المكان الذي أنتمي أليه

9K 65 1
                                    

هنا، بهذا المكان العجيب والخيالي قد أنرسمت حكايتي وطفولتي، انه المكان الذي لا أستغني عنه يوما إلا الموت، كوني روسلين ابنة امي فأنا احب هذا المكان حب كبير وعميق، لانني انتمي له منذ ولادتي، لا تنسى اللحظات والأيام الذي عاشتها نفسي هنا، يا الهي كانت ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هنا، بهذا المكان العجيب والخيالي قد أنرسمت حكايتي وطفولتي، انه المكان الذي لا أستغني عنه يوما إلا الموت، كوني روسلين ابنة امي فأنا احب هذا المكان حب كبير وعميق، لانني انتمي له منذ ولادتي، لا تنسى اللحظات والأيام الذي عاشتها نفسي هنا، يا الهي كانت اسعد وأجمل اللحظات قد أنبنت هنا وما زالت تزداد كل يوم بدون حدود، أتمنى فقط ان اعيش هنا لابد وأكبر بهذا المكان. أنني اشعر بالأنتماء والحب بين ناس قريتي، الجميع يعرف بعض، نستيقظ في كل صباح  نلعب لعبة الشطرنج والرابح يكون خادم ليوم كامل، وليس فقط ذلك فأننا نجلس في كل مساء على حافة منازلنا ونأكل بزر طوال الليل ونتحدث عن هذه، والسياح في قريتنا، اجل هنا فقط كبرت بين الحب، والامتنان، الصداقة والدفء والحنان بين هذه الناس.

الشرفة ذات لون ازرق فهناك يقع منزلنا الرائع تحت دكان صغير وراقي، امي حبيبتي تعمل هناك وانا في بعض الأحيان أساعدها،، لا أنسى كم منزلنا صغير ولكن اثناء دخولك له ستجد نفسك في دفئ، ومنغرم به تماما كونك لن تجد الطف من منزلنا، اثق تماما بأنه سيبهرك. لأن ليس من ضروري ان تعيش في المنزل كبير وقصر لتكون فيه سعيد، وبينما انه القلب يا احبائي، ان كان قلبك كبير فسيعيش به جميع الناس وتكون مرتاح وراضي بالرغم صغره، ليس كل من عاش بمنزل كبير فأنه سعيد ومرتاح، اثبت لكم بأنه وحيد تماما بذاك المنزل الكبير لانه لا يستطيع ايجاد نفسه به. إيتها المجنونة روسلين كم أحب ثقتكي هذه في نفسك لأبعد الحدود!! اجل فهذه هي الحقيقة، حب النفس تنبع كمية حب وثقة لنفسك.

أستيقظ كالعادة من نومي في هذا الصباح، كانت الشمس تشرق على أنحاء غرفتي ويدخل حرارة من خلال النافذة، فقط هواء حارة، أوف انه حار حتما وهذا الحار لا يحتمل باتا، أنني سأجن في كل صباح وهذه تكون حالتي مع الجو الحار اشعر بأختناق وضيق في الصدر، أرجوك يا الله ليعود الشتاء بأسرع وقت! بعد انتهائي من واجباتي والاهتمام في نفسي، أملأ مياه وانزل لأسفل. استمتع جدا في سقي الزهور، لا يوجد اجمل ان تستيقظ في الصباح وتسقي هذه الزهور لكي لا تذبل وتموت يوما، ماذا إن ذبلت ولن تعود مثل طبيعتها! ذات الوقت سأنهار وأحزن عليها مثلما حزنت على والدي، إن والدي اختفى ولم يعد يوما إلينا، قد ذهب الى مكان افضل ليعيش فيه بدوننا. لا استطيع الاستيعاب كيف الابهات يتخلون عن ابنائهم، هل كان خيارهم أم الحياة أجبرتهم ؟!.

أدخل الى دكان صديقتي ميرنا، وأساعدها في جمع الحلويات وبعدها قطعها. " هل رآيتي البارحة من جاء الى هنا؟" تتحدث ميرنا بنبرة عالية بينما انا استدير رأسي أليها وانظر بها بلهفة لتخبرني بسرعة وبعدها أستوعب لوهلة بماذا تقصده
" لا، لا تقولي ذلك، هل جاء كريستوڤر، من كل عقلكي وماذا قال"، لأعرفكم على كريستوڤر فأنه حبيب صديقتي التي منغرمة به وتحبه حب جنون وليس له حدود.
" طلب مني الزواج، ولكن حتما والدي لن يقبل اللعنة، انا خائفة بأخباره وليس لدي الجرآة ابدا" تخبرني بغضب بينما انا انزل رأسي وانظر " إن كان عليكي التضحية من اجل حبكي فلا تنتظري اكثر، لا تكوني ضعيفة لأبعد حد بينما حاربي لأخر نفس من اجل هذا الحب ان يكمل، الحب لا يجعلنا ضعفاء ميرنا، لا تنسي ذلك"، اتحدث بثقة لها فهي ترمي نفسها بين احضاني، وتقبل وجهي، ويشكرني جدا.
" أنتي صديقتي وحبيبتي، ووحيدتي بهذا العالم، انني اموت فيكي، وعد لن انسى ذلك"، بعدها نلمح انا وميرنا من خلال نافذة الدكان بأن الجميع القرية ملتبكون، ويتحركون كثيرا، نخرج انا وهي للخارج لنرى من القادم العظيم الذي جعل كل ناس قريتي تكون له خادم، وتستقبله استقبال حار. فلم نجد أحد لذلك اخبر ميرنا ان ندخل ولا نهتم.

بعد مرور ساعة، قد حان موعد الطعام، وبدأ بطني في جعل اصوات، فأقرر ان اتزحزح من هنا، اخبر ميرنا بأنني ذاهبة للمنزل واعود لها في المساء فهي تهز في رأسها وتمنحني قبلة بين الهواء.
عند صعود درج منزلي بسرعة، يخرج أمامي رجل لابس طقم اسود، وطويل القامة، شعر مجعد ذات أسود داكن اللون، عينان سوداء  تجعلني ان أذوب من شدة سحبها، انه مرسوم حتما هذا الرجل من كل الجوانب، استيقظ نفسي من هذه الافكار لأننا اللعنة،،، انا وهو نصطدم في بَعضُنَا، ارمي عليه فقط نظرة وبعدها اكمل طريقي فهو كان يحدق بي من كل جوانبي، مثل الرجل التائه وكأنه يعرفني منذ زمن ليتمعن بي لهذا الحد.
*امير
لحظة نزولي من درج المبنى، وذلك بعد انتهائي من العمل هنا، اصطدم في شابة قصيرة الطول، حافة رأسها تصل الى كتفاي، تغمرها الأبتسامة على وجهها، لم ارى قط بحياتي مثل هذا الوجه البريء، التواضع، الابتسامة الحادة والجميلة التي تضعها على هذا الوجه، إن عيناي لا تغادرها للحظة، اقف هنا مثل الرجل التائه في عيناها، أتأملها لمدة ثوان وبعدها اللعنة تختفي على عجلة، كم تمنيت بأن تلك الدقائق تتوقف هنا بِنَا، ان وجهها البريء والطفولي لا يغادر ذاكرتي منذ تلك اليوم ..........

الخادمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن