يوم متعب🕊

1.8K 33 0
                                    


منذ ثاني يوم لنا هنا في القصر، بدأنا انا وامي في العمل، هل يجب علي ان احب عملي هذا؟، كم من العيب ان انزل مستواي لهذا الحد، ان اخدم!. ، ولكن امي علمتني بأن لا يوجد عمل ينزل مستواه الانسان ويذله لأن هذا ما يفعله جميع الناس. أنني فقط اتكابر في بعض ألاحيان، لا اعرف القراءة والكتابة، لم اذهب لمدرسة باتا وانا هنا اليوم أتكابر!. أحقا روسلين، ههه فأنتي يجب عليكي ان تشكري الله على هذه النعمة بدلا من إن تلومينه، وتتكابرين على نفسكي!.

" يوجد غرفتان في الاعلى، هيا حبيبتي اذهبي وقومي في تمسيحهم" ترشدني امي ماذا افعل وانا أهز برأسي لها
كنت امشي وأمشي ولا ينتهي هذا الممر الطويل، هل كان حلمي ان اعيش يوما في قصر مثل هذه، أتسائل اثناء القاء نظرة من داخل القصر، انه حقا ضخم وكبير، يوجد فيه كل ما يتمنون، انهم أناس أغنياء جدا ولا يهمهم التفكير في الغد، وكيف سيعيشون ومتى سيبردون، لأنه هنا يوجد كل ما يخطر على بالهم، من طعام كثير، تدفئة، ملذة في الحياة، رفاهية، ثياب باهظة الثمن، ساعات ماركات، ولكنهم بالكاد يفتقدون الحب، لانه لا يتواجد هنا وهذا من اجمل الأمور في الحياة، الحب.... بدون الحب لن يكون هناك استمرارية في الحياة.

اصل الى مكان الغرف، فكان يتواجد ٦ غرف بجانب بعضهما، عند دخولي الى واحدة من جميعهم اصطدم في شخص غريب، فهو كان خارج من الغرفة وانا كنت اريد الدخول لأبدأ في المسح، ارفع رأسي فكانت ملامح الرجل ليست غريبة في ذاكرتي، وكأنني رأيته في مكان ما ولكني لا اتذكر، اين ومتى!. يستمر الرجل في تحديقي وكأنه يعرفني هو ولكن أنا اللعنة ذاكرتي خانتني بهذه اللحظة وكأنه جمد عقلي من جميع الأمور وحتى اتفه الأشياء لم اعد أتذكرها. ان جمال عيناه أبهرتني، وبراءة وجهه هذه لا تسمح لي بالذهاب، انها تشد في سحب يداي! وذات رائحته مثل الفريز تمنعني من العمل. انني ادفع كل عمري لكي ينظر لي هذا الرجل بحب، " انا اسف آنستي" أسفه اتجاه وجهي يوقظني من أحلامي المستمرة والذي لن تتحقق باتا.
" لا عليك" اخبره بصوت ناعم فهو يلقي نظرته الهادئة والباردة من خلف ظهري وبعدها يختفي بكل هدوء وعدم جعل اصوات عند اغلاقه الباب.
* امير
أفكر في الخروج من غرفتي بسبب هذا الملل العجيب، عند خروجي من هناك فأصطدم بكتف شخص، هذه للمرة الثانية اقوم في الاصطدام مع شخص غريب، انزل عيناي لاسفل فآرى بأنها نفس الفتاة الذي اصطدمت بها ذاك اليوم، لم تذهب من ذاكرتي للحظة، وأنها اليوم هنا في منزلي، وليس فقط ذلك بينما خادمتي. أيها القدر مالذي تحاول فعله، ارجوك لا تتعب نفسك كثيرا لان انا وهي مستحيل ان تجمعنا، انه من المستحيلات ان نجتمع فأخبرك من الآن!.

استمر في مسح الغرف لحتى الساعة الثامنة في الليل، لم اعد اشعر في ظهري وقدماي بسبب الثقل، ان جميع أعضائي في جسدي تؤلمني وتئن من التعب، أخرج مسرعة الى حديقة القصرلآخذ هواء نظيفة، فأجد كرسي لونه ابيض بجانب المياه اجلس عليه، احاول في جعل نفسي ان تسترخي هنا عن طريق آخذ شهيق وزفير، أكرر هذه الحالة خمس مرات بدون توقف، فأشعر بأرتياح اكثر وراحة جسدية ونفسية بعد انتهائي، بعدها ارفع رأسي الى السماء العالية وأعاتب الله، " بالكاد الآن تشكرين الله على نعمته هذه" صوت مألوف يدخل في أذني يجعلني أن استدير، فأنه كان نفس الرجل لابس كعادته بدلة سوداء من قماش ساتان، قلبي يشعر بسعادة وامنحه نظرات خجولة بينما هو يقترب ويجلس بجانبي. "كل ما الامر، بأنني اشتققت الى تلك الايام القديمة، اتعلَّم، كانت مختلفة حقا عن حياتي هذه"
" وانا ايضا مثلكي " يوافقني الرأي وانا هنا اتفاجئ من جوابه، كيف لرجل مثله يشتاق ان يعيش في ايامه القديمة اذ طوال حياته كانت جميلة ومع الناس الذين يحبهم.
"إحقا، تفعل ذلك؟" أساله بتردد مع صوت جامد وناعم وعيناي بنفس الوقت تحدق به بينما هو تتغير ملامح وجهه الى نوع من الحزن ولكن اختار الأ يظهره امامي، فيقرر النهوض ويعتذر عن مشاركته في الجلوس معي، فأنا لم افهم الموضوع باتا، وأشعرني بالذنب بسبب سؤالي، لذلك اركض خلفه وأحاول توقيفه" سيدي، سيدي، هل عليك ان تخبرني ما الامر"، ولكن لا جدوى من كلامي فأنه يريد فقط الأختفاء، فجأة أتوقف عن الركض لأنني تذكرت حدث، فاللعنة كان هو ذاك الرجل الذي اصطدمت به اثناء صعود درج منزلي بذلك اليوم المشؤوم، اجل انا متأكدة بأنه كان هو،،،،، !.

الخادمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن