الجزء الثانى البارت العاشر

3.2K 84 1
                                    

الجزء الثاني
البارت العاشر
نور الآدم.
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
عند آدم
يستيقظ آدم يبحث عن معشوقته ولكنه لا يجدها ليشعر ببعض الضيق لإنسحابها من جواره فهو يريد دائما أن تكون بين أحضانه أما كفاها اليوم أنه سيبتعد عنها معودا إلي عمله
ينزل من علي سريره متمتما ببعض الكلمات التي تدل علي إستيائه من إنسحابها من جواره متوجها إلي حمامه ليأخذ حماما دافئا ليخرج يجدها في الغرفة بإبتسامة تشرق وجهها لتتوجه نحوه تطبع قبلة علي وجنته لتلقي عليه تحية الصباح ليعاتبها علي تركه وحيدا بدونها فهو يريد أن يكون وجهها أول ما يراه بالصباح لتبرر إنسحابها من جواره لتعد له طعام الإفطار والقهوة التي يعشقها من يديها لتراه ما زال غاضبا لتسأله في حيرة من أمرها عن سبب ذلك الغضب ليجيبها عدم إلقائها تحية الصباح عليه
تقف نور في حيرة لقد ألقت عليه التحية لتجادلة فى ذلك الأمر ولكن لا وقت للجدال ليطبق علي شفتيها في قبلة عميقة ليخبرها أن تلك هي تحية الصباح ( الستات اللي هتتخانق مع أزواجهم إحنا ملناش علاقة بالناس دى ها )
تقف نور تعدل من نفسها أمام المرآه لتصفه بالمجنون وما هي إلا لحظات حتي إنضموا إلي باقي العائلة لتناول طعام الإفطار
يلاحظ الجميع الإختلاف الواضح بالمائدة وتلك الزهور التي تتوسط المائدة وتفاصيل مختلفة ليستمعوا إلي ثناء مالك عليها ليخبرهم أنه للمرة الأولي يعترف أن وجود المرأة بالمنزل له تأثيره ليؤيد كمال كلماته بالفعل قد لمس ذلك الإختلاف في كل شئ من حوله مختلف هناك دفء يحيط بهم يجمعهم بداخلة نعم لقد كان حريص كل الحرص علي الحفاظ على ترابط أسرته ولكن نور أضافت تلك اللمسة السحرية علي أسرته الصغيرة
سمع مالك رنين هاتفه معلنا عن وصول السيارة الخاصة بالمدرسه لينهض مستأذنا لتنهض خلفه رحمة متوجهه إلي نور تقبلها قبل أن تغادر لتوصيها نور علي حالها
يتطلع كمال إليهم بفرحة ليري أسرته بنظرة مختلفة يرجع الفضل فيها لنور إبنته وزوجة إبنه
ينهض كمال واقفا حتي يتوجه إلي عمله ليخبرهم قبل مغادرته بحضور جيلان اليوم لتقديم التهنئة لنور
شعرت نور ببعض الضيق من حضور تلك المتعجرفة ولكنها لم تظهر ضيقها لتبتسم لكمال قبل مغادرته
يقف عقبها آدم ممسكا بيديها حتي وقفت هي الأخرى ليضمها إليه في عناق لا يعلم مدته خالي من الأحاديث سوى دقات قلوبهم المتعانقة وبعد فترة يخرجها آدم من بين أحضانه لتودعه بقبله علي باب الفيلا وهو يتطلع إليها كأنه لا يريد الرحيل بعيدا عنها
____________________
في المستشفي
ترقد نها علي السرير وبجوارها ياسر محتضنا كفيها بين يديه وفي الجانب الآخر تجلس إسراء التي يبدو عليها الإرهاق ويقف بجوارها نادر لتبدي نها إعتزارها عن تلك الليلة التي أزعجت بها الجميع لتلومها إسراء علي تلك الكلمات فكيف لها أن تعتزر عن أمر واجب عليهم
وفي ظل أحاديثهم التي إمتزجت ببعض الفكاهة يتفاجؤا بدخول تلك العاصفة التي هبت عليهم نعم إنها سامية مصطحبة حرباءتها الصغيرة بيدها لتتطلع إلي نادر وإسراء بإستياء شديد ودت طردهم لتهرول نحو إبنتها تطمئن عليها لتسأل عن نوع المولود وعندما تعلم أنها أنثي يتغير وجهها قليلا لتدخل عقبها ندى تقدم التهنئة لأختها بوجه جامد خالي من التعبيرات ليجلس الجميع في صمت لفترة طويلة ولكن النظرات كانت أقوى من كلماتهم ليتطلع كل منهم إلي الآخر لتتحول الجلسة إلي حرب النظرات حتي قرر نادر الإنسحاب بزوجته ليقبل نها ويغادر تحت نظرات سامية التي كادت أن تقتله
عقب خروجه تنهال سامية بالسب علي نادر ومعاتبة نها كيف لها أن تلد في عدم حضورها وكيف تسمح لتلك العقربة وزوجها بالحضور
لتتطلع إليها نها بملل ولكنها تفضل الصمت فذلك أخيها الذي تستند عليه ولم تقابل منه إلا الود والحب ولكن عند ردها علي والدتها لن تحصل إلا علي المزيد من السباب
يحاول ياسر التهوين من الأمر ليحمل الطفلة الصغيرة حتي تراها سامية ليعطيها إياها ليصفها بأنها كالحورية كوالدتها تحملها سامية تقبل يديها وتبتسم لها لتعطيها لندى التي تقف بجوارها مسلطة أنظارها علي الطفلة تراودها مشاعر لا تستطيع تفسيرها لتأخذ الطفلة من بين أيدى والدتها تتطلع إليها بمشاعر ممتزجة من الحب والكره والغيرة والحسد والإشتياق
تحرك الصغيرة رأسها وتفتح فمها بحثا عن الطعام لتثير تلك الحركة مشاعر ندى ففي تلك اللحظة كانت تريد كتم أنفاسها حتي تموت خنقا وتحرم نها منها لماذا نهي تنجب وهي لا لماذا عندها كل مقومات السعادة وهي لا تلك الأفكار تدور بعقلها لتفيق علي يد سامية تأخذ الرضيعة لتعطيها لوالدتها حتي تقوم بإطعامها .
________________________
عند طارق
يستيقظ طارق مبكرا بنشاط وحيوية فلقد عادت حياته لطبيعتها بعد صلحه مع حبيبته فلقد ظل إلي أوائل الصباح مستيقظا في الشرفة بجوار سهر في شرفتها لم يشعرا بمضي الوقت ذلك تحدثا في العديد من الأمور فلقد سرد لها أدق تفاصيله في الفترة الماضية وهي تستمع إليها بإهتمام وضحكاتها ترن في أذنيه تطربها فلقد إشتاق إليها كثيرا وود لو يأخذها الآن ليخبؤها بين رموش عينيه ويطبق عليها حتي لا تفارقه مرة أخرى
ينتهي طارق من روتينه اليومى ويقوم بالإتصال بسهر ولكن تلك المرة ينتظرها أمام الشقة ليهبطا سويا الدرج في طريقهم إلي العمل ليقوما بالإتفاق في طريقهم علي شراء فستان للخطبة التي قد أتفق مع أخيها مسبقا علي ميعادها في الليلة الماضية ليقوم بعقد القران أيضا حتي يستطيع الخروج معها بحريه ( يعني مش واخدين حريتكم من بداية التعارف )
فقد قررا حفلة عائلية تضم كمال وأسرته وهي وأخيها وعمها فقط ليتفرغوا لتحضيرات الشقة الخاصة بهم
ربما سارت الأمور سريعا دون ترتيبات مسبقة ولكن الأمور ستكون علي ما يرام عندما يجتمعا معا
يصلا إلي مقر الشركة ليتركها طارق علي مضض منه لتقوم هي بالصعود والجلوس علي مكتبها إستعدادا لغول الشركه كما كانت تطلق عليه وهو آدم فاليوم أول يوم له بالعمل
وما هي إلا لحظات ويدخل آدم بهيبته وحضوره الطاغي يلقي التحية علي سهر بإبتسامة رقيقة لتصاب سهر بالدهشة إنه آدم يبتسم وكذلك يسألها عن حالها ويهنؤها علي خطبتها من طارق ويستمع لجدول أعماله اليوم والغريب في الأمر أنه قام بشكرها عقب إنتهائها من الحديث
تتطلع له سهر بدهشة حتي دخوله إلي مكتبه لقد تغير كثيرا بالفعل لقد أصبح رقيقا وديعا لتتساءل أهذا تأثير نور أم تأثير الزواج هل تستطيع هي الأخرى تغيير طارق هكذا ولكن طارق حنون بالفعل ويمتلك تلك الروح الرومانسية
_____________________
عند نور
ينقضي أولي أيام نور سريعا في المنزل ترتبه وتضع لمساتها عليه وتدخل بنفسها إلي المطبخ لتقوم بإعداد بعض الأصناف بنفسها لقد إكتسبت من اليوم الأول محبة جميع العاملين بالفيلا
حتي غرفة مالك ورحمة وضعت لمساتها عليها فأصبحت الغرف أكثر بهجة وأضافت الورود في كل مكان بالمنزل
إنتهت نور من ذلك المجهود الشاق عند عودة كل من مالك ورحمة لتفتح لرحمة ذراعيها لتحتضنها وتقبلها وترحب بمالك لتسألهم عن يومهم كيف كان ليكن سؤالها ذلك بمثابة نقلة في حياة مالك ورحمة فتلك المرة الأولي التي يشعرا بها بالإهتمام بتفاصيل حياتهم اليومية لتصعد معهم نور الدرج في إتجاه الجناح الخاص بهم حتي تستعد لإستقبال زوجها في أولى أيام عمله بعد الزواج
تأخذ حماما منعشا وترتدى فستان باللون الأزرق مجسم حتي الوسط لينزل بوسع بسيط وتصفف شعرها لتترك له الحرية ينسدل خلفها وتضع قطرات العطر الخاصة بها لتستمع إلي صوت إحدى السيارات لتركد إلي الشرفة وإذا بها سيارة جيلان لتتراجع إلي الغرفة شاعرة بذلك الألم في صدرها فهي لا تشعر بالراحة من ناحيتها ولكنها تصبر حالها أنها مجرد ساعات وتغادر يجب أن تكرمها من أجل كمال وزوجها ولكنها تفضل ألا تستقبلها بمفردها لتتوجه لغرفة رحمة تخبرها بلأمر لتقابل من إستياء رحمة من وجودها
يا الله تتخلي عنها رحمة في أول محطة يجب الآن النزول لإستقبالها وعند هبوطها الدرج تجد كمال قد حضر مرحبا بإبنة أخيه ولكنها تشعر بقدان شيئ ما في ذلك الترحيب نعم هناك فرق شاسع بين ذلك الترحيب البارد الرسمي للغايه الذي هو الوصف الدقيق لترحيبه بإبنة أخيه وذلك الترحيب الأسرى الحار الممتلئ بالود الذي قد قابلها بها بالأمس،ولكن ما يعنيني في عقد تلك المقارنه
تهبط نور الدرج في ثقة إتخذتها من ترحيب كمال بها عند رؤيتها لتمد يدها لجيلان التي تسلم عليها ببرود تام ولكن نور لم تهتم للأمر كثيرا وما هي إلا لحظات حتي حضر آدم بطلته التي تخطف الأنظار ومنذ دخوله من الباب وعينه مسلطة علي نور نظرة تحمل الكثير من الإشتياق ليلقي التحية علي الجميع وهو في اتجاهه إليها مقبلا وجنتها في حب ليسألها عن أحوالها لتتطلع له نور بإبتسامة دون رد فهو بمعدل النصف ساعة يتحدث معها هاتفيا ويقص لها عن أخباره وأخبار الشركة فعن أي أحوال يسأل
يفهم آدم سر إبتسامتها ليجلس بجوارها وبعد كل ذلك يقوم بالترحيب بجيلان فهذا الأمر من آخر إهتماماته لترد جيلان عليه بفرحة واهمة نفسها بأهميتها لديه
لتبدأ بالحديث معه في أمور عدة وهو يرد عليها بكلمة أو كلمتين علي الأكثر ليكون بكامل تركيزه بتلك الجالسة بجواره بصمت ولكنها من داخلها تحمل شعور بالغضب و الغيرة من تلك الوقحة التي تعامل زوجها بدلال ملحوظ وتحاول جذب إنتباهه إلي مفاتنها التي تتفنن في إظهارها لقد فاض بها الكيل عقب تلك الضحكات الصاخبة التي تصدرها جيلان لتستأذن لتحضير طعام الغداء
عقب مغادرة نور المكان يستأذن كمال حتي يقوم بتبديل ملابسة لينهض آدم هو الآخر ليسمع نداء جيلان ليلتفت إليها فتقترب منه لتسأله في إستياء لماذا قد تركها من أجل هذه التي ألم يفق بعد فكيف لها أن تحضر معه حفلاته المهمة لتبتسم بتهكم لأنها تدخل المطبخ وتشارك الخدم في إعداد الطعام
لم تكن إجابة آدم سوى نظرة لها من أعلي لأسفل فلو كانت النظرة قادرة علي الحرق لكانت تفحمت في مكانها ليتركها مغادرا
وما هي إلا لحظات لتجتمع الأسرة علي المائدة لتتعمد جيلان أن تجلس بذلك المقعد المجاور لآدم ولكن قبل أن تشرع في الجلوس يطلب منها آدم أن تنتقل إلي كرسي آخر فذلك المكان خاص بنور
كانت كلماته وصرامته بالحديث كفيلة أن تنفذ دون أدني مجادلة
تبتسم له نور كأنها تشكره علي دعمها ليشرع الجميع في بدء تناول الطعام لتقترح نور علي آدم تذوق أحد الأصناف فلقد قامت بطهوها بيديها لتتفاجأ بتهكمات جيلان وإندهاشها علي دخولها المطبخ والإشتراك في طهو الطعام ومما يدهشها أكثر عدم إهتمامها بنفسها وهي مازالت عروس جديدة فأين تلك مساحيق التجميل لتضحك متسائلة عن حالها بعد عامين من الزواج
كان آدم علي وشك الثورة لولا نظرات والده الراجية التي ألجمته ليبدي كمال تجاهله لكلماتها ويطلب من الجميع تناول الطعام بدون حديث
ولكن في وسط الطعام يقطع مالك ذلك الصمت ليتساءل عن موعد خطبة طارق لتشعر جيلان أن تلك فرصة أخرى لمضايقة نور لتسأل جيلان بتهكم كمال ما السر وراء ذلك المكتب فكل سكرتيرة تستحوز علي رجل من العائلة لتضحك بهستيرية عقب كلماتها الماسخة ليتطلع لها كمال بإستياء علي تلميحها علي زوجة إبنه ليرد عليها كمال بأن ذلك المكتب محظوظ بتلك الشخصيات حتي ينتقيها أبنائنا
كان رد كمال حازما فألجم لسان تلك الحيزبونة وأسعد قلب نور
يستكمل الجميع تناول طعامهم بصمت إلا من بعض الثناء علي ذلك الطعام الذي قامت نور بطهوه مما يثير حنق جيلان
تتطلع نور بصمت إلي عائلتها الجديدة بقلب سعيد لتدور بعينها تتطلع إليهم لتتذكر عائلتها وكيف كان والدها يؤنبها دائما حين إستماعه لإفتراء زوجته وتتذكر شعورها بالحزن لترى أخواتها لا يصنعون شئ في المنزل وهي تقوم بعمل كل شئ فهي الآن لا يرغمها أحد علي شئ فحتي دخولها المطبخ يكون بإرادتها ليكون العوض لها ذلك متمثلا في زوج مثل آدم محاط بتلك العائلة الحنونة
- جيلان هتقدر تنجح في إغضاب نور
- يا ترى مصطفي راح فين

نور الآدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن