البارت الثالث

7.1K 171 8
                                    

البارت الثالث
نور الآدم
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تفتح نور عيونها الفيروزية لتجد سيدة عجوز تنظر إليها برهبه لتشهق نور وتعتدل في جلستها ودقات قلبها تتسارع لتقل رهبة السيدة العجوز بعد تأكدها من كونها إنسانة لتنظر لها قائلة بدهشة إنتي مين يا بنتي ونايمة كده ليه
لكن نور لا تجد إجابة سوى البكاء فلا تجد كلمات تصف حالتها لتتذكر أن ليس لديها مأوى ستعيش عمرها في الشوارع
تدهش زينب من صمتها لتظن أنها خرساء ليصعب عليها ذلك الجمال ولكنها حاولت معها مرة أخرى لتقول لها بحنان إيه يا حبيبتي مالك هو أنتي خرسة
لتنظرلها نور بدهشة لتقول بتردد لا أنا مش خارصة ولا حاجة لتنظر لها بخوف ورهبة
لتجلس بجوارها زينب قائله بحنان طب مالك وليه نايمه عالبحر كده وشكلك مش إسكندرانية
تبتلع نور ريقها بصعوبة فقد إنكشف أمرها لتقول بتردد أنا من المنصورة وبصراحة مليش مكان أروح له
لتبكي نور علي حالها لتحتضنها زينب لتقول بألم ولا يهمك يا بنتي تعالي معايا هوديكي بيتي ناميلك شويه علي ما أروح الشغل وأرجع
لتنظر لها نور بدهشة فكيف لمثل هذه السيدة أن تستضيفها وهي لا تعلم عنها أي شئ لتشعر بتجاهها بشعور الأم الذى إفتقدته منذ نعومة أظافرها لتقول بذهول بس إنتي متعرفنيش إزاي هتدخليني بيتك مش خايفة مني
لتنظر لها زينب بحنان وتبتسم لها إبتسامه دافأة لتقول بحنان يا بنتي إنتي شكلك بنت حلال وواقعة في ضيقة أسيبك يعني في الشارع لتضحك لتكمل حديثها وبعدين متقلقيش معنديش حاجة أخاف عليها
لتنهض نور تنفض ملابسها وتسير بجوار زينب التي تسير بإرهاق حتي تصل إلي المنزل لتدخل معها نور إلي شقة مكونه من غرفة واحدة وصاله تظهر علي جدرانها الرطوبة ولكن بالرغم من ذلك يبدو المنزل نظيفا ومرتبا لتجد به هدوء نفسي يجعلك تنسي همومك لتجلس علي الأريكة المتهالكه بخجل
تدخل زينب المطبخ وتخرج بعد قليل حاملة معها صنيه عليها القليل من الطعام ومعه كوب من الشاي لتضعه أمام نور الجالسه بصمت تتزاحم الأفكار في عقلها كيف تسير حياتها القادمة ولكن زينب لم يكن لديها الوقت لكي تسألها ماذا يجرى معها لتقول بإرهاق الأكل أهو يابنتى كليلك لقمة وبعدين إدخلي ناميلك شويه ومتخافيش محدش بيجيلي معلشي بقي أنا أتأخرت عالشغل يا بنتي زمان آدم بيه صحي
لتنظر لها نور بشرود إتفضلي يا طنط
لتتركها زينب وتغادر مغلقة باب المنزل خلفها لتنهض نور تدخل الحمام وتغسل وجهها لتخرج تأكل بعض اللقيمات وتحتسي الشاي ولكنها لا تستطيع الإكمال فالإرهاق يتملك منها لتنهض ترتمى علي السرير وما هي إلا لحظات حتي تغط في نوم عميق
______________________
فيلا ذات أثاث فخم تحتوي علي أثاث من الطراز الكلاسيكي لتدل علي مدى ثراء صاحبها فالطابق السفلي يحتوي علي غرفة المكتب والسفرة والصالون والتراز والطابق العلوي يحتوي علي غرف النوم التي تختلف الأزواق حسب الأفراد
يجلس كمال ذلك الرجل الذي في العقد الخامس من عمره قمحي البشرة عسلي العيون طويل القامة يحمل ملامح قاسيه بعض الشئ هناك بعض أثار التجاعيد في وجهه نتيجة تكشيرته الدائمه عيناه تحمل حزنا لا تعلم مداه حتي عند إبتسامته
يجلس كمال علي رأس المائدة وبجواره آدم من الناحية اليمني ومن الناحيه الأخرى يجلس مالك ورحمة
يتصفح آدم الجرائد في حين يتهامس التوأم رحمه ومالك ليثور بهم الأب غاضبا بطلوا ودوده عالصبح
لتنظر له رحمه ببراءة مصطنعه لتقول يابابا إحنا كنا بنتناقش في موضوع مهم
لتحيد بنظرها إلي آدم المنشغل بقراءة الجريد لتقول مشاكسه صباح الخير يا أبيه
ليترك آدم الجريده من يده وينظر لها نظرة إنذار فهو يعلم وصلة المشاكسة التي تقودها رحمه ويخرج فصولها مالك ليقول بصرامة صباح النور
ليخبط بيده علي المنضدة ليقول بعصبية النهارده مش ناقصة يا أستاذ مالك ممكن
مالك وهو يتصنع الإنهمالك في طبقة ليقول في براءة مصطنعه فيه حاجة يا أبيه
آدم بصرامة لا مفيش حاجة ياريت بس نركز في مزاكرتنا إحناوفي ثانوية عامة وإلا إيه يا ست رحمة
رحمة ببراءة مصطنعة صح يا أبيه
لتأتي زينب بالفطار لترص الأطباق أمامهم بإحترام ليشكرها كمال بأدب لتنصرف زينب ويبدأ الجميع بتناول الفطور إستعدادا لإستقبال يوم جديد ومن بين الحين والآخر يختلس كمال النظرات لآدم ليستشعر آدم أن هناك خطب ما مع أبيه ولكنه يبدى التجاهل
يرتشف كمال من فنجان الشاى الخاص به لينظر إلي آدم مضيقا ما بين عينيه لينادى عليه آدم
ليتأكد آدم من وجود خطب ما لينظر إليه قائلا بهدوء نعم يا بابا
لتتغير ملامح كمال إلي الغضب الشديد ليقول بصرامة مش هتبطل بقي اللي أنت بتعمله ده يا بني ريحني وأتلم بقي وإتجوز
لينهض آدم لينظف يده في المنديل ليضعه علي السفرة ويغادر قائلا إن شاء الله يا بابا
لينظر كمال في أثره بحزن ليقول شاردا ربنا يهديك يابني ويبعد عنك شبح الماضي اللي مبوظ حياتك
بعد قليل يعلن هاتف مالك عن مكالمة وارده لينظر إليه ناهضا وهو يقول الباص وصل يالا بينا يا رحمة
لتنهض رحمة مع أخيها مقبلة أبيها وتسير مع مالك ولكنها تتذكر كلمة أبيها لتتساءل ما هو الماضي الذي غير أخيها هكذا
__________________________
يعود محمود من الخارج لتقابله ساميه بالولولة أنت لسه ملقتهاش يا فضيحتنا
ليجلس محمود علي الأريكة بحزن وتمتلئ ملامحه بالإرهاق ليضع رأسه بين يديه قائلا بحزن مخلتشي حد من أصحابها إلا وسألته محدش يعرف عنها حاجة حتي تليفونها إتقفل
لتجلس بجواره ساميه تخبط بكفيها علي ساقيها لتولول يا فضيحتنا في البلد شوف مين اللي هيبص لبناتك بعد الفضيحة دي
لتصمت قليلا تفكر حتي تابعت حدبثها بمكر الأفاعي مفيش غيره أخوها اللي عارف هي فين وساكت وسايبنا نضرب أخماس في أسداس
لينظر لها محمود في إستنكار وداخله يتأكد أنه الملوم كيف كان يرضي لها ذلك المصير من أجل راحته هو وزوجته ها هي رحلت للأبد بعيدا ليقول في إستنكار وهو نادر لو عارف مكانها هيخبي ليه
لتردد في مكر خلاص هو اللي كان عملها البتاع ده اللي إسمه الفيس خلليه يفتحه ونشوف بتكلم مين وراحت فين يمكن نوصل لحاجة يا أخويا
لم تكن تلك فكرة سامية بل إنها فكرة ندى كي تكشف نور لشكها أنها علي علاقه بأحد وأقنعتها أنها من خلال الفيس تستطيع كشف أسرارها
يفكر محمود قليلا ليقتنع بالفكرة ليهز رأسه قائلا خلاص لما ييجي نادر نشوف هيعرف يفتحه والا لا
لتبتسم سامية بشماته
__________________________
يدخل آدم إلي الشركة بهيبته الرجوليه الطاغيه بملامحه الجادة التي تشع صرامة ليقف الموظفين يلقون عليه التحيه ولكنه يردها بكبرياء حتي يصل إلي السكرتيرة لتقف في رعب ورهبة منه لتملي عليه جدول اليوم
ليتركها ويدخل إلي مكتبه دون التفوه بأى كلمه
وما إن دخل مكتبه يرتمى بجسد علي الكرسي مستندا برأسه علي الكرسي ليتنهد بعمق مرددا هيفضل شبح الماضي يطاردني طول عمرى
_________________________
تستيقظ نور تتلفت حولها لتجد المكان حولها غريب لتستوعب المكان لتتذكر تلك السيدة العجوز التي إستضافتها في بيتها دون العلم بأى شئ عنها لتلتمس بها حنان الأم لتحاول أن تفيق لتتمغط وتنهض تغسل وجهها وتحاول ترتيب الشقة التي بالفعل منظمة ومرتبة
لتصنع لنفسها كوب من الشاي تحتسيه مع بعض لقيمات بقطعة من الجبن لتسأل نفسها هل ستظل هكذا عند تلك العجوز أم تعود إلي والدها وتتحمل نتيجة فعلتها لتتذكر ذلك الندل الذي فعلت من أجله كل هذا وفي النهاية إكتشفت مدي حقارته
بعد قليل تجد باب الشقة يفتح لترتعب بعض الوقت ولكنها تعاود إستعادة إطمئنانها عندما رأت زينب تدخل من باب الشقة حاملة معها بعض الأكياس
تبتسم زينب لنور لتقول بحنان عامله إيه يا حبيبتي الوقتي
تنهض نور تحمل منها الأكياس مبتسمة الحمد لله لسه صاحية من شوية
تجلس زينب بإرهاق علي الأريكة لتلتقط أنفاسها وتنظر إلي الأكياس التي تحملها نور حضريلنا بقي لقمة ناكلها ونقعد نشرب بعدها كوبايتين شاى وتحكيلي حكايتك
لو حابة يعني يمكن يا بنتي أقدر أسعادك
لتنظر لها نور بإمتنان علي تلك الطيبة لتقول بإبتسامه هادئه حاضر
لتبادلها زينب الإبتسامة لتقول كل ده ومعرفتش إسمك إيه
لتقف أمامها نور لتقول بإبتسامه : إسمى نور
لتشعر زينب بأنها فعلا النور الذى سيضئ عالمها المظلم لتقول بفرحة عاشت الأسامي يا نور أنا بقي ماما زينب يالا حضرى الأكل وتعالي
_______________________
يعود نادر إلي المنزل تملأ تقاسيم وجهه الحزن علي أخته المفقودة التي لا يعلم عنها شئ ليدخل في هدوء ولكنه يواجه العاصفة ليجد زوجة أبيه تنتظره بجوار أبيه ومعهم ندى ويركزون نظرهم عليه لينظر إليهم بسخريه ليقول بتهكم خير متجمعين وبتبصولي كده ليه
لترد علية سامية بصياح بقي مش عارف ليه أنت عارف مكان أختك ومدارى عليها
ليفيض الصبر به لينظر لها بغضب ليردد بتحدي وانا لو عارف مكانها هيبقي ده حالي إرحمي بقي
لتضرب كف بالآخر لتقول شوف البجاحه يعني العملة المهببة دى وبيتكلم
ليقف قبالتها نادر ليصيح بها بقولك إيه كفايه كده بقي وكفاية اللي وصلنا ليه ده بسببك
ليقف محمود يصيح بهم بس خلاص كفايه
ليلتفت إلي نادر الذي يقف غاضبا يقول بنبرة إنكسار يابني لو تعرف حاجة عرفنا إحنا كده إتفضحنا
ليجلس نادر علي الأريكة ليقول بنبرة حزينة والله يا بابا معرفشي عنها حاجة
لتقف هنا ندى تربع يدها فوق صدرها وتنظر له في تحدي لتقول بثقة خلاص إفتح لنا الفيس بتاعها إنت اللي عامله نشوف هربت مع مين
هنا يقف نادر قبالتها ليشير إليها بسبابته ليقول بغضب إخرسي مسمحلكيش تتكلمي عليها كده
لتقف ساميه بهدوء لتضحك بشماته لاقول خلاص إفتح صفحتها ونشوف
_____________________
إنتهت نور من إعداد الطعام وتناولت طعامها بصحبة زينب وبعدها صنعت كوبين من الشاي وجلست بجوار زينب التي تنظر لها بعين يملأها ألف سؤال ولكنها تركت لنور المساحة حتي تحكي ما تريد
لتترجم نور نظراتها لتبتسم إبتسامة مليئه بالحزن لتلتمع الدموع بعينها لتقول بنبرة حزينه أكيد عاوزة تعرفي إللي أنا هنا ليه إلوقتي
لتربت زينب فوق ظهرها لتقول بحنان لو عاوزة تحكي يا بنتي أنا سمعاكي ولو مش عاوزة ده مش هيغير حاجة بيتي هيفضل مفتوح ليكي
لتنظر لها نور بإطمأنان لتقول بثقة هحكيلك عشان حسيت منك حنان لأول مرة أحسه في حياتي وكمان عاوزة أفضفض مع حد
بصي أنا وعيت انا وأخويا مشوفتش أمي ولقيت مكانها خالتي اللي كانت بتعاملنا المعاملة المثالية لمرات الأب وذادت المعامله دى لما خلفت البنتين كانت بتعاقبني دايما علي جمالي وكانت عاوزة تتخلص مني بأى طريقة عملت المستحيل عشان أكمل تعليمى أخويا عشان يريح نفسه إشتغل عشان ميحتكش بيها خالص خلصت جامعة وقعدت في البيت بقت مش طايقاني خالص في البيت حسيت إني وحيده ومش لاقية حد أشتكيله في وسط كل ده أتعرفت علي شاب عالنت وهمني أنه بيحبني وعاوز يرتبط بيا وأنا زي الهبلة صدقته أو كنت محتاجة أصدقه وعشت معاه أحلام وردية وفي يوم بابا قاللي إني جايلي عريس وكان موافق عليه ولما قابلت العريس ده لقيته تقريبا في سن بابا وشكله غريب عاوز واحدة تسافر معاه من غير فرح ولا جهاز ولا أي حاجه طبعا خالتي رحبت جدا بالعريس اللي هيبعدني عنهم وفي نفس الوقت مش هيكلفها حاجه فهربت منهم ورحت للندل اللي حكيتلك عنه وساعتها إكتشفت إن كل كلامه وهم وخداع ساعتها لقيت نفسي تايهه مش عارفة أعمل إيه ركبت القطر اللي كان في المحطة ولقيت نفسي هنا بس هي دي حكايتي
اتستمع لها زينب ودموعها تنهمر علي تلك المسكينة فيكون ردها أن أخذتها بين أحضانها لتبكي نور هي الأخري بين أحضان زينب
_______________________
يجلس نادر أمام شاشة الحاسوب يفتح الفيس الخاص بنور وحوله كل من محمود وندي وسامية أما عن نها تجلس وحيدة حزينة علي حال أختها
يفتح نادر الفيس ويدخل منه عالمحادثات ليفاجأ الجميع
- ياتري إيه اللي شافوه في المحادثات
- نور هتعمل إيه في اللي جاى
كل ده وأكتر في البارت القادم
💖💖مع تمنياتى بقراءة ممتعة💖💖

نور الآدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن