البارت الثانى

7.6K 167 2
                                    

البارت الثانى
نور الآدم
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تتلفت نور حول نفسها لتبحث أين هو هذا العريس لا تجد أمامها سوي كائن بدين أصلع أسنانه سوداء وبعضها متهالك ومتآكل من التسوس يتخلل شعره بعض الشعيرات البيضاء يتخلل وجهه بعض التجاعيد ففي بادئ الأمر ظنت أنه والد العريس
ما بك يا أبي أترميني هكذا من أجل إرضاء زوجتك لتنظر بخوف ورعب إلي ذلك الكائن الذى يضحك لها بسماجة فتتوه هي في خيالاتها كيف لها أن ترتبط بإنسان كهذا أين أنت يا حبيبي لأرتمي في أحضانك وأشكى إليك ما يريدون فعله بي
تفيق نور علي إتفاق عقيم بكتب كتاب باكر وحفلة عائلية ثم تخليص أوراقها إستعدادا للسفر بعد أسبوعين
لتشعر أنها أصبحت هواء لا وجود لها يوافقون ويقررون مصيرها دون أخذ رأيها لتقرر الإستسلام لتتخص من هذه الحياة ولكن بعد أن تعاود النظر إلي ذلك الكائن الذى يبدو أكبر من أبيها تقرر الصمود بل الهروب إلي حبيبها لتنعم معه بحياة هادئة لا تعلم أنها بذلك تقرر العذاب
جلست معهم بجسدها ولكن عقلها يخطط كيفية الهروب وترك كل هذا لهم
إنتهت الجلسة علي خير لتجد ساميه تحتضنها مباركة لها علي هذه الزيجة وعيناها تملأها الشماته والكره ليأتي نادر الذي حضر الجلسة في آخرها تملأ عيونه الدهشة كيف وافقت أخته علي هذا الكائن ليدقق النظر بعينها ليترجم أفكارها فهي تنوي علي فعل شئ ما لا يستطيع الوصول إليه ليبارك لها بعدم إقتناع
دخلت نور غرفتها لتفتح هاتفها وتبدأ بالحديث إلي حبيبها وكالعادة يثري أذنها بكلمات الغزل وهي ترد عليه لتعده بمفاجأة له بالغد ليخبرها بأنه ينتظر مفاجأتها علي أحر من الجمر
لتغلق بعدها الهاتف وهي سعيدة بلم شملها مع حبيبها بالغد لتغط في نوم عميق ترسم الأحلام باللقاء الحار والسعادة التي سيلقاها بها وبيتهم وحياتهم
تستيقظ نور بالصباح علي غير العادة فقد أعدت سامية طعام الإفطار وترتيبات بالبيت تقام علي قدم وساق فاليوم هو عقد قرانها الذى ينعقد بالمساء لتحمل هي حقيبة يدها التي تضع بها جميع ما يخصها من بطاقتها الشخصيه وشهادة الميلاد وشهادة التخرج وبعض النقود التى إدخرتها لتخرج بحجة أنها ذاهبة مع صديقتها إلي الكوافير إستعدادا للإحتفال بعقد قرانها
لترحب ساميه بالفكرة فبقي أيام قليله لتتخلص منها إلي الأبد
تخرج نور متجهه إلي محطة القطار المكتظة بالناس لتسأل عن القطار المتجه إلي القاهرة تنتظره علي أحر من الجمر تخشي أن يراها أحد وتعود لتلك الزيجه البغيضة
يأتي القطار لتستقله بسعادة فما يفرقها عن حبيبها هي بضع ساعات
تتخيل كيف أنه سيفرح للقائها ولقرارها بالزواج منه ليبنوا بيتهم سويا
غادر القطار المنصورة مارا بالعديد من البلاد حتي وصل إلي القاهرة لتنزل في رمسيس تتلفت حولها فهذه المرة الأولي لها لنزولها القاهرة فتجد العديد من البشر كل في وادى لتسأل كيف تصل إلي إمبابة ليرشدها إحدي المارة بالطريق لتسير كما وصفه لها لتصل إلي إمبابة لتقف حائرة أين تذهب لا تعلم من عنوان سامح سوى ذلك أنه يقطن في تلك المنطقة لتخرج هاتفها لتجرى إتصالا به ليرد عليها هو وقد غلب صوته النعاس أيوه يا نور متصلة بدرى ليه
نور في دهشه لماذا يتحدث هكذا بالتأكيد إنه أثر النوم لترد عليه بصوت يملأه الفرحة : أنا هنا في إمبابة
تنزل الكلمة عالصاعقة علي مسامعه ليهب واقفا من مكانه مرددا يابنت المجنونه
ليندهش حازم صديقه من ردة فعله ليتساءل بدهشه في إيه يابني قومت مفزوع كده ليه زي ما تكون حية قرصتك
ليقف سامح لحظات مزهول ليقول شاردا بنت المجنونة هربت من أهلها وجايه قال إيه ليا نتجوز
ليضحك حازم حتي تدمع عيناه ليقول من بين ضحكاته إلبس يا معلم
ليقف مزهولا ليفكر قليلا لا ألبس إيه دى أمي تطردني من البيت هتقوللي هصرف عليك والا علي المحروسة
ليفكر قليلا لينظر إلي صديقة قائلا ثم البت دى مش شمال دي عاوزة جواز يا حازم
ليقف حازم يفكر معه في حيرة ليقول وهو ينظر له طب وهتعمل إيه
ليقف سامح يفكر قليلا ليجد حلا لينظر له بمكر قائلا ولا أي حاجة هروح أقولها إني مش جاهز للجواز النهاردة وترجع لأهلها أنا مش ناقص وجع دماغ
ليرتدى سامح قميصه وينزل متوجهها للمكان التي وصفته له ليصل إليها لتقابله هي بإبتسامة وفرحة لتقبل عليه لتقف تنظر إليه بهيام لاتعرف ماذا تقول له سوى كلمة واحدة عامل إيه
ليقف سامح مرتبك متردد كيف يفاتحها لينظر حوله خائفا أن يراه أحد
لتندهش هي من إرتباكه ونظرته الحائرة لتسأله في دهشه مالك يا سامح أنت مش مبسوط إني جيت
ليزيد إرتباكه وتلجلجه بالكلام مش حكايه إني مش مبسوط بس الموضوع جه فجأة كده وأنا مش عامل حسابي خالص
لتندهش هي من كلماته ليشحب وججها ليحاكي وجوه الموتي لتجلس علي أقرب مقعد وجدته لتنظر حولها بزهول لتقول بألم يعني إيه ،يعني كل ده كنت بتضحك علي يعني أنا سبت أهلي وبلدى وجيت أجرى ورا سراب
لينظر إليها بشفقة علي دموعها التى تنهمر كالشلالات ليقترب منها لينادى عليها نور أنا آسف
لتبعده نور بصريخ إبعد عني سيبني مش عاوزة أشوفك أنت كداب وخداع حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أخي أبعد عني بقي ملكشي دعوة بقي
لتنهض مرة واحدة وتتركه لتغادر
يندهش سامح من موقفها فكان ينتظر منها أن تستعطفه وتبكى وترضخ لطلبه بأن تكون رفيقة له ولكنها مازالت نقيه طاهرة ليجرى خلفها مناديا لها نور هتعملي إيه
لتستدير تنظر له بقوة وتحدى و لتمسح وجهها لتقول له بقوة ملكشي دعوة أنت لتتركه وتغادر لينظر في أثرها حتي تغيب
تسير نور كالضائعه تفكر ما الذى وصلت إليه هذا كيف فكرت وتركت أهلها وهربت من أجل إنسان حقير كهذا كان يستغل سذاجتها ولكن السؤال الآن مذا ستفعل هي هل تعود لتتلقي مصيرها مع ذلك الكائن المسمى عريس وتتلقي وعدها من أبيها أم تعود لتواجه أبيها وترفض ذلك الكائن وتتابع شجارها اليومي مع زوجة أبيها حتي توصل فكرها أن تتخلص من حياتها لتنتهي هذه القصة لتسمع آذان الظهر لتسغفر ربها وتعود بفكرتها لتسير في شوارع لا تعلم عنها شئ حتي وجدت سيارة لرمسيس فأستقلتها وهي شاردة حتي وصلت السيارة فنزلت منها لتجد محطة القطار أمامها فتدخل وتجلس علي إحدي المقاعد شاردة حتي مر من جوارها أحد الشبان فقام بمعاكستها فلم تعره أي إهتمام فأنصرف وهو يهمهم بكلمات عنها
لتجلس هي شاردة تكاد تكون غائبة عن الوعي يمر عليها الناس ذهابا وإيابا وهي في مكانها تأتي قطارات وتغادر وهي لا تتحرك حتي بدأت الشمس في الغروب ليأتي أحد الشبان للجلوس بجوارها وبدء الحديث بجوارها لتنظر له في شرود وتتركه لتدخل القطار الواقف أمامها بالمحطة لتجلس علي إحدى الكراسي لتستند برأسها علي الشباك شاردة لتسمح بدموعها بالتحرر لتغمض عينيها لتفصل نفسها عن الضجيج الذي حولها لا تسمع شيئا مما حولها سوى بنات أفكارها لتفيق علي صوت سيدة تخبطها بخفة علي علي كتفها لتنظر لها بشرد لتجد القطار قد توقف والناس بدأت في النزول لتنظر إلي السيدة في عينها ألف سؤال
لتقول لها السيدة بحنان وصلنا يا بنتي شكلك تعبانه
لتنهض نور في هدوء لتنظر إلي السيدة في شرود لتقول بصوت يكاد يكون مسموع : الحمد لله أنا كويسه
لتنزل من القطار تقف تنظر إلي المحطة بإندهاش إنها الإسكندريه يا الله ما الذي أتي بي إلي هنا لتجلس بالمحطة تتأمل المارة حتي تعبت من الجلوس وخارت قواها للتذكر أنها لمم تتناول أي شئ منذ الصباح لتخرج خارج محطة القطار تبحث عن أي شئ تتناوله لتشتري بعض السندوتشات والمياه لتستقل سيارة تنزل منها علي البحر لا تعلم ما إسم المكان ولا أين هي ولا تعلم حتي وجهتها لتجلس علي الشاطئ تتناول طعامها بصمت تنظر إلي الأمواج المتلاطمة تشعر أن حياتها مثل هذه الأمواج لتشكو إلي البحر حالها لتغفو وهي جالسه بمكانها
_______________________
في المنصورة
يعود محمود باكرا من عمله فاليوم عقد قران إبنته الكبري ليدخل يلاحظ عدم وجودها ليسأل عنها لتجيبه سامية أنها مع صديقتها تحضر لعقد القران
ليجلس محمود يفكر هل هذا صواب أم خطأ ما سيفعله مع إبنته الكبري ليحاول إقناع نفسه بأنه الصواب فإبنته علي قدر عالي من الجمال يجب تزويجها سريعا قبل أن يدور عليها أحد الشباب كما كانت تقنعه دائما سامية
تعدى الساعات ولا تعود نور ليبدأ الشك والقلق بالدخول إلي قلبه ليرن عليها لا رد ليعاود الإتصال ليجد رساله منها تبعث علي هاتفه ( أنا سبت البيت ومش هرجع تاني أبدا مش هسمح إني أكون سلعه تبعوها عشان تخلصوا منها )
ليصيح الأب في الجميع ليتجع حوله أفراد الأسرة لتنظر له سامية بدهشة مالك يا محمود بتزعق ليه وصوتك عالي
محمود وهو يجلس يضع رأسه بين يديه ليقول بألم وحزن نور هربت سابت البيت وهربت
لتصرخ ساميه وتلطم خديها بصريخ يا لهوي يا خرابي يا فضيحتنا شفت أدى آخر دلعك فيها
لينظر لها نادر بغضب بالغ علي إفترائها هذا ليقول لها بغضب هي مين دي اللي مدلعة ليه متقوليش هربت من معاملتكم ليها ومن العريس اللي إنتي نفسك مترضيش بيه لنفسك ولا لبناتك
لتنظر له في غضب لتصيح به أنت بتكلمني كده بعد ما ربيتك وبقيت راجل مش كفايه المصيبة اللي عملاها أختك وكمان جاي تتكلم
لينظر لهم محمود بغضب بالغ ليصيح بهم أنتوا بتتخانقوا مش حاسين بالمصيبه اللي إحنا فيها هنقول إيه للراجل اللي جاي المغرب ومعاه المأذون
إحنا إتفضحنا في البلد خلاص
لتبكي ندى علي فراق أختها وما حدث لها لتتساءل هل حدث لها سوء ولكن ما أسوأ من رجل كهذا
لتولول سامية وينهار محمود لا يعلم ماذا يفعل حتي ألهمه الله بالإتصال علي العريس وإخباره بحدوث بعض الظروف مما يضرهم لتأجيل عقد القران ليجيبه الرجل فأنه لو تم التأجيل يكون للأبد ليوافقة محمود الرأي
___________________
تستيقظ نور على أشعة الشمس الذهبيه وصوت الأمواج لتنظر أمامها تجد سيدة عجوز تنظر لها برهبة
- يا تري من هذه السيدة العجوز
- ماذا ستفعل نور
_ ما موقف نادر من هروب نور
كل ده وأكتر في البارت القادم
🌺🌺مع تمنياتي بقراءة ممتعة🌺🌺

نور الآدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن