الفصل الثاني والتسعون

26.5K 2.5K 191
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثاني والتسعون:

لم يصدق عابد ما سمعته أذنيه، وظن بأنه يتوهم موافقتها وبأنها لم تنطق بعد..
لكن حديث مروان المصوب له و الذي جاء عقب موافقتها هو ما أكد له بأنه لا يتخيل، بل حقيقة، وهي وافقت أخيرًا على العودة إليه.
"ومدام هي وافقت، فـ أنا مستنيك بليل عشان نتكلم ونتفق و

لم يتابع مروان وتوقف عندما رأى نظرات عابد المثبتة على وئام ولا تتزحزح أبدًا..

رفع يده ومدها نحو ذقنه يجبره على ابعاد انظاره عن ابنته والنظر إليه بدلًا منها متمتم:
-بص لي أنا يا حبيبي، ركز معايا كنت بقول تيجي بليل و

حرك عابد رأسه مرة أخرى يطالعها فتحاشت نظراته وازدردت ريقها متطلعة بـ ثراء التي ابتسمت رغمًا عنها من رد فعل عابد.

كاد مروان يحرك رأسه تجاهه مرة أخرى لولا تحدثه تلك المرة، قائلًا بصدمة سرعان ما تحولت لسعادة كبيرة لا مثيل لها:
-أنا مش مصدق أنك وافقتي !! انا سمعت صح مش كدة، أنتِ وافقتي ترجعيلي وابوكي واقف بيتفق معايا عشان اجي بليل صح؟؟

نفى مروان برأسه وهو يربت على كتفيه:
-لا يا حبيبي مش صح، أنت سمعت غلط وهي رفضت وأنت نايم اصلا مش صاحي، كمل نوم يلا.

اوشك على التحرك جاذبًا وئام معه، فلحق به عابد متمتم بلهفة تشكلت على محياه:
-أنت واخدها ورايح على فين دي خلاص وافقت يعني هتبقى مراتي...

ثم نظر لوئام التي ظلت تتحاشاه، ومن شدة التخبط والسعادة رغب في ضمها مقتربًا منها بحركة مباغتة، وقبل أن يمسها كان مروان يقف له بالمرصاد وبعينيه المتسعة سخطًا:
-هوب هوب هوب، أنت بتهبب ايه، أنت عايز تحضنها قدامي؟ أنت عبيط؟؟

وببسمة متوترة رد عليه معتذرًا يبرر له هذا التهور والإندفاع:
-أنا آسف بس أنا فرحان وبعدين هي مراتي قصدي هت

-لسة يا أخويا مبقتش مراتك لما تكتبوا الكتاب ابقى اعمل اللي تعمله.

جاء تعقيب على حديث مروان ولم يكن صاحبه سوى جابر والذى عاد مرة أخرى، متمتم بتحدي:
-أنا لو منك مسمعش منه وعندًا فيه بقى أ

لم يتابع بفضل اندفاعه وركضه من مكانه إلى الخارج مرة أخرى هربًا من مروان الذي ما أن رآه وسمع صوته الغليظ حتى هرول من مكانه وهو يقوم بطي أكمام قميصه..

تاركًا كلا من ثراء و وئام رفقة عابد وبعض من عمال المتجر المتابعين لما يحدث خلسة..

ترددت ثراء بعد إلحاق والدها بجابر الذي أعلن رغبته بالزواج بها وطلبها من مروان، قائلة بتوتر:
-عابد مش أحسن تخرج تشوف أخوك، بدل ما بابا يبطحه بحاجة.

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن