الفصل الواحد والسبعون

25.1K 2.4K 399
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الواحد والسبعون:

-يعني إيه ها؟!! يعني إيه..يعني إيه نكون كاتبين كتابنا قبله وهو يتجوز قبلنا ها..يعني إيه ردوا عليا…

هكذا ردد «نضال» الثائر..الساخط مما حدث...والذي لا يتوقف عن السير ذهابًا وإيابًا ضاربًا كفه بالآخر..مظهرًا امتعاضه عقب عودتهم للمنزل ونوم والده..

رد «جابر» بنبرة متهكمة ساخرة:
-انت عليك عفريت اسمه يعني إيه؟؟؟ ما تهدأ ياض..

وقبل أن يجيب نضال ردت دلال مشاركة جابر سخريته:
-يهدأ ازاي..يلا.. يلا ادينا واحدة يعني ايه تاني…

وبعدم تصديق واهتياج واضح عقب:
-انتوا بتتريقوا !!! انتوا فاكرني بهزر ولا بهرج..ولا فاكرين ايه بضبط...يعني إيه خليل يجوز بعد اسبوعين بس؟ انا هتجنن يا ناس..ما تقول حاجة يا أشرف..

تحولت الأنظار نحو «اشرف» والذي علق بهدوء:
-هقول ايه يعني...هو حر.. ومحدش كان مانعنا نتجوز..احنا اللي اختارنا نتجوز بعد ما يخلصوا..يعني انت مقولتش من الاول تجوز علطول وهما قالوا لا..

وبعِند وتحدي صاح نضال:
-طب انا رجعت في كلامي وعايز اتجوز بعد اسبوعين مع خليل..

ضربت دلال على فخديها وهي تتأهب للنهوض، قائلة:
-انا هقوم انام احسن لحسن انا عندي مرارة واحدة وخايفة عليها..تصبحوا على خير..

عقب مغادرتها لم يتبقى سوى الشباب...فنهض خليل والذي كان ملتزمًا بالصمت فقط..يتابع ما يفعله نضال بتسلية…
-وانا كمان هنام تصبحوا على خير…

هلل نضال وهو يرمقه بضيق جلي:
-ليك حق تطلع تنام ما أنت عريس…

لم يبالي خليل بكلماته وصعد لغرفته..هنا وهلل جابر بوجهه نضال:
-ما تتهد بقى يالا أنت.. عامل هوليله ليه؟؟ واخوك ماله اصلا هو حر وقرر مع عروسته..مقررتش انت كمان من الاول مع داليدا ليه وقولت انك عايز تجوز بسرعة؟؟؟

لم يجد ما يجيب به..واكتفى بتحديق جابر بغيظ ثم صعد هو الآخر لغرفته...ولم يعد يتبقى سوى عابد..جابر... أشرف..

نهض الأخير تاركًا التوأمان معًا كي يحادث تلك المجنونة التي خطفت قلبه الليلة وأثارت حنقه..راغبًا بالحديث معها ومشاكستها قليلًا وإخراجها عن شعورها..….

دوى رنين هاتف عابد القابع بين يده والمنشغل به...حدقه جابر بنظرات فضولية ولسانه لا يتوقف عن سؤاله:
-مين..مين..مين ها.. مين؟؟

قذف عابد الوسادة بوجهه تزامنًا مع نهوضه كي يذهب لغرفته ويتحدث بأريحية مع تلك الفتاة، متمتم من بين أسنانه:
-وانت مالك يا بارد…

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن