الخادمة

أشم رائحة الغيرة

* بعد يومان*
يزورنا صديقي الطفولة يوسف في القصر، فسيكون معنا لمدة اسبوع، وانا كنت سعيدة جدا بوجوده هنا معنا، استرجعت ذكرياتنا عندما كنّا صغار، ذاك الوقت كنّا نركض في الحقل، نسرق الفواكه البرتقال والليمون من الأشجار فبعدها كان الحارس يرانا من خلف نافذة منزله فيركض خلفنا، عندما كنت أقع على الارض اثناء الملاحقة الى الباص فكان جان يقوم بحملي من الظهر ويركض بي. ليت تعود تلك الأيام للحظة فقط، اشعر بها لوهلة وأستعيد طفولتي مع صديقي جان والناس الذين أحبهم.

نخرج انا يوسف مع بَعضُنَا فنصطدم في امير اثناء مروره من أمامنا، يلتفت رأسه الى جهتي ويحدق في يوسف، انني عالمة بأنه يريد ان يقوم بقتله الآن ولكنه يحاول الصمت قدر الأمستطاع.
" روسلين، لديك عمل في المطبخ يجب أن تنهيه قبل قدوم الضيوف" يآمرني امير بينما انا اغتظ امامه وأعأنده
"والدتي في المطبخ ولكن الآن لدي عمل مع يوسف" عندما اخبره ذلك يبتسم ابتسامة ماكرة
" أعتقد عملكي اهم من يوسف الآن"
" لا يوجد شيء اهم من صديقي، اعذرنا سيدي" اخبره في ذلك مع صوت مستقيم، بينما هو يغتظ أمامنا، ويبتعد عن طريقنا.

نصل انا ويوسف الى الحديقة، كنّا نتمشى هناك ببطئ، فكان يوسف طوال الوقت يحدثني عن عائلته.
" أنني احزن جدا على اخاي، كان يحبها من كل قلبه وأعطاها كل ما كان يملك وفي النهاية تتركه وتختفي من حياته" يتحدث يوسف عن اخاه الذي تركته زوجته من اجل المال
" إي امراة تفعل ذلك من اجل المال، كيف الحب مات في قلبها واختارت المال؟" اتحدث بتردد
" اصبح المال جزء مهم في حياة الناس، فسيفعلون كل شيء من اجله يا روسلين"
لا افهم شيء، هل هي حقا كانت تحب أخاك؟" أساله بتردد
" لقد عاشو قصة حب منذ الثانوية، بعدها تزوجو، انا متآكد بأنها كانت تحب اخاي ومع ذلك فضلت المال "
" لا اصدق ذلك، توقعت بأن الحب دائما يفوز على المال ولكني كنت مخطئة"
" يفكرون بأن المال يجلب السعادة، ولكنهم لا يعلمون بأن الحب فهو السعادة والسلام". يتحدث يوسف بينما انا المح امير من النافذة  فكان يراقبنا طوال الوقت، كنت عالمة بأنه كان يحترق في داخله، ولكني استمتع جدا في مشاهدته وهو يموت غيرة، فليشعر بي قليلا، بأنني اشعر نفس الشيء عندما يكون مع زوجته.

حان الظلام، فكان امير في الصالون لوحده يشرب الكحول، بينما يوسف دخل الى غرفته.
عندما أدخل الى الصالون، يلتفت اميرعكس جهتي، اذهب واجلس على الطاولة بينما هو كان جالس على الأريكة.
كنت اسمع اصوات تنفسنا فقط بسبب الهدوء القوي هنا، وصوت الكآسة المزعجة في أذناي، ارمي نظرات الى السقف وبعدها الى الخارج، انتظر امير ليتحدث شيء ولكن لم يآتي شيئا منه.

بعد ثوان يلتفت الى جهتي ويمنحني نظرات غاضبة.
" لماذا انتي هنا؟؟" يسألني في تردد وحقد
" هلا لك أن تخفض صوتك قليلا" اطلب منه ان يخفض صوته خوفا من قدوم احد
" إني كنت خائفة لماذا انتي هنا، اذهبي " يخبرني وبعدها ينهض من مكانه
" امير، امير توقف" اردد كلامي عندما أراد المغادرة من الغرفة فأقوم في إلحاق إمساكه من أحد يداه، فيتفآجى من تصرفي
" صدقني لم افعل شيئا لتغضب مني، لماذا تعاملني هكذا؟"
" لماذا هل تشعرين بالذنب ؟" يسألني ذلك بينما انا الشعر بالغصب امامه
" مستحيل ان اشعر حتى في ذلك، لماذا عندما تكون مع جانيت ليس لدي مانع بينما انت تغتظ بسرعة؟"
" انا كنت مجبر بينما انتي لا يحق لكي "
" اترجاك ان تخرس، لأن لا أحد يستطيع ان يمتلكني امير، لا احد فقط نفسي"
" هذا ليس صحيح روسلين، لا احد روسلين يحق له ان يكون معكي غيري انا"
" أخبرتك بأنه كان صديقي، لماذا تجد استصعاب في فهم ذلك، امير ليس اكثر من صديق لي"
" لست مرتاح له باتا، اتفهمين؟؟" يرتفع صوت امير في وجهي فوقتها اغادر من هناك غاضبة و بسرعة قبل قدوم احد.
امير شخص اناني ولا يهتم لمشاعر الآخرين بينما يريد الجميع ان يهتم له فقط، يهتم لمشاعره هو فقط، ولا يهمه مشاعر الآخرين، رجل وقح، اناني وعنيد.