الفصل التاسع والسبعون

25.4K 2.5K 416
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل التاسع والسبعون:

أبعد «جابر» حدقتاه عن الطريق من أمامه لثواني مختلس النظرات نحو زاهر الجالس بالخلف ولا يخرج له صوت..

اخفض عينيه وعاد ينظر أمامه مرة أخرى ويده تعرف طريقها نحو علبة «المناديل» الورقية ملتقطًا واحدًا تلو الآخر..ثم مد يده للخلف متمتم:
-خد امسح وشك اللي بقى مش باينله معالم ده..

التقط زاهر المناديل من يده بصعوبة مطلقًا أنينًا يعكس ألمه..فصاح جابر عقب اخذه لهم:
-شوفت اخرة الافترا إيه..والله انا لو عليا كنت سبتك تضرب..بس مع الاسف ضميري مسمحليش اعمل كدة..قولي هببت ايه لـ بنتهم؟؟؟

لم يجيب زاهر..فقط يمسح وجهه بهدوء والم يكسو وجهه وجسده بأكمله..

طالعه جابر من خلال المرآة ثم قال مستنكرًا:
-أنت مبتردش عليا؟؟؟ ده ايه تناكة أهلك دي.. وربنا ارجع واسيبك ليهم.. اتلم..

هنا ورد عليه بصعوبة:
-مش قادر اتكلم..انا مفيش حتة في جسمي سليمة...

-معلش استحمل..اديني وخدك على المستشفى اهو..

استوعب جابر ما قاله..فصاح مصححًا :
-لا معلش إيه..مفيش معلش.. احسن..بتتعرض لبنتهم ليه ها؟؟ دول ناس شكلهم طيب وعلى نياتهم خالص ولو مكنوش كدة مكنوش صدقوني ودخل عليهم تمثيلي ...

تنهد وهو يتذكر ما فعله..فابتسم باتساع ثم قال:
-ولا أنا اللي تمثيلي خطير..ده انا طلع عندي موهبة مدفونة بس طلعت انهاردة..خمسة عليك ياض يا جابر..لا خمسة ايه عشرة حلو..

صمت للحظات..اعلن خلالهم هاتفه عن اتصال من أروى..

التقط الهاتف وقبل أن يجيب عليها صوب حديثه لـ زاهر:
-اختك بتتصل..اقولها أنك ادشدشت..واطحنت..واتعملت كفتة ولا استر عليك؟؟

وعندما هم زاهر بالإيجاب عليه كان جابر يسبقه مغمغم بمرح:
-لا أنا جدع وراجل..والرجالة مش بتفضح بعض...سرك في بير ياض يا زاهر..

فتح المكالمة فوصل إليه صوتها وهي تستفسر بدهشة:
-أنت فين يا جابر؟؟ انا كل ده قاعدة ومستنياك..

حدج بـ زاهر عبر المرآة يجيب عليها بمكر وعبث:
-انا كنت جايلك في الطريق..بس لقيت واحد لا انا اعرفه ولا أنتِ حتى تعرفيه بيضرب وبيطحن..اسكت؟؟؟
مسكتش طبعًا شهامتي و رجولتي..وضميري نقحوا عليا ونزلت ساعدته ودلوقتي واخده على المستشفى اطمن عليه....وخلي بالك احنا منعرفهوش خالص..آه..

قطبت حاجبيها وتعجبت من طريقته بالحديث..لكنها لم تطيل عليه وقالت:
-طيب خلاص تمام..نبقى نخرج بكرة بقى..وابقى طمني عملت إيه..

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن