عند خلع حذائي الموسخ الأسود اللون من قدماي، أدخل الى المنزل برأس شامخ ومع ابتسامة ولكن سرعان ما ارى امي جالسة مثل المكتئبة وليس لديها حال تختفي تلك الابتسامة من على وجهي، كان يوجد في يداها ورقة بيضاء. اقترب أليها وأخذ من يداها تلك الورقة، ولكني لم افهم ما داخل الورقة بسبب قراءتي السيئة، وكل هذا سببه الجهل، لأنني لم اذهب للمدرسة واتعلم مثل الطفل الطبيعي، لم أعش تلك اللحظات في مدرسة ولن اعيشها طالما امي لا تملك نقود لتعلمني، ولكنها حاولت كثيرا ولم تنجح. إن الفقر عبارة عن حياة وسخة وجاهلة ولكنه يعلمنا ان نكون متواضعين وصبورين، ولا نستسلم ابدا، وايضا نستطيع ان نجد السعادة حتى في ابسط الأشياء وما نملك." لم ادفع الايجار المنزل لسنة كاملة والآن يجب علينا ان نفضي المنزل، سيأتون بعد اسبوع " ترفع رأسي والدتها وتخبرني بذلك، بينما انا واقفة هنا متجمدة أتمالك نفسي لألأ أقع على الارض بسبب ما سمعته الآن.
" كيف يحصل ذلك، امي، كيف، كيف؟" أسألها بصوت مرتجف وغير طبيعي بينما هي تمسك بيداي وتقوم في تهدئتي.
" لا عليكي عزيزتي، لقد وجدت عمل افضل من هذا المكان في سويسرا، كان رجل قد أتى للبحث عن خادمة لقصره وهما كانو جيراننا مختارين ولكن دعيتها ان تخبره عنا بدلا عنها لان وضعنا طارئ، وهي المسكينة وافقت وأخبرته وبعد اسبوع سنغادر من هنا"، تتساقط دموعي الكثيفة على وجهي ويداي بسبب هذا الخبر السيء، ان حياتي قد انتهت هنا، باللحظة التي كنت ارسم لي هنا مستقبل بهذه القرية مع زوجي المستقبلي، وابنتي الذي ستأتي واجعلها ان نحظى بأجمل اللحظات والذكريات هنا، يظهر اسوء خبرية في حياتي تدمر كل أحلامي وتسرق مني طفولتي.الحقيقة هي ليس لدي خيار أفضل الأ ان أوافق بالذهاب معها. كم تمنيت ان اعيش في تلك المدينة، الراقية، الممتلئة أعشاب خضراء، وجبال عالية المنظر. أتخيل نفسي هناك، على تلك الجبل العالي، ووالدي يقف خلفي خوفا لألأ أقع من العلى، وبعدها يمسكني قويا ويخبئني في حضنه لآبد، ليس فقط ساعات وبعدها يغادر بينما طوال العمر. كم أتمنى ان يكون هنا بيننا ولا يفارقنا. ابتسامته البريئة تلك لا تفارق عيناي، طريقة ذهابه تلك تقودني للجنون والبكاء لأنني على علم لا استطيع رؤيتها مرة اخرى امام عيناي، وطريقة حديثه معي مازلت أتذكرها. عندما كان يعود من العمل، فأسمع صوت الباب عند الساعة الثالثة فكنت اعلم بأنه هو، اركض أليه وهو يقوم بمعانقتي طويلا، اشم رائحته الجميلة التي تفوح من ثيابه. رائحة الزهور!. ولكن مع الأسف اختار والدي المشروب وتخلى عنا. أتمنى له حياة سعيدة ولكن قلبي ما زال يؤلمه فراق والدي ولا يريد ان يصدق بأنه تخلى عنا.
أودع كل ما في حارتي، كنّا فقط نجيد البكاء لاننا سنفارقهم، لا انسى تلك الذكريات التي عشتها هنا، انني سأفعل المستحيل لأسترجعها وأجددها مرة اخرى، وعد يا نفسي سنعود يوما ونشتري هنا منزل، فأنا لن اعود لوحدي بينما مع ابنتي. لطالما هذا كان حلم من أحلامي ان أحظى في فتاة!. ولكن اتسائل من سيكون ذاك الرجل المحظوظ الذي سيتملكني؟!.
* بعد اسبوع*
* القصر الذي ستعيش فيه روسلين ووالدتهانصل الى القصر الذي سأقضي كل أيامي ووقتي به، القصرالذي سأعيش به بدون جيراننا المجانين، الطيبين القلب، ووالدي كم سيكون صعب ان أتقبل ذلك. على الأقل ذلك المنزل في إسطنبول كنت أتخيله بكل مكان وزمان، ذكرياتنا لم تمت ابدا كنت أحييها دائما، ولكن هنا لا يوجد شيء يربطني به الأ والدتي.
* غرفة روسلين
ادخل الى غرفتي في هذا القصر الكئيب والمشؤوم. برغم كبره وجمال القصر لا اشعر بالسعادة ويوجد في قلبي نقص وما زلت اشعر بالوحدة في قلبي. يا ترى هل سيكون هنا لي امل وحياة اعيشها بحب وبسعادة؟!
" هل اعجبتكي غرفتكي، عزيزتي؟" تسألني والدتي مع ابتسامة بينما انا تتغيرعلامات وجهي الى الحزن وبعدها ابتسم لها لكي لا اظهر لها بأنني تعيسة هنا، فأنا رضيت في القدوم لكي لا أكون مبتعدة عنها، لان انا وامي روحان لا يفرقهما إلا الموت، انها كل ما ما املك.
" روسلين،انظري بي عزيزتي، يجب ان تحبي ما تملكين في حياتكي وتكوني راضية عنها، اتفقنا، هذه العائلة استقبلتنا كجزء من هذا المنزل وليس الجميع يفعل ذلك" تخبرني والدتي بحقيقة لا اريد ان اعرفها باتا." تمام امي، سأحاول " اتحدث ببرود
أنت تقرأ
الخادمة
Romanceاسم الرواية: الخادمة🔞 الخادمة: ، انها الشابة البسيطة والرقيقة ذو قلب طيب، الذي ترعرعت في قرية سياحية صغيرة مع والدتها وحيدتها، بدأت حكاية روسلين الجديدة منذ إن خسرت والدتها كل ما تملك في مدينتها الصغيرة، وفي يوم من الايام يزور قريتهما رجل مهم للغاي...