هتعصب عشان أنتِ جبتي الخلاصة في كلمتين قولتيهم في النص كدة..بقولك ايه روحي أنتِ وانا هدخله واشوف بيعمل ايه ولو صاحي هتكلم معاه يلا...

-طب ما ادخل معاك واتكلم انا كمان معاه...انا أمه..اللي شيلته وشيلتك معاه في بطن واحدة..

نفخ بضجر وقال بنفاذ صبر:
-يا حبيبتي ما احنا عارفين والله انك أمنا..هو كان حد قالك انك مرات أبونا…يلا يا ماما لو عايزة ابنك حاله يتصلح يلا ابوس ايدك..

وعلى مضض تحركت لا تتوقف عن الثرثرة مع نفسها متبرمة مما يفعلوه معها….

اخذ جابر نفسًا عميقًا قبل أن يدق على الباب دقة واحدة…

ترقب وانتظر رده وسماحه له بالدخول لكن هذا لم يحدث وطال انتظاره مما جعل الآخر يفتح الباب ويطل برأسه اولًا...فرآه يجلس على الفراش هاتفه بين يديه ويحدق به بمعالم حزينة تسببت في شعوره بالالم على أخيه وتوأمه مخمنًا بأنه يطالع صورة لها..أو شيء آخر يخصها ويعود إليها…

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن