الفصل العشرون

26.5K 2.3K 474
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل العشرون:

أنهى "سلطان" إلقاء كلماته على مسامعهم تاركًا طاولة الطعام متقدمًا من درجات الدرج...

أسرع "أشرف" وخطى خلفه كي يلحق به ويوقف تلك المهزلة التي على وشك الحدوث..

نادى عليه بإلحاح..مُصرًا على الحديث معه ومناقشته بما حدث بالأسفل..
-بابا..بابا لو سمحت استنى..

استجاب لندائه متوقفًا عن الحراك..متسمرًا مكانه منتظرًا ما لديه من أحاديث..

ردد أشرف رافضًا ما حدث قبل قليل:
-بابا أنا آسف..بس انا مش عايز اتجوز..يعني مفتكرش اني جيت وقولت لحضرتك اني عايز اتجوز..اكيد ده اقتراح ماما..وبصراحة أنا رافضه...حضرتك عارف أني لسة خارج من تجربة فاشلة..ج

رفع يده أمام وجه الآخر مقاطعًا إياه مردفًا:
-عارف...وعشان كدة انا وافقت امك...ولو فعلًا عايز تفوق من اللي حصلك يبقى لازم تبدأ من جديد..بداية جديدة...حياة جديدة..و بنت كمان جديدة..و وعد انا شايفها مناسبة..

شعر بالحنق من كلماته واتخاذه ذلك القرار بدلًا عنه...
ولأول مرة ترتفع نبرة صوته عليه..مغمغم بملامح منفعلة وغاضبة بإفراط:
-وانا مش شايفها مناسبة..ومش عايز اتجوز..انا معرفش انتوا بتاخدوا القرار عني بناءًا على إيه؟؟؟ هو أنا اللي هتجوز ولا أنتوا...

تحكم أبيه بأعصابه وأدرك غضبه فلم يرد أن يزيد الأمور سوءًا..مقررًا إقناعه بالهدوء والحنو الشديد كي يطيب جرحه..بدلًا من الغضب وفرض القرارات التي لن تزيده سوى إصرارًا على الرفض والتمسك به....
-بناخد القرار عشان انت ابننا..ولينا حق عليك...لتكون فاكر اننا هنختارلك أي واحدة والسلام..وعد لو مكنتش كويسة ومحترمة وبنت ناس مكناش فكرنا فيها...امك تحت قالتلك كلمتين دخلوا دماغي أوي...عشان كدة انا كمان هقولهملك...

ابتلع لعابه ثم تابع بتأثر:
-المرة اللي فاتت انت اللي اخترت ومحدش فينا اعترض أو وقف قدام اختيارك..المرة دي ثق فيا يا بني واسمع مني ومش هتندم...واللي انت بتفكر فيها و زعلان عليها دي متستاهلش أي ذرة زعل...اللي تبيعك وتسيبك عشان الفلوس تبقى عينها فارغة وميملهاش غير التراب..والمفروض تبوس ايدك وش وظهر عشان ربنا خلصك منها...

صمت لحظات يرى خلالهم تأثير وقع كلماته على مسامع إبنه..فـ التقط ذلك الاستجاب والإقتناع الذي بدأ يليح على قسماته....فـ استطرد بأسف:
-عُمري ما اقتنعت بـ زينة...ولا شوفتها الزوجة الصالحة ليك..و رغم كدة تقبلتها عشان خاطرك..ومظنش اني بينتلك قبل كدة اني مش قابلها...اصل في ناس كدة من اول مقابلة تتقفل منهم..وناس تانية بيبقى على وشها القبول وقلبك بيتفتحلهم وده حصلي مع وعد...وافق عليها ومش هتندم..وهتيجي تشكرني كمان.......

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن