البارت الأول
نور الآدم
بقلمى فاتن على🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
في محافظة الدقهلية وبالتحديد في إحدى شوارع المنصورة في إحدى البنايات التي تطل علي النيل تنام بطلتنا لتدخل أشعة الشمس الذهبية تتخلل بين أهدابها الكثيفة لتقطع أحلامها الجميلة لتفتح عيونها الفيروزية لتتمطع بسعادة متذكرة ذلك الحلم الجميل التي طافت به في خيالها لتنظر إلي صورة والدتها لتقبلها بإبتسامه رقيقة لتلقي عليها الصباح قائلة صباح الفل يا ست الحبايب
لتنزل بعدها من علي سريرها لتبدأ معركتها أقصد يومها التي تعلم بدايته جيدا معركة يوميه بينها وبين زوجة أبيها سامية التى تزوجت أبيها بعد وفاة أختها منذ عشرون عاما لتتقمص دور الحنان حتي تمكنت من جذب إنتباه محمود بشتى الطرق حتي قام بزواجها لتكون أم ثانية لأولاده ولكنها كانت زوجة أب بمعني الكلمة الحرفي وأجبت بنتان لا تأخذ إحداهن جمال نور مما ذاد كرهها لنور ونادر الإبن الوحيد لمحمود والد نور
إنتهت نور من دراستها الجامعية منذ شهرين فأصبحت سامية تفتعل المشاكل فكان كل أملها التخلص من نور
دخلت نور إلي الحمام غسلت وجهها وتوضأت وصلت الصبح لتدخل بعدها لغرفة أخيها توقظه لتعد له طعام الإفطار لتبتسم له قائله بمرح صباح الفل علي عيون الجميل
ليستيقظ نادر ناظرا إليها بكسل فاتحا عيونه القرمزية ليقوم بكسل لينظر لها بإبسامه قائلا صباح الياسمين يا قمر
تتركه نور لتخرج وتعد له طعام الإفطار لتتقابل مع زينب التي تنظر لها نظرة كره وحقد لتتجاهلها نور وتكمل إعداد الفطور لأخيها حتي يلحق عمله الذي يهرب إليه من وجه زوجة أبيها وبنتها التي تحمل صفاتها فترة الأجازة
لتنظر زينب بحقد لتجاهل نور إليها لتقول لها بغضب حضرى الفطار للكل كل شوية هنعمل أكل وإلا إيه
لتنظر لها نور من بين أهدابها وهى تحمل الصنية ومعها كوب من الشاي لتردد وهي تعطيها ظهرها أحضر الفطار لمين ومفيش حد فيكم بيصحي بدرى يا خالتي
لكنها لم تنتظر منها ردا لتدخل لأخيها تعطيه الفطار وترتب غرفته سريعا وتودعه بإبتسامه رقيقة داعية له بصلاح الحال فهى تعتبره بمثابة السند لها
تتجول بعدها نور بالمنزل لتقوم بترتيبه وتنظيف المطبخ وإعداد وجبة الغداء وبعدها تدخل إلي غرفتها كعادتها اليوميه فهى دائما وحيدة لا تجلس مع زوجة أبيها حتي لا تسمع إلي كلماتها اللازعة ولا تجلس مع أخواتها فإحداهن تحبها ولكن والدتها تعارض قربها منها والأخرى لا تحمل لها سوى مشاعر الكره والحقد والغيرة
تجلس نور كعادتها بالشرفة حتي تلاحظ عودة أبيها لتفتح هاتفها المحمول وتفتح بيانات الهاتف لتقرأ رسائل حبيبها سامح ذلك الشاب القاطن بإحدى أحياء القاهرة تربطهم علاقة حب فلقد تعرفت عليه صدفة عن طريق النت وتحادثه يوميا فهو يعوضها عن الجميع حيث يثري أذنيها بكلمات الحب والغزل يوميا طلب منها أكثر من مرة محادثات فيديو ولكنها ترفض ذلك فهناك شئ ما يمنعها من الموافقة كل ما فعلته هو إرسال بعض الصور إليه مع بعض كلمات الغزل والحب له
فتحت نور رسالته الصباحيه لتجده يقول لها صباح الفل والنرجس والياسمين علي حبيبتي وروح قلبي وعيوني مع إرسال بعض القلوب والقبلات مع الرسالة
لتبتسم نور تلقائيا علي رسالته لتقبل هاتفها لترد عليه قائله صباح الفل يا حبيبي لتضع له بعض القلوب
ولكنها تجده غير متصل لتضع الهاتف جانبا وتشرد بأفكارها تنظر من الشرفة علي الشارع لتلاحظ المارة وتتأمل حركات الأمواج بالنيل فحلم حياتها الآن أن تركب مركب في هذا النيل التي لا تستطيع النزول إليه فكل المسموح لها أن تراه من الشرفة فقط تحلم أن تركب مركب في النيل بجوار حبيبها وهي تحمل خاتم الزواج في إصبعها وهو يلف يده علي كتفها ويطرب أذنها بكلمات العشق والغرام ولكنها تفيق علي رسالة قادمة لتراها منه قائلا يا روحي وحشتيني موووت يومك عامل إيه النهاردة
لتنظر إلي الرساله بهيام لترد عليه الحمد لله تمام كالعادة يا روحي لازم نشيد الصباح اليومي مع العزيزة سامية
ليرد عليها لتظهر الإبتسامة الصافية علي رده فقال لها مقولتلك سيبك من كل ده وتعالي نتجوز وأعيشك ملكة
لتفرح نور بهذا الكلام الذي جعلها تحلق بالسماء ولكن كيف هذا يا حبيبي فأنا بين قضبان أسكنه والسجان هو أبي والحارس هو زوجته
لتطرأ في رأسها فكرة ما لتكتب له وإيه رأيك ما تيجي تتقدملي ونتجوز ونعيش سوا
فكان رده مريحا للقلب حاضر هفاتح بابا ونيجي نتقدملك يا حياتي أنا مقدرشي أعيش لحظه من غيرك
كم أسعدتها هذه الكلمات البسيطة التي تفتقر إليها فالأب صلب قاسي معها والأم رحلت لا تتذكر حنانها ليحل محلها قسوة وكره خالتها
وأثناء جلوسها بالشرفة تري أبيها قادم لتغلق الهاتف وتدخل فورا حتي لا ينهرها علي جلوسها بالشرفة
تعد الطعام وتضعه لترى الإنسجام بين أبيها وزوجته لتتساءل لما هو معها يضحك وحنون ومعي قاسي فلم تتذكر أنه ضحك في وجهها سوى مرات قليلة
ما علينا فلقد إعتادت قسوته وشراسة زوجة أبيها تتناول وجبتها وسطهم فالجميع يتبادلون الحديث فيما بينهم أما هي غريبة وسطهم تستمع إليهم فقط كأنها تشاهد برنامج تليفزيوني حوارى لينتهي الحوار بكارثه سمعية فقد ألقي محمود أمرا لنور أن تحضر نفسها بالمساء لإستقبال عريس ولمح من خلال كلماته أنه موافق علي ذلك العريس الذى لن يكلفه شئ فسيأخذها معه ويسافر بها إلى السعودية لتشعر نور أنها حمل علي أبيها وسلعة يتاجر بها ولم يمهلها وقتا للإعتراض لتنظر لها سامية بشماته فهى تعلم بأمر ذلك العريس من قبل محمود فهو من طرفها ومما يسعدها أكثر ان ذلك العريس قد تخطي الأربعون عاما لا يهم كل هذا فأهم شئ لديها هو التخلص من نور في البيت وبعدها تتخلص من أخيها ليروق الجو لها ولبناتها
نظرت له نور بحزن علي حالها وجمعت الأطباق ودخلت بها إلي المطبخ وقامت بتنظيفه كالعادة ثم صنعت فنجان من القهوة لأبيها وقدمته إليه متسائله إياه بابا هو أنت تعرف العريس ده لتكمل حديثها بتردد يعني إيه اللي يخلليه ياخدني كده من غير حاجه وكمان هسافر معاه بعيد عنكم أنا خايفه يابابا
ليرتشف محمود من فنجان القهوة ويضعه صامتها للحظات يفكر فى رد لها فهو يعلم جيدا أنه يرميها ولكنه يريد التخلص من ذلك العبء والشجار اليومي فهو متأكد من غيرة زوجته الشديدة منها وقد أنهكه الحمل فدائما يرضي زوجته علي حساب تلك المسكينة ولكنه يعتقد أن زواجها ورحيلها هذا أفضل بكثير من مكوثها بجوار سامية ليجيب عليها بعد صمت طويل آه عارفه يا نور هو ساب كويس وعاوز يستقر بس عاوز عروسة من مصر وشغله في السعودية فبيقول مفيش داعي يكلف شقه هنا ويقفلها عالفاضي
لتنظر له نور وتتأكد من طريقة كلامه أن هناك خطب ما فهى تعلم أبيها جيدا لتطرح عليه سؤال آخر طب هو عنده كام سنة وشغال إيه
وهنا يرتشف قهوتة كاملة فبما يجيبها ليصمت بعض الوقت بأعين زائغة وفكر شارد لتعيد عليه السؤال مرة أخرى ليجيبها شغال في مطعم هناك وتقريبا كده عنده أربعين سنه
لتقف نور فجأة تنظر لأبيها في دهشه وقد لمعت الدموع في عينيها ألهذه الدرجة أمثل عبء عليكم يا أبي لهذه الدرجة تريد التخلص مني ولكنها لا تجد الكلمات لتهرب منها جميع الحروف والكلمات فتتحول إلي خرساء حتي إنها لم تسمع كلمات أبيها تركته وغادرت لتطلق لدموعها العنان لتدخل غرفتها وتحتضن صورة والدتها وترتمي علي السرير تبكى حتي جفت الدموع في أحداقها وغطت في نوم عميق
لتستيقظ علي يد زوجة أبيها توقظها حتي تحضر حالها لإقتراب الموعد المحدد لذلك المسمي العريس فنهضت نور تغسل وجهها وترتدى فستان لديها قد بهتت ألوانه من كثرة اللبس وصففت شعرها لينسدل خلفها كالليل الحالك يغطي ظهرها لتجد زوجة أبيها تدخل ثانيه تخبرها بحضور العريس لتطلب منها وضع بعض الزينة لتنظر لها نور بحزن عميق تمنع دمعة حائرة من النزول لترفض وضع أي شئ لتجيبها سامية بتهكم براحتك يا أختي أنا اللي غلطانه إني عاوزة مصلحتك
لتنظر لها نور بنظرات غريبة لترد بتهكم عارفة أنك عاوزة مصلحتي يا مرات أبويا
فتنظر لها سامية نظرات حارقة مرددة في نفسها خلاص هانت وتغورى بقي من هنا يا بومة إنتي اللي واقفة حال بناتي عاملة كده زى أمك زمان كانت واقفه حالنا لحد ما غارت في داهيه
تخرج ساميه لتنظر نور إلي نفسها بالمرآة تحاول أن تضع الثقة بنفسها وقررت أن لن ترضخ لهم أبدا فهذا مستقبلها وحياتها لتخرج بإتجاه المطبخ تعد القهوة وتدخل لتقديمها في هدوء وتبحث بعينها عن ذلك العريس فلم تجده فتطلق تنهيدة إرتياح ستخبر والده الذى أتي هذا بالرفض لتجلس بإرتياح وإبتسامة تزين وجهها ولكن صعقت عندما قال والدها لها سلمي علي العريس يا نور
_يا ترى نور هتعمل إيه مع العريس
_ساميه هتديها فرصة الرفض
_اللي بتحبة هيوفي بوعده ويتقدم
كل ده وأكتر في البارت القادم
💖💖مع تمنياتي بقراءة ممتعة 💖💖
أنت تقرأ
نور الآدم
Literatura Femininaفرت من بيت أبيها من ظلم زوجته لتجد خيانة من أحبت لتبحث عن ملجأ لتجد أخيرا الحب الذى يحتويها ولكن الماضي يعود بقوة ليفرق بين الأحبة ولكن القدر له رأي آخر