الفصل السابع عشر

26.1K 2.4K 239
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل السابع عشر:

تضم ركبتيها إلى صدرها تبكي بمرارة وبطريقة هستيريا لما حدث معها...شاعرة بوجزة في قلبها...لما تسببت به...و وصلت إليه…

تصاعدت شهقاتها كلما تذكرت فعله "فادي" وكيف تخلى عنها مرتين…

المرة الأولى عندما ترك عابد يأخذها دون أن يدافع عنها أو يرفض ذهابها معه…

والمرة الثانية هو تخليه عنها أمام أبيها......وعدم دفاعه عنها.

لم ينطق بحرف واحد!!!! تركها…

دائمًا ما يلزم الصمت... وهي تلك الحمقاء التي صدقته اليوم وعفت عنه وذهبت معه بكل سهولة....

تفاقم تجعد وجهها بكاءًا وألمًا وهي تتذكر صدمة أبيها...فقد طالعها بنظرة لن تنساها بحياتها....

ما الذي فعله كي يستحق هذا منها؟؟؟؟

والجواب أنه لم يفعل شيء سوى أنه وثق بها...منحها كامل حريتها...لم يبخل عليها يوم... والنتيجة بأنها كانت خائنة…

خانت ثقته....وتسببت في أحزانه اليوم.....

بتلك اللحظة فقط أدركت ما كان يقصده عابد عندما أخبرها بتلك الكلمات التي لم تأخذها على محمل الجد يومها..

"ابوكي مكنش هيستحمل يشوفك بالمنظر المقرف ده..كان ممكن يجراله حاجة..ولو مكنش جراله وخرج منها سليمة...أنتِ اللي مكنتيش هتخرجي منها سليمة...ومش بعيد كان قتلك"

أوصدت جفونها تعتصرهم...رافعة أناملها تتحسس مكان صفعاته....

فتلك هي المرة الأولى الذي يرفع يداه ويصفعها…

تلك اليد التي كانت دائمًا ما تحملها وتدللها وهي صغيرة....هي ذات اليد التي تمدت عليها اليوم…

وهي السبب وراء ذلك....لن تلوم سوى نفسها.......

التقطت الوسادة من جوارها واضعة إياها على وجهها دافنة إياه بها...محررة صرخة عالية من فوها حملت الكثير والكثير من المعاني.....نادمة على ما اقترفته.......

بالخارج خرجت "وعد" من غرفتها وهي تنظر لذراعها التي كلما قامت بتحريكه تشعر بألم طفيف....

وأثناء مرورها من أمام حجرة "وئام" وصل إليها صوت صرخة مكتومة....لاحقها بكاء حاد قادم من غرفتها....

هلع قلبها عليها ولم تتردد باقتحام غرفتها...

فتحت الباب ودخلت دون استئذان وعلى الفور سقط بصرها عليها وهي تعتلي الفراش قاذفة الوسادة بعيدًا عنها بعنفوان وقوة...غضب....أسى...

زاد خوفها وقطعت المسافة الفاصلة بينهم جالسة جوارها تستفسر منها:
-ايه ده في ايه مالك؟؟؟ أنتِ كويسة!!!

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن