الفصل الرابع والستون

24.1K 2.4K 330
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الرابع والستون:

تابعت وعد تقدمها وهي تجره خلفها من خلال السلسال الحديدي المنعقد حوله…

وقفت جوار نضال وجابر وخليل و بمواجهة أشرف و دلال..

وقبل أن تتحدث أو تنطق بشيء..تعلق "النسناس" بقدم جابر…

اتسعت عيناه وصرخ عليه مسببًا جلبه:
-اوعى يالا البنطلون..اوعى ياض بقولك البنطلون هيقع..الله يحرقك..اوعى يا عم انت فاكرني إيه استغفر الله العظيم يارب..

جذبته وعد وابعدته عنه متمتمة ببسمة زينت وجهها:
-معلش هو بس عصبي شوية وشقي شويتين..وده عادي.

خرج صوت دلال متذمرة مستنكرة تلك الهدية التي انتقتها زوجة ابنها لمصالحته:
-وانتِ جيباه عصبي ليه هي المشرحة ناقصة قُتلة...وايه شقي دي..بتاع بنات يعني؟؟ وبعدين هي الهدايا كلها خلصت؟ ازايز الريحة..والساعات..والهدوم..قصروا معاكي في حاجة يا بنتي !

تطلعت به ولم تخفي اشتياقها إليه معقبة على حديث والدته وهي تعلق بصرها عليه:
-لا مقصروش..بس أشرف مميز عندي..والمميز مش بيجيله غير المميز...ولا ايه؟

حك جابر مؤخرة رأسه معلقًا:
-هو ايه فعلا...

ومن جديد قام النسناس بالتعلق تلك المرة بقدم "خليل" فصاح خليل وهو يحرك ساقيه يحاول التحرر منه:
-هش..هش

-هش ايه يا خليل هو دبانة..قوله ابتعد...او خليك هقوله أنا...ابتعد أيها النسناس يا بن النسانيس أنت..عيب كدة...

جذبته وعد من جديد وهي تنهره بخفوت:
-بس عيب كدة خليك مؤدب.

لكنه لم ينصت إليها وقام بالتشبث من جديد بقدم جابر...فصاح مازحًا تلك المرة:
-خليه مؤدب إيه..انا شاكك في أمره..ده شكله نسناسة..دي بتتحرش بينا واحد تلو الآخر..اوعي يا متحرشة انتِ... اوعي يا بنت القرود..

نهرته وعد هاتفة:
-نسناسة إيه..ده نسناس..ومش اي نوع..الراجل قالي ده نوع نادر..وخلوا بالكم قالي كمان أنه اذكي تاني حاجة بعد الإنسان...يعني بيفهم و ذكي جدا على فكرة....

انتهت مطالعة أشرف فوجدته يرتكز بعيناه فوق خصلاتها ويكز على فكيه..

رفعت يديها بتلقائية ومسدت على خصلاتها تستفسر منه:
-ايه رأيك ؟؟ حلو؟

لم يجيب عليها..فقالت دلال وهي تشير نحو النسناس:
-يلا يا وعد روحي رجعي اللي في ايدك ده..ومتجبيش هدايا تاني..واللي يقولك هاتي هدايا ابقي تفي في وشه..وان قالك تفيتي ليه قوليلي دلال حماتي قالتلي اعمل كدة....

-ارجعه ايه بس..ده قمر خالص وكيوت...ده انا حبيته والله..

انكمش وجهه جابر ونضال اشمئزازًا وقال نضال:
-ده قرد..ايه الحلو اللي فيه..ده أنتِ سرقاه من حديقة الحيوان...

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن