نحتفل بخبر حمل السيدة جانيت

474 11 1
                                    


* يوم جديد*
كنت في غرفتي، اكتب الى ابني عزيزي
* اصبحت اشعر نفسي في هذا القصر كعصفور مسجون به ولا يجيد جناحيه ليطير، أنني اختنق يا ابني، لذلك لا تتأخر عَلى والدتك، اعلم بأنك ستغير حياة والدتك  وتكون لها حارس احضره لها الله، انك هدية منه وانا أقدرها في عيناي. سأخبئك جيدا في أحضاني من بعيد جدا، لن اسمح لآحد ان يأخذك مني ويبعدك عني، ستكون امام عيناي وستكبر بعيدا عن عيناي ولكن وعد سأحبك من بعيد جدا، لن أحرمك من حبي وحناني لك، انت كل ما املك، اياك ان تنسى ذلك*

اغلق الكتاب وتذرف دموعي عليه، أقوم بمسحها من على الكتاب واخرج من هناك، عند خروجي من الغرفة اصطدم في امير، ننظر ببعضنا لوهلة، نتآمل وجوهنا الشاحبة والحزينة، كان امير سيفتح فاه ولكنني منعته من قول أي كلمة، اغلقت عيناي وغادرت من هناك.

* في المساء*
كان يوجد حفلة صغيرة من اجل حمل السيدة جانيت، فكنت أجهز الحلويات.
يدخل امير الى المطبخ ويساعدني في الترتيب، انظر به بغرابة بينما هو يهز برأسه
" لماذا انت هنا، مكانك عند زوجتك، هيا اذهب أليها" اخبره بصوت حاد
" لماذا ليس احد هنا ليساعدك" يهرب من سؤالي
" انا جيدة هكذا، امير اترجاك" اترجاه لكي يتوقف، ولا اريد ان تحصل مشكلة
" كفي عن العناد روسلين، اصبحت اكره نفسي بسببكي لأنني اوصلتكي لهذه الحالة" اترك الحلويات عند قوله ذلك، عندما اردت المغادرة، مسك في يداي ودفعني على البراد، احد يداه امام وجهي يحجب عني الحركة، ينظر في عيناي وانا افعل نفس الشيء، كنت أشعر بغضبه امامي، شفتاه الحمراء كانت مثيرة جدا، اردت ان اقوم بتقبيله ولكن منعت الفكرة من عقلي. تنزل عيناي وتحدق في فماه، أتوقف في النظر هناك، بنفس الوقت اسمع صوت انفاسه الباردة.
" مالذي تفعله امير، اترجاك ماذا أن رآنا احد ما؟" أساله بخوف
" انا اسف روسلين، على كل شيء، جعلتكي تنزفين بسبب حمل جانيت، ولكن صدقيني لم ارد ان يحصل ذلك، كنت خارج عن الوعي" يتآسف امير بينما انا انظر بعيدا
" لن يتغير أي شيء من بعد الآن، لذلك لنبتعد عن بَعضُنَا" يفتح امير فاه وينظر في عيناي
" هل ستتخليين عني؟" يسألني بغصة على قلبه
" تخليت عنك منذ زمن"
" انتي كاذبة، لماذا علي ان اصدقكي"، يضرب يداه على البراد، وبعدها يختفي من هناك غاضب مثل اللهيب.

* بعد ساعات*
بدأت الحفلة ولكن علمت عن امير بأنه لم يكن موجود، فكانت جانيت جزينة جدا ومنهكة.
بالكاد بأنني انا السبب عما حصل، لانني جعلته يغضب وامير شخص حساس جدا ويغضب بسرعة، فاخرج الى الخارج واركض بأقوى مالدي، اصرخ مثل المجنونة بأسم امير
" امير، امير، اين انت؟"
" امير انا اسفة، اترجاك ان تعود الى المنزل " استمر في المحادثة مع نفسي في هذا البرد القارس، ونزول المطر يحوط المدينة، فكنت ارتجف من البرد ولكنني استمريت في الصراخ عن حبيبي الضائع.
بعد مرور شوارع بقرب القصر، التف لأنظر للشارع الذي بالقرب من بار مشروب، فوجدت امير من بعيد وبيداه قنينة من المشروب، يمشي مثل الضائع، وغير بأتزان
" اميررررررر" اصرخ اليه فهو يلتفت وعندما يراني يرمي القنينة، ويبكي بحرقة  من الفرح.
اركض بأسرع مالدي اليه فهو كان يتقدم ببطئ لكي لا يقع، رفعت يداي لأخبره ان لا يتحرك فأنا قادمة اليه ولكنه رفض، فأستمر وبعدها فتح يداه ألي وانا في النهاية وصلت الى احضان حبيبي، آه يا حياة ماذا فعلتي بِنَا، اصبحت أتمنى الموت في يداي حبيبي بدلا أن ارى هذه الايام.

ارفع رأسي وانظر به، فكانت عيناه حمراء بسبب الشرب، رموشه جافة من البرد وفماه جليد، ولكن مع ذلك اردت ان الصق شفتاي بشفتاه لكي ادفئهما، اضع يداي على وجهه وبدأنا نقبل بَعضُنَا لمدة ثوان، كان مازال امير يبكي، دموعه لم تجف بعد، ريحة المشروب في انفي كادت ان تقتلني، ولكني لم ارد ان انزع هذه اللحظة، ينزل امير جسده ويحملني في يداه بينما انا الف قدماي حول خصره، أصبحنا بنصف الشارع، ونزول المطر لا يتوقف.
" اشتققت لكي، كنت سأموت أن لم تركضي خلفي" يخبرني امام وجهي بينما انا أضع يداي على فماه
" لا تقل ذلك مرة اخرى، لانني اموت بدونك، انت حياتي امير أتمنى الحياة لا تنزعك عني فأنا اقبل بكل هذا ولكن الموت ثقيل على قلبي" اخبره ببكاء بينما هو يمسح دموعي بأحد يداه.

الخادمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن