الفصل السابع والثلاثون

27.9K 2.4K 558
                                    

أنظر جيدًا.
كارثة الحي الشعبي.
فاطمة محمد.
السابع والثلاثون:

-متقلقوش يا جماعة المولد دلوقتي هيشتغل..

هكذا تحدث "بسام" يطمئن الجميع، فمن المفترض أن يعمل المولد خلال ثواني وبشكل تلقائي عقب انقطاع التيار الكهربائي..

لوت "فاطمة" شفتيها تردد مع ذاتها:
-كمان عندهم مولد وهيشتغل..يا عيني علينا..

أخرج سليم بتلك اللحظة هاتفه واشعل الكشاف كي يستطع الرؤية وكذلك فعل مروان وبعض من المعازيم..

دنا "إياس" من سليم، مردفًا بدهشة:
-هو المولد مشتغلش ليه؟؟ المفروض كان يشتغل..

لم يدري بما يجاوبة واكتفى بالربت على كتفيه يحثه على القدوم معه كي يروا سبب هذا العطل في مثل هذا اليوم..
-تعالى معايا نشوف في ايه..

وقبل أن يتحرك أعتذر للحاضرين، مغمغم بأسف:
-احنا اسفين يا جماعة إن شاء الله حاجة بسيطة والنور هيجي علطول….

ثم تحرك معه وغابوا قليلًا وبتلك الاثناء بدأ البعض بالانصراف مستخدمين هواتفهم للاضاءة…

ابتلعت "دلال" ريقها وهي تستند على كتف جابر، مرددة بحسرة وغيظ من تلك المدعوة "فاطمة" على يقين تام بأن عيناها هي السبب وراء ما يحدث:
-منك لله يا فاطمة الهي تنشكي في لسانك وفي عينك اللي بوظت الليلة دي….

على الجانب الآخر ورغم ضيق الكثير من هذا الانقطاع إلا أنه اسعد آخرين مثل "عابد" الذي غزت البسمة ثغرة وانتهز تلك الأجواء والتفت يده حول خصر "وئام" مقتربًا منها بطريقة متزايدة يزيف خوفه و رهبته من الظلام، مغمغم بخفوت وخوف مبالغ به:
-لا..ظلمة لا..مبحبهاش...بخاف منها...احضنيني...احضنيني…

دُهشت من كلماته وشعرت بانفاسه تلفح بشرتها، مزدردة ريقها تخبره بخفوض و ذهول:
-احضنك إيه، خرج موبايلك..ونور ولا اعمل حاجة..هو لما احضنك مش هتخاف يعني !!!

أكد على الفور بطريقة انطلقت مرحة من ثغره:
-اكيد...وبعدين موبايل إيه وأنتِ واقفة جمبي ده حتى يبقى عيب عليا..وسمعتي تبوظ…

مع قوله الأخيرة مال عليها يخبرها:
-بقولك ايه الدنيا ظلمه..وابويا راضي وامي راضية وانا راضي..فـ ارضي أنتِ كمان وهاتي بوسة..

هنا وأدركت ما يدور بخلده، فلكزته بعفوية على جسده دون أن تدري مكان تسديدها، مغمغمة:
-اه وماله عشان بدل ما تبقى انطي دلال بس، يبقى المعازيم كلهم وفضيحتنا تبقى بجلاجل..

ابتعد عنها وأطلق سراح خصرها، هاتفًا بسخرية وتلك النبرة الهامسة:
-تصدقي انك مش وش نعمة، وبعدين إيه فضيحتنا بجلاجل دي، ده أنتِ مراتي..اجيبلك ورقة واكتب عليها مراتي واحطها على قورتي عشان كل ما تشوفيني تفتكري أنك مراتي….

أنظر جيدًا (كارثة الحي الشعبي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن