الفصل السادس والأربعون

28.3K 2.5K 677
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل السادس والأربعون:

ارتفع حاجبي "مؤنس" عقب استماعه لرد الأثنان الموحد عليه، قائلًا بمزاح محاولًا تبديل تلك الأجواء العدوانية الذي لا يدرك سببها:
-في ايه يا شباب مالكم داخلين حاميين عليا كدة ليه..متحسسونيش انكم مش طيقني.

هز "جابر" رأسه بأيجاب على الفور يؤكد له، وهو يُخيل بذهنه مشهد جلوسهم معًا..واحتسائهم لمشروب ما بمفردهم بذلك الطقس الشتوي:
-دي حقيقة، ما شاء الله عليك لميح وبتفهم.

ارتخت قسمات مؤنس وحدق بكلا من جابر ونضال..وما هي إلا ثواني تُعد على انامل اليد الواحدة حتى صدحت ضحكاته مردفًا من بينهم:
-فهمت..انتوا بتهزروا معايا..بس هزاركم تقيل شوية..بس يلا مش مشكلة..تعالوا..ادخلوا..

افسح لهم يشير لهم يحثهم على الدخول مما اوحى لهم بأنه صاحب المكان وهم ضيوف لديه…

شارف نضال على الدخول ومتابعة مكالمته مع داليدا التي استمعت إلى صوت "مؤنس" مما جعلها تتقن صدق حديثه...فقد جاء حقًا من أجلها...بالفعل هو أحمق..أحمق كبير......
انتفضت وظلت تدور حولها لا تدري ما عليها فعله....وبعد لحظات من التشتت والتية اخذت ملابس لها ودخلت دورة المياه....

توقف نضال ولم يدخل ويستجيب لدعوة مؤنس لإمساك جابر بمرفقيه قائلًا بحدة وصوت لا يبالي إذا كان عالي ام لا:
-انت رايح فين..هو احنا بنشحت منه..ايه اللي تعالوا..ادخلوا...

نفض نضال ذراعيه وعقب:
-يا عم سبني وبعدين هو انا جاي عشانه اصلا؟؟ ولا ده اصلا شاليه أبوه؟! ده شاليه ابو مراتي.. حمايا حبيبي..وانا اللي هقولك خش..تعالى يا جدع..اعتبره شاليه أخوك..

وبالفعل دخلوا واستمعوا أخيرًا إلى صوت "ثراء" التي قالت وهي تمد يدها بفنجان القهوة تعيده إلى مؤنس موجهة كلماتها إلى نضال متجاهلة جابر تمامًا وكأنه نكرة:
-داليدا عارفة انك هنا؟

أوشك مؤنس على أخذ فنجان القهوة الخاص به، لكن سبقه جابر ملتقطًا إياه من يدها...متمتم باعتذار لها:
-معلش بس سقعان...ده ايه ده؟؟

نظر داخل الفنجان فوجد قهوة فقال تحت نظراتها المستنكرة المستشاطة من فعلته السخيفة:
-الله قهوة جت في وقتها انا مصدع وهتعمل معايا احلى شغل دلوقتي...

أما نضال فـ في ذات الوقت لم يجيب على استفسارها وتذكر أمر داليدا..نظر بالهاتف كي يتابع حديثه معها فوجدها قد اغلقت.....

أشار مؤنس لهم نحو الباب الداخلي للشاليه وهو يكبح ضحكاته بصعوبة فالاثنان يتصرفان كالاطفال تمامًا:
-اتفضلوا..مش هنفضل واقفين كدة..

في تلك الأثناء انفرج الباب وخرج مروان بملابس رياضية ثقيلة تناسب الجو قد يراها البعض لا تناسبه وقد يراها البعض تلائمه...أما هو فقد راقت له كثيرًا...

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن