الفصل الثالث والأربعون

30K 2.3K 584
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
الفصل الثالث والأربعون:

شعر "سلطان" بالصدمة من موافقته على التقدم والزواج بتلك الفتاة........ازدرد ريقه وقال يحاول الا يجبره على تلك الخطوة والزيجة:
-لو مش عايز تجوزها انا مش هغصبك يا جابر يا بني....انا انفعلت وكلامي كان وقت غضب..و

لم يسمح له باسترسال حديثه، متمتم بإصرار وهدوء:
-لا يا بابا..انا اللي عايز ده...اتفق مع أبوها وخلينا نقعد معاهم ونتفق على كل حاجة.

اندفعت "دلال" بالحديث مصوبة كلماتها لابنها محاولة إثبات حبها له و وقوفها بجابنه وبظهره:
-جابر لو مش عايز تجوزها محدش هيغصبك زي ما أبوك لسة قايلك.... اصلا انا مش عايزاها...ولو انت عايز تجوز هجوزك ست ستها...بنات الحلواني كتير شاور على واحدة بس وانا وابوك من بكرة نجوزهالك....ولو عايز رأيي انا شايفة البت ثراء تنفعك بت كدة شبه حته البسبوسة وهدلعك يـ

حدقها "سلطان" بنظرات نارية مغمغم من بين أسنانه بغيظ من كلماتها التي لم يتركها تتابعها وتلقيها على مسامع ابنه:
-أنتِ بتقولي إيه...بقولك ايه اسكتي احسن..

-اسكت ده ايه؟!! هو انت فاكره ابنك لوحدك ده ابني انا كمان..والبت دي انا مش موافقة عليها..ابني ميجوزش واحدة مشي معاها وكلمها من غير ما يبقى بينهم حاجة رسمي يا سلطان....وليه اصلا ياخد الشمال لما ممكن ياخد المحترمة.....

طرد "جابر" صورة "ثراء" التي اقتحمت مخيلته و زفر بألم وهو يعلق على حديثها سابقًا ابيه:
-عشان انا عايز كدة ياما....انا موافق على كلام بابا...ومش هطلعه صغير قدامهم وهيحصل اللي هو قال عليه واتفق عليه معاهم.

عم الصمت...صمت لم ينهيه سوى سلطان الذي اندفع من مكانه جاذبًا جابر لاحضانه....معانقًا إياه بقوة ويده تربت على ظهره متحدث بنبرة يشوبها الأمل بتغير ابنه للافضل:
-ربنا يكملك بعقلك يا بني....انت متعرفش انا مبسوط بيك ازاي...

بادله جابر عناقه بتأثر ودموع قد احتجزت داخل مقلتيه ورفض هبوطهم.....ولم يجيب فلو فعلها سينفجر بكاءًا تلك المرة...

أخرجه ابيه من احضانه مطالعًا زوجته، متمتم:
-سبيني مع جابر يا ا

توقف فكان على وشك قول "أم أشرف" لكن لحق ذاته متذكرًا غيرته من أشرف لشعوره بأن والدته تفضله وتميزه عنهم جميعًا…

قائلًا بدلًا عنها:
-يا دلال...يلا.

احتجت، قائلة باستنكار:
-واسيبكم ليه...هو سر حربي..ما أنا عايزة اسمع هتقولوا إيه...في ايه يا سلطان بتعاملني كدة ليه..هو أنا مرات ابوه..ده أنا أمه....

-استغفر الله العظيم يارب....يا ستي هو حد قالك انك خالته..ما تسمعي الكلام بقى يا ولية..وسبيني مع الواد.

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن