الفصل السادس والستون

25.2K 2.4K 372
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل السادس والستون:

-بت ! انت بتقولي بت يا خالد ؟

انزوى ما بين حاجبيه ورد عليها بشبه بسمة ونبرة جادة يتخللها بعض المرح:
-وهي بت شتيمة يا قلب خالد..وبعدين أنتِ سبتي الجملة كلها ومسكتي في بت؟ ملفتش انتباهك أن قلبي فيكي غاطس ولو فضل غاطس كدة ممكن يغرق !

حبست ضحكتها وقالت بجدية زائفة:
-بعد الشر عليك... واه مختش بالي غير من بت اللي انت قولتها دي؟ انا بت يا خالد؟

هنا ورغمًا عنه انفلتت ضحكة عالية متمتم:
-يا حبيبتي أنتِ بت فعلا...ومش اي بت..ده أنتِ ست البنات..واحلاهم...وتاج رأسي كمان..كفاية كدة ولا اقول كمان؟

تعمد قول الاخيرة كي يجعلها تدرك بأنه على دراية تامة بما يحدث معها الآن وكيف اصتبغ لون وجهها و زحفت إليه حمرة الخجل..وكيف تتسارع نبضات قلبها بطريقة جنونية..

تلفظت بهدوء على أمل أن يكف ويتوقف عما يفعل بها وبمشاعرها متذكرة أمر محادثتها معه قبل نزوله على تطبيق الواتس اب واخبارها بأنه يستعد للذهاب لمنزل سلطان:
-لا كفاية....وقولي وصلت ولا لسة؟

رد عليها يؤكد:
-لا مش كفاية...واه وصلت...وعايز اشوفك هينفع؟

وقبل أن تجيب كان يرد على ذاته يؤكد إمكانية رؤيته لها:
-ولما هو اه ينفع مبتقوليش من بدري ليه..انا

قاطعته مجبرة إياه على ابتلاع باقي الكلمات بجوفه:
-هو ايه اللي ينفع..انت بتسأل وترد على نفسك..وبعدين مش هينفع..انا اصلا في اوضتي وعلى سريري وطفيت النور وبنام خلاص..وكنت متصلة اشوفك وصلت ولا لا واقولك تصبح على خير.

-تصبح على خير مين ! أنتِ ناوية تنامي وتسبيني..ده أنتِ بتحلمي..استنيني يا بت..عشان وربنا لو نمتي لهتلاقيني بضرب الجرس عندكم..

-يا سلام وانا هقعد كل ده اعمل إيه..انا عايزة انام مش قادرة اقعد...

وبتفكير دام للحظات نما إليها صوته يقترح عليها:
-خلاص لقيتها.. احنا هنقسم البلد نصين...بمعنى انك هتنامي وانا هقعد براحتي هنا مع الشباب..بس لما هروح هتصل عليكي وهصحيكي تقعدي معايا..قولتي إيه؟

وببسمة لم تزيدها إلا جمالًا ونعومة كانت تقول:
-قولت ماشي.. تصبح على خير مؤقتًا ولحد ما تروح…


*************

يستلقي «مروان» على الفراش يولي زوجته ظهره...والتي لا تتوقف عن الثرثرة وطرح العديد والعديد من التساؤلات..والاستفسارات...ولما لا يخبرها بشيء...ولما يخفي عنها دائمًا....والكثير والكثير الذي جعله يهب من نومته ويصيح بها:
-ما تتمسي يا علياء بقى وقولي اتمسيت..صدعتي أمي..وعايز انام والبعيدة معندهاش دم..ولوك لوك..لوك لوك..وياريتك بتكلمي في حاجة عليها القيمة...

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن