البارت السادس عشر

3.3K 79 1
                                    

عند آدم
يصل آدم إلى شقة كريم وهو في حالة من الرعب والقلق يتمني أن يجد نور قد وصلت إليها ليقوم بالإتصال علي كريم ليخبره أنه بالخارج ليخرج له كريم علي الفور ليتفاجأ بالهيأة التي هو عليها لينزعج من منظره ليسأله بلهفة ما السبب وراء ذلك ليتجاهل سؤاله ويسأله بلهفة عن نور لينفي كريم وجودها ليستحلفه بالله ألا يكذب عليه ليقوم كريم بإدخاله وغلق الباب ليرتمى آدم علي تلك الأريكة وهو يستحلفه للمرة الثانية أن يقول الحقيقة لتأتي سالي من الداخل علي صوت آدم لتنزعج هي الأخرى من هيأته لتتساءل في تعجب عن الأمر ليهز كريم كتفيه بمعني لا أعلم ليبدأ آدم سرد ما حدث وسط دهشة كريم ودموع سالي علي صديقتها لتصرخ بوجه آدم لماذا فعل بها هكذا وكانت تعتقد أنه العوض من الله ليصيب كل من آدم وكريم الدهشة من كلماتها ليسألها كريم عن معرفتها للأمر لتجيبه بأنها كانت علي علم بكل شئ حتي والده يعلم القصة كاملة وكثيرا ما كان تشعر بتأنيب الضمير تريد أن تقص عليك تحت رفض والدك لتكون هذه هي النتيجة لتبدأ سالي بالبكاء خوفا علي صديقتها لتشعر بالذنب نحوها الآن فهي التي طلبت منها أن تخفي ذلك الأمر بالرغم من معارضة نور لذلك فكانت رافضة تماما لتلك الفكرة أن تخفي حقيقة ماضيها يستمع آدم لتلك الكلمات وقلبه يتمزق من شدة الحزن لقد عاقبها بوحشية وتهور كيف سمح لنفسه أن يفعل بها هكذا ليطلب من سالي عنوان والدها فذلك هو الأمل الوحيد له أن تكون قد عادت لوالدها ليأخذ منها العنوان ليفضل الإنتظار حتي الصباح حتي يهدأ الجميع ولكن هناك سؤال ملح هنا هل يستطيع آدم الصبر حتي الصباح ليقنع نفسه أن يرتاح قليلا حتي الصباح لكي يستطيع التفكير بهدوء وترتيب كلماته لإقناعها بالعودة
يعود آدم إلي الفيلا ليرى كل شئ بشكل آخر كأن كل شئ من حوله يبكى فراقها حتي تلك الزهور الخاصة بها قد يبدو عليها الذبول وكأنها لا تطيق الحياة بدونها فكيف هو وقلبه ليتغاضي عن إنطفاء كل شئ من حوله ليصعد الدرج بخطوات متثاقلة حتي يصل إلي الجناح الخاص بهم وبمجرد فتحه للباب ليتذكرها ويتذكر ما فعله معها فلا يستطيع الدخول ليغلق الباب مرة أخرى ويخرج مستندا بجسده علي الباب مغمض العينين ليفكر بالعودة إلي غرفته القديمة ولكنه لا يطيق المكان كاملا بدونها ليهبط الدرج سريعا ليستقل سيارته مرة أخرى متوجها إلي المكان المفضل لهم علي شاطئ البحر ليجلس علي الشاطئ يتحدث إلي الأمواج يشتكي حاله إليها على فراقها وكأنها هي الأكسجين الخاص به ليتنفسه مهلا أيها القلب ما بقي سوى ساعات قليله وتعود إلي حبيبة قلبي لأروى عطش الشوق منها
_____________________
في منزل ريهام
تساعد ريهام نور حتى تمددت علي السرير لتعطيها الأدويه الخاصة بها والتي ساعدتها علي الدخول في النوم مباشرة لتخرج وتغلق الباب ببطء حتي تستطيع نور أخذ قسط من الراحة
تجلس ريهام بجوار والدتها فايزة ( والدة ريهام في العقد الخامس من عمرها تمتلك بشرة بيضاء وعيونها باللون البني متوسطة الطول جسمها ممتلئ وشعرها لونه أحمر قاني قصير يكاد يصل إلي رقبتها )
تدعو لها فايزة بالنجاة من تلك الحادثة وخاصة أن هناك جنين بين أحشائها لتطلب من عمر مساعدة أخته في تلك الأزمة حتي لو كلفها الأمر كل ما تملك ولا ترى إبنتها سجينة
عقب كلماتها تتطلع إليها ريهام لتضحك رغما عنها فقد جعلتها أمها سجينة وقد قامت بتأليف تلك السيناريوهات الخاصة بها لتغتاظ فايزة من ضحكاتها لتسألها عن سبب تلك الضحكات وهي بتلك المأذق لتعتذر ريهام عن ضحكاتها فتلك السيناريو جعلها تضحك رغما عنها لتطلق تلك التنهيدة علي حال نور تلك المسكينة التي ترقد بالداخل لا حول لها ولا قوة لتفجر المفاجأة أنها تعرضت للضرب والتعذيب بطريقة وحشية من إنسان همجي لتشهق والدتها فور سماعها لتلك الكلمات التي تمطر أذنها بوابل من الصواعق بينما ينتفض عمر واقفا فور سماعه تلك الكلمات فكيف لمخلوق أن يستطيع إيذاء ذلك الملاك لتعصف به الأفكار أذلك الإذاء إغتصاب أم تعرض لحادثة أم أنها زوج متوحش قام بإيذائها ويأتي السؤال المهم الآن هل بالفعل متزوجة أم ما حدث لها ذلك من أهلها كرد فعل علي زواجها ولكن يبدو من مظهرها أنها من عائلة ثرية ليفيق من صراع أفكاره علي نداء ريهام تسأله ما الذي يجب فعله الآن تبلغ الشرطة أم تنتظر لحين أن تأخذ رأيها
يصمت عمر قليلا ليطلب منها أن تنتظر للصباح لتسألها أولا علي الأسباب وراء ذلك
ليذهب الجميع للخلود للنوم ليبقي عمر سارحا في صورتها عندما رآها فهو ينتظر الصباح حتي يستكشف السر وراء تلك الحورية ولكن سلطان النوم قد غلبه ليستسلم له بالنهاية فلديه عمل باكر
___________________________
تشرق الشمس بأشعتها الحارقة لتحرق قلوب كتب عليها الفراق لترسل بشعاعها الحارق علي وجه آدم الذي قد غفا مكانه علي شاطئ البحر ليفيق ليتلفت حوله بتوهان وشرود حتي يستطيع عقله تجميع ما حدث لينفض ملابسه من تلك الرمال العالقة بها ويتطلع إلي ساعة يده لقد أوشكت علي السابعة صباحا ليتوجه إلي إحدي المقاهي يتناول كوب من القهوة ليتذكر تلك القهوة التي كانت نور تصنعها من أجله لقد إشتاق إليها كثيرا لا يستطيع الإستمرار في ذلك العالم بدونها ليشعر بالدموع التي أوشكت علي فضح أمره لينهض مستقلا سيارته متوجها إلي المنصورة حيث العنوان الذي قد حصل عليه من سالى
يصل آدم في وقت أقل بكثير من اللازم قطعه للوصول فكان يأكل الطريق أكلا
يصل آدم إلي العنوان ليصعد الدرج يدور بعينه في أرجاء المكان يشعر أنه يشم رائحتها بالمكان حتي يصل إلي شقة والدها ليقوم برن الجرس وقلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه من شدة إنفعاله حتي يفتح الباب بواسطة ساميه التي تتطلع إليه من أعلي لأسفل لتسأله برهبة عن هويته ليخمن أن تلك زوجة أبيها ليطلب منها لقاء السيد محمود لتدخل وهى تحاول أن تتذكر أين رأت ذلك الشخص ولحظات ويخرج له محمود يلقي عليه التحية مندهشا فتلك هي المرة الأولي الذي يراه بها ليسأله عن طلبه ليخبره آدم بتردد وإرتباك أنه زوج نور ( لقد كان يخشي رد فعل والدها عقب رؤية إبنته هكذا )
يتفاجأ آدم بالترحيب الشديد من قبل محمود حتي إنه أفسح له الطريق ليدخل مرحبا به لينادى علي سامية لتحضير طعام الإفطار وسط إعتراض آدم ولكن محمود غير قابل لإعتزاره تلك ليجلس بجواره مرحبا به ليلتقط هاتفه ليقوم بالإتصال علي نادر يخبره بوجود زوج نور فعليه الحضور الآن للتعرف عليه ويقوم بالإتصال علي ياسر ليخبره بالأمر أيضا ليغلق الهاتف ويعود للترحيب به مرة ثانية فقد كان كل ظنه أن زوجها جاء اليوم لوصل الود فيما بينهم مرة أخرى ليبدأ بالتعرف عليه ليكتشف أنه رجل أعمال في الإسكندريه ليحمد الله أن عوضها خيرا وما يمر إلا وقت قصير حتي يأتي نادر الذي ألقي التحية عليهم وهو يتطلع بعيونه بتلك الفرحة التي تشع منها وتدور بحثا علي أخته الذي قد إشتاق إليها كثيرا كيف أصبحت ملامحها يشتاق إلي أن يأخذها بين أحضانه ليستشعر حنانها
بينما يتطلع إليه آدم بدهشة ليقترب منه هاتفا بإسمه الشاعر نادر محمود نعم إنه أخيها ياالله كيف لم يستطيع تمييز ذلك الشبه الكبير بينهم ليتذكر نور وهي تستمع إليه بكل أحاسيسها نعم لقد إستطاع حل اللغز الآن ليندم أشد الندم علي ما إقترفه في حقها ليحتضن نادر بفرحة متناسيا أمر نور
يجلس الثلاثة يتبادلون النظرات وفي عين كل شخص العديد من الأسئلة وينتظر الآخر للبدء في الحديث ليقرر آدم قطع ذلك الصمت ليبدى سعادته للتعرف بتلك العائلة وقبل طرح سؤاله عن نور يأتى ياسر الذي يحمل خديجة يدخل يلقي عليهم التحية بفرحة مستمدها من فرحة زوجته التي رآها بعينها ليقوم بتعريف نفسه إلي آدم ليسأل بعفوية عن نور فأختها تريد أن تراها ليتساءل الجميع عن نور
هنا يقف آدم يتطلع في الوجوه بضياع ليشعر بروحه تسحب منه يكاد أن يختنق لقد أيقن الآن أن نور ليست هنا ليشعر بساقيه أصبحت كالهلام ليرتمي علي تلك الأريكة التي خلفة واضعا رأسه بين كفيه للحظات ليصمت الجميع فور فعلته تلك ليتيقنوا بوجود خطب ما ليجلس نادر بجواره يتطلع إليه ليسأله بتردد وكأنه يخشي الإجابة عن نور ليرفع آدم وجهه يبادله النظرات بعيونه الحمراء وكأنها تحولت إلي كؤوس من الدم ليخبرهم أنه قادم اليوم من أجل نفس السؤال فقد كان يعتقد أن نور عندهم
همهمات وشهقات تصيب الجميع ليقترب منه محمود يهزه بعنف عقب كلمته تلك ليسأله عن معني كلماته ليحاول ياسر ان يهدئه بينما يقف نادر شاردا لقد ضاعت نور منه مرة ثانية
يتطلع آدم إلي الجميع بضياع ليبدأ يقص عليهم ما حدث معه من بداية أن ذهبت أخت نور إليه حتي ذهب إلي سامح وعاد فلم يجدها
ما هذا الهراء أخت نور من ليلاحظون خروج نادر بسرعة ليعود بعد ثوانى ممسكا بندى من ذراعها وعندما يراها آدم يصرخ في وجهها لماذا فعلت هكذا به لماذا كذبت عليه لماذا تسببت في فقدانه لنور
تقف ندى بكل بجاحة تخبره أن تلك هي المرة الأولي التى رأته بها فهي لم تذهب له لتتفاجأ بصفعة قوية على وجهها من والدها تطرحها أرضا لتدخل علي إثرها سامية لتصرخ في وجه محمود أنه يقوم بضرب إبنته دون ذنب منها فهي لم تتحرك من مكانها بدلا من أن يبحث عن إبنته الهاربة لربما قامت بالهروب مع شخص آخر ليتفاجؤا بثورة آدم الجامحة محذرا إياها بالتحدث بسوء علي زوجته ليتوجه بحديثه إلي تلك الراقدة علي الأرض تتطلع إليه بخوف متوعدا إياها إن حدث أي مكروه لزوجته أو إبنه لن يرحمها أحد من يده
حامل أيضا لقد قمت بضربها وتعنيفها دون تحرى الصدق من تلك الكلمات وهي حامل تلك كانت كلمات الدهشة التي صاح بها نادر ليصف آدم بالوحشية والهمجية فهو لم يستحق كل ذلك الحب الذي كانت تكنه نور له ليتطلع إلي أبيه في غضب ليتهمه أنه السبب في كل ذلك قد قسي عليها كثيرا وقد صدق لكلمات زوجته وإفترائها دون تحرى الصدق فقلبت حياتهم إلي عذاب لم يهتم أحد لدموع نور لذلك لجأت إلي الخارج الذي قد أعطاها ذلك الوهم الكاذب بالإهتمام وهو بالأصل ثعلب يريد الفتك بفريسته لقد إشتركتم جميعا في تدمير نور وها هي الآن تركت لكم كل شئ فإفرحوا ليتركم في تخبطاتهم لتنهض ندى سريعا وتترك المكان وهي سعيدة بتلك النتيجة التي وصلت لها فقد هربت مرة أخرى بعد ما قام زوجها بتعذيبها
لقد تحولت ندى إلي كتلة من الشر والحقد تسير علي الأرض تتمني الشر للجميع وتسعي إليه دائما
أما عن آدم يجلس قليلا بقلة حيلة ليستأذن بالنهاية حتي يقوم بالبحث عن زوجته ولكن ياسر يطلب منه تناول الغداء معه مطمئنا له سيجدها إن شاء الله سيجدها وستكون بخير هي وجنينها ليشعر آدم بالمحبة تجاه ذلك الشخص الذي يراه للمرة الأولي
ليتك يا نور صارحتيني من الأول بكل ذلك لما وصلنا إلي تلك المرحلة
وبالفعل يذهب آدم معه بعد الإلحاح الشديد منه ليتناول معه طعام الغداء ويتعرف علي عائلته الصغيرة ويتبادلان أرقام الهاتف ليأخذ منه أيضا رقم نادر ومحمود ويبدآن التفكير معا في الأماكن التي يمكن لنور أن تلجأ لها
- يا ترى نور هتعمل إيه
- آدم هيلاقي نور

نور الآدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن