انتهى كل ذلك الألم 💔🔥🔥

563 6 1
                                    


* تكملة بعد المرور شهران
كنّا انا وامي مجبرتان ان نذهب الى منزل جان بعد مغادرتنا القصر المشؤوم، فأنه كان الوحيد الذي وقف بجانبي في وقت حاجتي الى شخص، فهو كان ذاك الرجل الذي منحني كل ثقته، واعتنى بي جيدا، انني ممتنة له جدا، تمر الايام ونحن ننام في منزله ونأكل على طاولته، وبيوم مفأجى وغير متوقع يعرض علي ان نخطب، كان اصعب موقف يضعني فيه هذا الرجل، ولكن حتما بعد تفكير دام اسبوع أوافق على الخطوبة بِه، رجل مثل جان لن يتكرر وأردت ان امنح فرصة لنا ان نحاول مع بَعضُنَا، كان يوجد خياران بهذه البداية، النجاح أم الفشل! انني اتمنى بالأفضل لنا، سأحاول ولكن لن اعطي إي وعود.

* بعد مرور اسبوعان
امير يربح الدعوة من اجل ابنتنا، فأنا انهار كليا، قلبي كان يؤلمني لانني لم استطيع ان انجح في شيء، حتى اسخف الأشياء فشلت بها، صبري قد نفذ على هذه العائلة!

* في المساء، الساعة ٨:٠٠
أرسل رسالة الى امير، وجانيت أخبرهما ان يحضرو دينيز الى الحديقة بهذا الوقت، لانني ناوية ان أودعها قبل رجوعي الى قريتي، اكذب عليهما كذبة قد لفقتها ليصدقوني.
" هل ستغادرين حقا من هنا وتتركي ابنتكي خلفكيً، انا وعدتكي بأنكي سترينها ايام" يعود يكتب امير لي
" لم اعد احتمل، سنعود، ارجوك ان تحضرها لأراها قبل ذهابي" اكتب له مرة اخرى.

* الكاتبة
تخرج روسلين من المنزل كضائعة في شوارع سويسرا، الصمت واليأس احاطت بها مثل الأشواك، فكيف عليها ان تستعيد رغبتها في العيش بعد كل ما مرت به، انها كانت شاردة ولا احد يثير انتباهها في هذا الازدحام ما عدا صوت الرياح في اذنيها تهمس بصمت، تراودها الرغبة في البكاء بهذه اللحظة، ولكنها ترفض ان تظهر ضعفها بين الناس. حاولت كثيرا التمسك بكل لحظة جميلة وسعيدة في حياتها بذاك القصر، وعلى الأغلب لن تتكرر مرة اخرى، كل لحظة قدرتها وقدستها بكل امتنان وشكر بسبب امير، انها كانت بالضبط الوقت الذي تغير كل شيء في حياتها، ولكنها الان تعبت، وتود ان تتعافى عن طريق الانتقام، في لحظة ضعف، ضعف شديد في عقلها، فكرت في إنهاء هذا الالم في قلبها، لتتخلص من كل شخص قام في إيذائها، وفي نفس الوقت إنها كانت مرتعبة وخائفة من قراراتها بهذه اللحظة، دون ان تعلم ماهي مخاوفها، هل من خسران امير للأبد أم من دخولها للسجن! تشعر بنبضات قلبها تزداد بقوة، وبدموعها الذي تنهمر من عيناها دون القدرة على فعل شيء، تضع يداها على قلبها وتدعو ان ينتزع هذا الخوف من قلبها لانها اقتربت من القصر وفي يداها كبريت، يستمر خوفها لمدة ثوان وبعدها تتغلب عليه عندما ترى بأن صاحبها يتجه نحوها ويطمئنها بأن كل شيء سيكون على مايرام، ارادت ان تصدق ذلك جدا!، تدخل الى حديقة القصر تقف في منتصف الليل، تنظر للسماء بعيون مدمعة، وكأنها تخبر الله عن وجع قلبها بسبب هؤلاء الناس، وبدأت تخبره في داخلها عن الأشياء التي ظننت بأنها ستبقى للأبد ، ولكنها رحلت منذ سرقو منها كل ما تملكه، بينما كان رفيقها يسكب الزيت في كل زاوية داخل القصر فهي استعادت ذكرياتها  بتلك البدايات التي قضتها مع امير، من اول يوم والى اخره، واحدة  تلو الاخرى، تمنت تلك اللهفة تستمر الى الأبد ولكنها للأسف قد ماتت منذ امير قد تخلى عنها وتزوج بأمراة اخرى، ذاك اليوم لا ينتسى في ذاكرتها لانه كان السبب في إنهاء تلك الرغبة واللهفة في حب امير.

* امير
كنّا في انتظار روسلين ألينا، ولكنها قد تأخرت، لا رسالة منها قادمة وهذا الامر أزعجني، وبنفس الوقت يوجد خوف في قلبي، خوف حقيقي ولا يزول، انه لا يختفي، بالكاد انه حصل شيء سيّء الى روسلين، لان البارحة عندما تحدثت مع ابنتها في الكاميرا على الهاتف لم يكن صوتها طبيعي وجيد، كانت لا تود اخباري ما الامر حتى، اخبر بتوتر جانيت ان تعتني جيدا في دينيز لانني في طريقي العودة الى القصر، فهي لم تمانع، لذلك اسرع بقدماي اتجاه سيارتي، عندما اردت ان ادخل من خلال باب السيارة، اسمع صوت رسالة في هاتفي، اتجمد في مكاني واقوم في فتحها بسرعة وبتوتر، يقع من يداي الهاتف عند رؤيتي صورة عن قصرنا يحترق، اول ما خطرت في ذهني روسلين، تمنيت جدا ان لا يكون ذلك صحيح، انني أدعو في قلبي طوال الطريق ألا تكون هي من تسببت في فعل ذلك، اود جدا ان اصدق، يا الهي لماذاااااااا؟.!!!!!

* روسلين
كنت اشاهد بتمعن النار المشتعلة خارج القصر وانا ابتسم بانتصار، انها اللحظة الوحيدة التي اشعر بها انني قمت في إنجاز عظيم ورهيب، كم تمنيت ان ارى مثل هذه اللحظات، اتخيل ردة فعل والدة  امير عندما تشاهد بأن كل أحلامها تموت في هذا القصر، كل ما بنته قد هدم في ثانية، كل ما حاولت اصلاحه يتدمر، فجأة اسمع صوت قادم يقول * هل فقدت عقلكي ؟ هل جننت، روسلين* استدير اليه فأضطر الى مسح دموعي واضع ابتسامتي المزيفة على وجهي الشاحب، * مالذي فعلته حبا في الله، هل انتي مدركة للوضع الذي وضعتنا به" يهمس في أذني وبنفس الوقت يسحب بي من يداي ليبعدني عن النار الذي كانت تقترب رويدا رويدا.
" لماذا لم تسمحي في موتي في هذه النار الذي تسببت بها، هل لكي تداوي جروحكي وندمكي بي، كنتي اتركيني ان اموت لانني انا في الحقيقة ميت منذ إن تخليت عنا" يتحدث بخيبة امل في وجهي بينما انا ألومه لانه هو السبب بكل ما حصل، والاسوء في ايذاءي، ولكنه ينكر ذلك ويعاتبني بقساوة، جعلني ان احترق في نار جهنمه، ولكن لأتعرف مرة واحدة فقط بأنني انا أجلبت هذا البلاء على نفسي، انا ايضا كنت جزء في هذا الحب، وسعيت له دائما بدون الاعتراف بالحقيقة المؤلمة بأن امير من الصعب امتلاكه!. بعد ما دام صراخنا على بَعضُنَا دقائق ففجأة  يتذكر امير والداه، فيقول لي ان ارحل من هنا بسرعة قبل قدوم أحد، فأنا ارتكب وأتنهد قليلا خوفا علي فقدانه وأصابته بمكروه، واخبره بأنني سأتصل فورا في الإطفاء فهو يرفض الفكرة خوفا من التحقيق.
" إن كنتي لا تودين إقهار قلبي اكثر، غادري من هنا قبل قدوم احد" تتدمع عيناي لحظتها واشعر في كلمات امير المؤلمة والمعبرة عن خيبة امله فيني، كنت الشخص الوحيد الذي امير لم يتوقع ان اسبب له صدمة أم خيبة، ولكن اليوم بفعلتي هذه سرقت منه ذكرياته وطفولته في هذا القصر، وسببت له بأكبر خيبة له في تاريخه، هل حقا احببت امير بهذه الطريقة البشعة ؟! إنه داوى جراحي بينما انا كسرت قلبه، أعطاني ثقته بينما انا طعنت قلبه وأخذت روحه!.
اخرج باكية من القصر، لا اعلم ماذا افعل والى اين اذهب، لا مكان يسعني بهذه اللحظة، اود ان اختفي لمكان بعيد جدا عن هذه الدنيا والعالم، أتسائل الآن بأن انا وامير حقا كنا درسا لبعضنا البعض، فهو قد علمني الحب وليس الكره والحقد وأنا علمته ان الشعور بالحب، الأمان والذكريات الجميلة اذا غادرتنا فلن تعود ابدا، كل شعور جميل ونفسي عاشته بتلك القصر مع امير قد احترق مع كل ذكرة جميلة ومؤلمة، انتهى كل شيء!!! أم على الغالب انا انتهيت.

الخادمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن