مرور زمني

407 10 1
                                    


* بعد مرور سنة ونصف
وأخيرا قد عدت الى احضان ابنتي، ووالدتي الحبيبة، لم اعد كروسلين القديمة، الطيبة القلب، الحنونة والذي تضحي بينما روسلين القاسية القلب، يخرج من داخلها لهيب مفعم في الأنتقام. البارحة قد عدت الى القصر مرة اخرى، لم يجب علي أن اعود لهنا ولكن فعلت ذلك من اجل ابنتي، اردت ان أكون قريبة منها، اشعر بها أينما ما تذهب، أراها تكبر امام عيناي، لن أضيع لحظة بدونها هذه المرة. عند عودتي لم اجد امير في القصر، ولا حتى زوجته، سمعت بأنه تطلقا وينامون في غرف منفصلة كليا عن بعضهما، ولكنني لم اهتم!

* في المساء
كانت دينيز معي طوال هذا اليوم، كنّا نتمشى على شاطئ البحر، كان عليها فستان ابيض من قماش مثل والدتها.
ترفع دينيز رأسها، وتصر علي ان أحملها، فلم ارد ذلك لانني اردت ان تتعلم ان تمشي لوحدها. اقوم في حملها وعندما اعود ان ارفع رأسي المح امير واقف بجانب البحر، وكان يدخن مثل الرجل الذي ليس له حال. تناديه دينيز في اسمه فيلتفت ألى خلفه ويراني، يرمي الدخان من يداه، ويفتح عيناه من الصدمة، لم يصدق بأنه واخيرا قد التقي فيي، كنت اعلم بأنه كان يموت ويحترق وكان في انتظاري لآخر نفس له. نقترب من بَعضُنَا، كانت انفاسه قريبة جدا علي، اسمع صوت انفاسه البطيئة في أذناي بسبب الهدوء القوي بيننا.
" روسلين؟" تخرج نطق اسمي من فماه، وكأن قلبي قد حن وعاد بي الى ذكريات لم اكن اريد ان اذكرها، رجلي الذي بانت عليه علامات العجز، والإحباط، هل كل هذا انا من تسببت ان يعيشه؟، هل قمت في تدميره كما فعل بي.

يمدد امير يداه الى يداي ولكنني أبعدتهما حالا، اصر جدا ان يلمس وجهي، كان يريد ان يمنحني قبلة على خداي ولكنني منعته من خلال ابعاد جسدي من قربه، انظر به كرجل غريب، كرجل سرق مني كل شيء، والأهم من كل هذا أمومتي الذي حلمت بها طوال حياتي. تبكي الان دينيز في يداي وتريد ان يحملها والدها، امير يرفض كليا الفكرة ان يحملها هو لانه ليس له طاقة الآن بسببي انا.
" أنها تريدك امير، لا تجعلها ان تبكي اكثر "
" خذيها من هنا، هيا لا اريد ان اسمع صوتكي في أذني " يخبرني امير بصوت جشع بينما انا امسك في ابنتي جيدا، امنحه نظرة مستحقرة ونغادر من هناك، اترك رجلي في نفسه، يبكي في زاوية ما، يصرخ بألم وبحرقة لأنني عدت لهنا ولم أعطيه أي اهتمام، كاد فلبي ان يغرق معه ويستسلم له ولكنني أوقفت مشاعري وتجاهلتهما كليا، كيف سأتحمل هذا البعد عنه، انه يقتلني كل ليلة.

حبايبي لا تنسو تعلقو وتصوتو لحتى كمل القصة، بتمنى تعجبكن وأي افكار تقدرو تكتبونها وتشاركونها لحتى اكتبن بالقصة!

الخادمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن