البارت الثامن والخمسون

3.5K 96 1
                                    

يحل الليل بظلامه علي الدنيا ولكن تظل القلوب منيرة بنقائها
في فيلا كمال
تستيقظ رحمة لتتطلع حولها لتتذكر ما حدث قبل سقوطها لتبدأ بالبكاء لتستيقظ نور علي صوت بكائها لتحتضنها سريعا تستقبل همهماتها بصدرها حتي أفرغت رحمة جميع الكلمات وهدأت لتخرج من بين أحضان نور لتمسح عيونها التي إنتفخت من كثرة بكائها وتتطلع إلي نور برجاء تطلب منها ألا تترك آدم
لتندهش نور أتتركين كل شيئ لتهتمي پأمرى أنا وآدم لتبتسم نور بضعف ولكنها لا تجيب علي سؤالها
تنهض نور واقفه لتمد بيدها لرحمة التي مازالت علي حالتها طالبة منها أن تنهض حتي تبدل تلك الملابس وتتناول طعامها حتي تستذكر دروس اليوم فلا هناك مزح في الثانوية العامة
إستطاعت نور بذكائها إخراج رحمة من حالتها التي عليها تلك بإصراف تفكيرها إلي أمور مختلفة
أما عن رحمة فقد أرادت هدنة لنفسها لم تحاول التطرق لذلك الأمر الآن هي تعلم جيدا أنه لابد من التطرق إليه ولكن ليس الآن حتي تهدأ وتستطيع التفكير لتستطيع تدبر الأمر
خرجت نور من الغرفة لتطلب من عزيزة تحضير الطعام لرحمة لتتقابل مع آدم الذي يسألها بلهفة عن حالة رحمة لتنظر إليه بعتاب علي كلماته الماضية لترد عليه بجمود بتحسن حالتها
لتتركه في تخبطه وتعود إلي غرفة رحمة مرة أخرى ولكنها بالفعل تهرب من أمامه حتي لا يري دموعها التي شرعت في النزول
إنتهت رحمة من تبديل ملابسها لتجلس نور خلفها تقوم بتصفيف شعرها وتداعبها حتي تستمع لتلك الضحكات التي أسعدت قلبها
لتدخل عزيزة بالطعام وتضعه علي المنضدة وتخرج بعد الإطمئنان علي رحمة التي شرعت في بدء تناول طعامها
يدخل آدم بنظراته المسلطة علي نور التي تقف فور دخوله لتستأذن وتغادر الغرفة بل تغادر الفيلا بأكملها حتي لا يري أحدهم ضعفها ودموعها
يجلس آدم بجوار رحمة يطمئن عليها وعلي صحتها لتبدى رحمة أنها بحال جيد لتندهش إنصراف نور عند حضوره ولكنه يتغاضي عن الإجابة فقد يحتاج الأمر إلي مزيد من الوقت حتي يستطيع إزالة ذلك الجرح الغائر في قلبها
______________________
عند طارق
يقف طارق في الشرفة يتابع حركة المارة الرتيبة بملل فقد تلقي مكالمة هاتفية من أخته منذ قليل تدعوه لوضع خطة معها ومساعدتها في تنفيذها ليفرقوا آدم عن نور لتحاول إقناعه بطمع نور في آدم فبذلك تبعده نهائيا عن أطماعها ويحافظ علي إبن عمه
لم يذكر لها طارق شيئا عن موعد الزفاف حتي لا تسرع بخطة تخرب فيها حياتهم
وأثناء شروده يسمع صوت تلك الطفلة الكبيرة تداعبه بكلماتها لينسي ما كان شارد به وينتبه معها لتقترح عليه كوب من الشاي ليوافقها لتغيب عنه لحظات عائدة بكوبان من الشاي مضاف إليه ورقات النعناع الأخضر لتعطيه الكوب الخاص به لتقف في شرفتها تتحدث معه بأسلوبها المرح ليشعر أنه ينسي ذلك العالم بجوارها هي فقط فتلك المرة الأولي التي يقابل مثلها
ليقسم بأن أجمل أوقاته هو ذلك الوقت الذي يقضيه بجوارها لينسي بجوارها جميع مشاكله وعائلته ويعيش معها بساطتها وطفولتها
_______________________
في المستشفي
يجلس الجميع أمام العناية المركزة في إنتظار أي خبر عن حالة والدهم لتشعر نها بالإرهاق من جلوسها بهذا الشكل لمدة طويلة بالإضافه إلي إنفعالاتها من كثرة الأحداث المتتالية مع رفضها لتناول أى شيئ بالرغم من الإلحاح الشديد لكل من ياسر ونادر و إسراء لتناولها عصير أو بسكوت ولكنها تأبي بشدة لتشعر أنها تائهه في ظل كل تلك الأحداث تشعر بأنها في دوامة تجاهد حتي تخرج منها فلا تستطيع لتشعر بثقل نفسها لتستند برأسها علي كتف ياسر ليحيطها بذراعه ليشعر بثقل رأسها ليتطلع إليها بخوف فتبدو نائمة ولكن ملامحها شاحبة بشفاة زرقاء يحاول إيفاقها فلا تستجيب لندائه لينتبه كل من نادر وإسراء لينحني نادر سريعا ليحملها ليرفض ياسر ليقوم هو بحملها ويتوجه بها نحو الطوارئ ليحملها منه طاقم التمريض لينتظر أمام الغرفة يلهث ويدعو الله أن ينجيها
ينزل خلفه كل من نادر وإسراء يركدون ليقفوا بجواره صامتين ليخرج الطبيب بعد قليل ليخبرهم بسبب تلك الإغماء بأنه هبوط في صغط الدم وتم إعطائها لبعض الحقن ويتم إعطائها محلول وريدى الآن وستكون بخير عقب ذلك ليتركهم الطبيب متوجها لمريض آخر
يدخل ياسر عينه مسلطة علي حبيبته الراكدة علي السرير بوهن وتلك الإبرة مغروسة في يديها كيف لكي وأنتي رقيقتي بتحمل كل تلك الصدمات لا أريد من تلك الحياة سواكي فكيف لي أحيا بدون هواكي فلو خيرونى بين نساء العالم كافة والله ما أخترت إلا هواكي
يدخل ياسر بصمت ليجلس بجوارها يمسك بيدها الأخرى ويقبلها بحب ويتبعه كل من نادر وإسراء للإطمئنان عليها
وفجأة في كل تلك الظروف تهب رياح من الخماسين المتمثلة في صورة سامية لتدخل دون أن تعلم ما حدث توزع الإتهامات بين إسراء ونادر أنهم سبب ما حدث لإبنتها ليتطلع إليها نادر بغضب ليشد إسراء بعدها تاركا لها المكان فليس ذلك المكان المناسب لتلك الهراءات
تتطلع إليها نها بقلة حيلة فهي تعلم جيدا طبع والدتها السئ مع أخوتها من أبيها ليعم الصمت علي المكان فلا مجال للكلام في تلك الظروف لتغمض نها عيونها دليل علي عدم رغبتها في الحديث لتنظر إليها والدتها بضيق علي ما تسميه منها طيبة زائدة عن حدها
______________________
عند آدم
يقف آدم في شرفته والدقيقة تمر عليه وكأنها ساعات يتطلع إلي شرفتها بشوق فكيف له أن يجرحها كيف له أن يتفوه بم قاله لها لا لن ينتظر لأكثر من ذلك ليترك ذلك الكبرياء جانبا ويسير خلف نبضات قلبه الصارخة بإسمها ليترك تلك الشرفة ويتوجه سريعا إلي تلك الإستراحة التي تسكنها معشوقته
يطرق الباب عدة مرات لتركد نور لتفتحه ظنا منها أنها رحمة ولكنها تتفاجأ بآدم يقف أمامها وعيناه تحمل ألف معني للإعتزار لترد عيناها بتلك الدمعات التي تتساقط دون إرادة منها لتحاول إيقاف ذلك السيل من الدموع ولكنها لا تستطيع يقف آدم لحظات من الصمت ليقطعه إعتذاره عندئذن تمسح نور دموعها وتقف شامخة لتبدي لا مبالاتها الوهمية في ذلك الإعتزار فذلك كان رأيه بها فلما الإعتزار لتصعبه بالأكثر عليه ولكنه معها ينسي كل شيئ إلا عشقها ليقسم أن تقبل إعتزاره ليلفها إليه ويتطلع في عينها في حوار طويل ليكون ردها أن ترتمي بين أحضانه كم تشعر بالوحدة والضعف بدونه فلتسقط كل تلك القرارات التي إتخذتها في لحظة غضبها ليأتي قرار واحد فقط أنها لن تستطيع الحياة تلك بدونه
يمسح آدم علي ظهرها برفق ليداعبها قليلا أنها تختلق الأعزار حتي ترتمي بأحضانه لتحاول نور عقب تلك الكلمات الخروج من بين أحضانه ولكنه أبي ليشعر ليحمد الله علي تلك اللحظة ليقبل رأسها ثم يدخل معها إلي الإستراحة ليطلب منها كوب من القهوة لتدخل نور علي الفور لعمله وما هيى إلا لحظات وعادت بكوب القهوة ليدنيها منه ويلف يده حول خصرها ويحتسي قهوته لتكون تلك بالفعل قهوة بطعم العشق
يقضي آدم ما يقرب من الساعتين بجوارها الصمت يعم المكان سوى من دقات قلبهم التي تضخ العشق في الشرايين يا لها من ليلة رائعة لتقوى بها تلك العلاقة ويكتمل كل منهما بالآخر
يتركها آدم علي مضض منه ليخبرها لقد بدأ العد التنازلي ولن يدعها تترك أحضانه لحظة واحدة
لتقضي نور باقي ليلتها علي تلك اللحظات السعيدة التي مرت بها بجواره
_______________________
تشرق الشمس بشعاع الأمل على قلوب إشتاقت لطعم السعادة
في فيلا كمال
تتجمع العائلة حول المائدة لتناول طعام الإفطار في إنتظار نزول آدم الذي ينزل الدرج يشرق وجهه بالسعادة أثر تلك الليلة الماضية ليتفاجأ بتلك النظرة التي يخصه بها والده ليتطلع له آدم في تساؤل عن سر تلك النظرة لينهال عليه كمال بكلمات الغضب ردا علي تلك الكلمات التي وجهها لنور ليلة أمس لينذره إن قام بإغضابها ثانية
لا يعلم آدم أيفرح لحب عائلته لزوجته المستقبلية وتعلقهم بها ،أم يحزن علي علي تلك الكلمات التي تفوه بها أباه للتو فتلك المرة الأولي التي يقوم بتعنيفه بتلك الطريقة شعور مختلط لديه ولكنه مازال واقع تحت تأثير تلك الليلة الماضيه مازال يشم رائحة شعرها شاعرا بدفء جسدها
ليكون الصمت هو رده الوحيد يتناول طعامه في هدوء ليلاحظ نظرات رحمة المسلطة عليه وعيناها مغرورقة بالدموع ليقلق من تلك النظرات ليسألها عن السبب لتترجاه رحمة ألا يغضب نور مرة أخرى فهي الوحيدة التي شعرت معها بالحنان التي طالما إفتقدته وهو حنان من نوع خاص وكأنها والدتها رغم صغر سن نور وتقارب السن بينهم ولكنها إستطاعت أن تحتويها
لينهض آدم سريعا يحتضنها ويوعدها ألا يغضبها مرة أخرى ليخبرها أنه قام بمصالحتها لتقبله رحمة بفرحة وتتركة لتتوجه إلي مدرستها بصحبة مالك ،أما عن آدم فيستدير ليلقي نظرة علي والده المتابع للموقف ليقوم بشكره ويغادر عقبها
_________________________
في المستشفي
يجلس الجميع أمام العناية المركزة فياسر اليوم لم يقم بالذهاب إلي عمله ليكون بجوار زوجته
ينضم لهم اليوم ندى التي تقف شاردة لترى كل مع زوجته سعيد وهى واقفة بمفردها لتحصل علي لقب مطلقة
يخرج الطبيب ليلتف حوله الجميع ليخبرهم بتحسن حالة والدهم وخروجه اليوم إلي غرفة عادية ليفرح الجميع علي تلك الأخبار لتظل ندى واقفة بنفس هيأتها دون أن تتحرك لتشاهد الثنائي لكل منهم ولكنها تقف وحيدة كما كانت دائما لا يشعر أحد بها حتي والدتها التي تقف بجوارها الآن تتهكم عليهم وعلي فرحتهم
وما هي إلا لحظات يشاهدون خروج والدهم علي ذلك التروللي متوجها إلي غرفة عادية ليسيرون بجواره بلهفة حامدين الله علي سلامته
_________________________
عند نور
تستيقظ نور فى وقت متأخر اليوم لتتلفت حولها لتشعر أن الليلة الماضية لها ما كانت إلا حلم لتحاول أن تستعيد ذكريات تلك الليلة الماضية بسعادة لتمسك ذلك الكوب الخاص بقهوته تشم رائحته لتجد رائحة عطره ما زالت عالقة به فتقبله بعشق
لتسمع صوت هاتفها معلنا عن رسالة لتفتحها نعم إنها من آدم ليقول بها ( صباح الخير علي من يخجل القمر من نورها وتغرب الشمس عند تبسم ثغرها )
لتبتسم نور بفرحة علي كلماته لتحتضن حاتفها وتدور به لتفيق علي رنين هاتفها لتتطلع إليه بلهفة لتظنه هو لكن تجد ذلك الإتصال من والدته لترد في قلق وتوتر فكفاها ما قد حدث لها في السابق لتجد والدته تطمئن عليها بعد رؤية آدم لها
لتصبح نور في حيرة لا تحسد عليها تخشي أن تقص عليها ما حدث لتعلم بمعرفة رحمة بوجودها فتطلب رؤيتها وهنا تتعقد الأمور لتصمت لحظات ثم تخبرها أن الأمر كله علي ما يرام لتتفاجأ بطلب نادية بمساعدتها أن ترى إبنتها ولو لمرة واحدة من قريب
إنه إختيار صعب يا إما أن تساعدها وتعود لتلك الأزمة مع حبيبها ولا تعلم ما هو رد فعل رحمة أو تترك ذلك الأمر جانبا وتبعد عنه تماما ولكنها لن تكون وقتها سعيدة
لتختار نور بعد كل تلك الحيرة لتعد نادية أنها ستبذل كل ما في وسعها حتي تساعدها وتصلح الأمور بينها وبين آدم
تتشكرها نادية لتغلق معها الهاتف نور لتقف في شرفتها شاردة كيف ستفي بوعدها مع تلك السيدة لا تنكر أنها أخطأت في حقهم ولكن الله غفور رحيم فكيف لنا البشر ألا نسامح
______________________
في المستشفي
يلتف الجميع حول محمود الذي يرقد بوهن يتطلع إلي الوجوه في صمت حتي يصل إلي ندى التي ما إن وقع نظره عليها حتي إشمئز منها تحت دهشة والدتها لتلك النظرات التي يخصها بها ولكنها لم تستطيع الكلام حتي ندى متعجبه من تلك النظرات فهي إلى الآن لا تعلم سبب ذلك الطلاق ظنا منها أن السبب هو عدم قدرتها علي الإنجاب فلماذا يتطلع لها والدها هكذا
لتجلس نها بجواره مقبله يده اليمني ليجلس نادر بالجهة الأخرى يقبل يده اليسرى ليحمدوا الله علي سلامته لتركد ندى نحوه تنحني تريد تقبيل جبهته ولكنه يرفض ويقوم بطردها خارج الغرفة لتلومه سامية علي تلك الفعلة لتركد خلف إبنتها
-يا ترى نور هتقدر تصلح بين نادية وأولادها
- ندى هتعمل إيه لما تعرف سبب طلاقها

نور الآدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن