البارت الرابع والعشرون

3.4K 76 0
                                    

الجزء الثاني
البارت الرابع والعشرون
نور الآدم
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تدلف نور إلي الداخل تتطلع لتلك العجوز بريبة وحزر لتتساءل عن هويتها لتعلم أنها أم زوجها تقيم معه هو وأولاده منذ فترة طويلة بعد موت زوجها لتكتشف أنه قد تزوج بها لترعي تلك الوحوش أقصد الأطفال التي تراها أمامها يتطلعون لها بنظرات مبهمة لا تجد ترحيبا علي الإطلاق بل تجد الترحيب لزوجها فقط لتشعر أنها مجرد خادمة علي هيأة زوجة لتدلف للداخل وبداية كلام حماتها معها هو تعريفها علي طريق المطبخ لتطلب منها أن تعد لهم الطعام فلقد أنهكها العمل تلك الفترة الماضية
تقف ندى حائرة تائهة تشعر بتساقط أحلامها واحد تلو الآخر تشعر بالإختناق تريد أن تصرخ ولكنها لا تقوى علي الصراخ لماذا لم تهرب منه ماذا ستفعل الآن وهي غريبة في دولة أخرى هل تستطيع الهرب وكيف ستعود إلي مصر مرة أخرى لتجد صوت زوجها الجهورى يطالبها بالإنتهاء فهو يشعر بالجوع لترتعد أوصادها من صوته لتبدأ حركتها سريعا في المطبخ حتي إنتهت من إعداد الطعام ليلتف الجميع حوله ويبدءوا في إلتهام الطعام بطريقة مقززة حتي ينتهوا لتطلب منها حماتها تدليك أقدامها لتفعل ندى دون تعليق وكأنها تحولت لآله تنفذ ما يطلب منها دون تعليق أو تفكير ربما تلك هي آثار صدمتها ولكنه كان ذلك نتاج لما أقترفته من ذنوب في حياتها
تنتهي من تدليك قدميها ليجد زوجها يشدها من ذراعها يدعوها لغرفة النوم لتطلب منه أن تأخذ حماما يزيل تلك الأتربة العالقة بجسدها من الطريق ولكنه يرفض بشدة ليلقي بها علي السرير لتشعر حينها بفقد أنوثتها ليتمدد بجوارها ليبدأ زواجه الفعلي منها بطريقة وحشية جعلتها تصرخ لتتفاجأ بتلك الصفعة علي وجهها تنهيها عن الصراخ فوالدته بالخارج لتصمت عقبها تصمت عن عنفه ووحشيته وعن تلك الرائحة التي تفوح من جسده لتشعر أنها تريد إفراغ ما في معدتها
ينتهي منها ليتركها جثة هامدة لا تقوى علي الحركة لينام بعدها علي الفور ليصدر تلك الأصوات المزعجة التي تحثها أن تنهض وتقتله ولكنها سرعان ما تدخل في نوم عميق من أثر التعب
_________________
عند نادر
اليوم هو السبوع الخاص بإبنه الذي قد أسماه محمود علي إسم والده ليقرر والده أن يقوم بعمل سبوع له علي نفقته الخاصة ولم يقبل مناقشة ذلك الأمر نهائيا وخاصة من تلك الحرباء،التي تسمى زوجته كما أنه منعها من حضور السبوع
تتفاجأ إسراء بحضور أختها وزوج أختها وأولادهم لتكون همزة لأعادة الصلة من جديد
يتفاجأ نادر بحضور آدم الذي يحضر هدية قيمة للمولود ليرحب الجميع به ترحيبا شديدا يشفقون عليه بعد تبدل حاله وعلامات الحزن الواضحة علي ملامحة ليحمل ذلك المولود بين يديه ليتذكر نور ليشتاق لنور وإبنه ليأخذه بين أحضانه ليتساءل في حيرة كيف أحوال نور الآن وجنينها
ليتفاجأ بيد تربت علي ظهره يطمئنه علي رجوع نور سالمة هي وجنينها وإذ بها يد محمود تلتمع بعينه الدموع شوقا
وهكذا يمر السبوع ليلم شمل العائلة مرة أخرى
______________________
في مكان ما عندما تتطلع له من بعيد تشعر بالإشمئزاز إنه سجن طرة يخرج ذلك الرجل الذي يتفاجأ بالإضاءة العالية بالخارج فلأول مرة يري عيونه النور منذ فترة طويلة ليجاهد حتي يفتح عيونه في الضوء ليتلفت حوله باحثا عن أي شخص يعرفه فلا يجد ليعلم أنه يجب عليه العودة بمفرده
إنه الطبيب المشبوه جابر قد قارب سنه علي الستون عاما طويل القامة بني العينين شعرة أسود ولكن يكسوه الآن تلك الشعيرات البيضاء بدين بعض الشئ
يرحب بخروجه إلي العالم الخارجي مرة أخرى ليستقل إحدي السيارات للعودة إلي مدينة المنصورة وأثناء تلك الجولة يعيد حساباته للحصول علي بعض الأموال حتي يستعيد نشاطه المشبوه مرة أخرى
ولذلك الطبيب دور كبير في تغيير مسار الأحداث
___________________
تمر الأيام سريعا علي نفس الوتيرة
ريهام بدأت تقترب من حسام ليتحرك ذلك الإحساس في قلبها من جديد ولكنها تخشي المغامرة من جديد الفقد نعم فكل مشكلتها في ذلك الفقد المرير والمرور بتلك التجربة القاسية مرة أخرى
حسام يجاهد حتي يقترب من ريهام ويبذل قصارى جهده حتي يطمئنها
آدم يواصل نهاره في عمل متواصل ليقضي الليل أمام صورتها يتحدث معها وكثيرا من الأحيان تنزل دموعه شوقا إليها
نور يقتلها الشوق لآدم لتأخذها قدماها ما بين كل فترة لذلك المكان الذي كان يجمعهم كأنها تحيا علي تلك الذكريات
عمر لا يزال يحمل ذلك الأمل في صدره ليقرر فتح الأمر مرة أخرى مع نور عقب ولادتها
أما عن ندى فهي تقضي عقوبة قاسية فطيلة اليوم عمل بالمنزل وخدمة لوالدة زوجها وأولاده وإن قصرت يقوم زوجها بضربها دون رحمة وبالليل يتعامل معها بوحشية كأنها حيوان لا يشعر تفكر كثيرا في الهرب ولكن إلي أين ستهرب ولمن ويزيد علي ذلك شحه الشديد
____________________
عند نور
ينتهي ميعاد العيادة لتغادر ريهام بعد الإلحاح الشديد علي نور بأن تقضي الليلة معها لشعورها بأن نور ليست بخير لتنفي نور ذلك سريعا لتخبرها أنها جيدة بأحسن حال
تجلس نور عقب رحيل ريهام بالشرفة تتطلع إلي المارة لتشعر بتلك التقلصات التي تضربها في أسفل بطنها
وتلك الآلام في أسفل ظهرها لتجلس ثابته وكأنها قد إعتادت علي الآلام لتشغل بالها في التفكير لتتساءل لماذا لم تلجأ لأخيها ليكون هو سندها أو لماذا لم تلجأ لوالد آدم فهو يعلم الحقيقة كاملة لتتذكر ذلك اليوم الذي ركضت فيه بعد سماعها صوت نادية لتتساءل في بلاهه لماذا هربت منها هل ستقضي عمرها هكذا هاربة لماذا إستسلمت لكلمات جيلان دون أن تقف وتواجه وتطالب بحقها في زوجها ( يعني جاية تفكرى وإنتي بتولدى )
لتقرر أن تستقل القطار الآن المتوجه إلي الإسكندرية لتواجه آدم وتطالب بحقها به وحق طفلها الذي سيولد يتيما وأبيه علي قيد الحياة
لتهب نور واقفه لتتفاجأ بتلك الآلام التي تزيد حتي إنها لم تحتملها لتقوم بالإتصال سريعا علي ريهام التي كانت تتحدث حينها مع حسام لتنهي معه المحادثة لتسمع أنين نور لتبدل ملابسها سريعا
وتطلب من أخيها أن يقود هو السيارة وتصر فايزة علي الذهاب معها
وما هو إلا وقت قصير حتي تصل ريهام لتجد حسام في إنتظارها أمام العيادة ليدلف معها إلي الداخل ليجوا نور تتصبب عرقا من شدة ألمها ليساعدها عمر حتي وصلت إلي السرير الخاص بالولادة ليتعقم كل من ريهام وحسام ليبدءوا عملهم وبعد لحظات يخرج ذلك الصبي إلي الحياة ليعلن وصوله بصرخاته التي تبكى عيون نور من أجلها فلقد أقر عينها برؤيته وأسعد قلبها بحضوره
تستقبل فايزة الصبي لتدعو له بالعمر المديد ويحمله عمر بحب ليشعر بخفقان قلبه بعنف عند حمله لذلك الصبي يتمني أن يكون هو أبيه
تفيق نور بعدها بقليل لتأخذ الطفل بين أحضانها لتدعوه كمال فهي ترى فيه نسخة ثانية لآدم لتقرر أن تعود به لآدم حتي وإن كان قد طلقها هي فلا يستطيع التخللي عن مولوده ولكنها تؤجل الأمر حتي تقوم بإسترداد صحتها
_________________________
عند آدم
يستيقظ آدم مختنقا يشعر بتلك الآلام التي تملأ روحة وكأنه كابوس لينطق بإسم نور وكأنه يشعر بتألمها ذلك ليخرج إلي الشرفة يستنشق الهواء لعله يخفف مما يشعر به ليأكله الشوق إلي ملكة قلبة ليرفع وجهه إلي السماء داعيا بذلك اللقاء القريب فلقد جاب أرض الإسكندرية كاملة ولكنه لم يجدها ليشعر بذلك اليأس يملأ قلبه
_____________________
عند جابر
يعود جابر إلي المنصورة ليعود إلي بيته المتهالك بعد أن تركته زوجته وطلبت منه الطلاق عقب سجنه وأخذت أولادها ولا يعلم عنها أي شئ
يجلس علي إحدى المقاعد بحيرة فلقد باع معظم الأثاث الخاص به لكي يحصل علي المال فلقد أغلقت كل الأبواب في وجهه لينهض فجأة من علي ذلك المقعد لتقفز تلك الفكرة في رأسه فكيف كان ناسي تلك الفكرة التي سوف تجني له الذهب
ليخرج سريعا ليعمل علي تحقيق تلك الفكرة
______________________
عند نور
تستطيع نور أن تقيد إبنها بمساعدة عمر لتشعر أن إبنها ذلك قد عوضها الله به لتهتم به كثيرا وتحاكيه طوال الليل حول والده فهو نسخة أخرى منه
تضع نور إبنها بالداخل لتنهي آخر كشف لريهام لتخرج عقبها ريهام يبدو عليها الحيرة لتتطلع لنور بنظرات غير مفهومة لتندهش نور لتلك النظرات لتسألها بتعجب عن الأمر لتجيبها ريهام أن لديها أمران تريد أن تتحدث فيهم معها الأول هو حيرتها من أمر حسام فلقد طلب الزواج منها وهي محتارة تخشي أن تخوض التجربة مرة أخرى
تعمل نور علي تشجيعها علي الموافقة فلن تجد مثل حسام لقد صبر كثيرا بجوارها ومتمسك بها إلي أقصي حد تتخيله
لتشعر ريهام بالرحة عقب كلمات نور لتفتح هاتفها وتقوم بإرسال رسالة في الحال لحسام أنها موافقة علي طلبه خشية أن ترجع في قرارها ذلك حتي إنها تناست ذلك الأمر الآخر الذي تذكرها به نور
تقف ريهام قبالتها بإرتباك وتردد لتخبرها أن الأمر الثاني هو طلب عمر للزواج منها وإن كانت تخشي والدتها فهى مرحبة جدا بالفكرة وستكون إبنه أخرى لها
تأخذ نور نفس عميق لتخبر بعدها ريهام بإنتهاء الأمر لديها فلن تتزوج مرة أخرى فمازال عشق آدم يملأ قلبها وهي المخطأة وليس هو هي التي هربت لتترك حقها لإمرأة أخرى تغتصبه فهي تمهل نفسها حتي يكبر إبنها قليلا وستعود لآدم تعمل علي عودته لها ولإبنها مهما كلفها الأمر
لتشعر ريهام أنها علي حق بجميع كلماتها لتترك لها حرية الإختيار
_________________________
عند آدم
يعود آدم من العمل بساعة متأخرة كعادته في تلك الأيام الأخيرة ليرتمي بجسده علي تلك الأريكة في الحديقة حيث المكان المفضل لنور ليغمض عيناه من التعب ليحلم بمعشوقته غافلا عن تلك التي تراقبه من بعيد لتتوجه إليه ببطء تجلس بجواره وعيناها مسلطه علي فمه لتقبله لتتفاجأ بيده تمسك شعرها يثبتها ليبادلها القبله حتي شعرت بإنقطاع أنفاسها لتفيق علي صوت صرخات رحمة ليفيق عقبها آدم ليجد ذلك الوضع لينهض سريعا يتساءل في ذهول عما حدث ( آدم كان معتقد أنه يقبل نور ) لتقف أمامه جيلان تتدعي الإرتباك لتخبره رحمة بلوم وعتاب عما رأته فلا يمكن إستبدال نور بتلك لتتفاجأ بآدم ينهال بالصفعات علي وجه جيلان ليمسح شفاته بقسوة لأنها لامست شفتيها ليعلنها صريحة أنه ملك لنور فقط ليتركها وقد فقد السيطرة علي أعصابه لتتفهم رحمة الآن الحقيقة لتتطلع إليها بإشمئزاز وتتركها وتغادر هي الأخرى
_____________________
عند جابر
يستطيع جابر الوصول إلي تلك المنشودة وهي سامية ليقوم بطلب المال منها لتعطيه سامية علي الفور مبلغا ماليا لتحزره من الإتصال بها مرة أخرى ولكنه يعدها بأنه لن يكف عن ذلك حتي يحصل علي مصدرا آخر للنقود لتشعر ساميه بأنه كابوس جديد ظهر في حياتها
_____________________
تمر الأيام سريعا حتي مر ثلاث أشهر ليحدث بها
فلقد وافقت ريهام علي خطبتها لحسام ليعقد قرانه عليها وتعيش معه حياة جميلة ليشكر نور علي وقفتها معه
مازال آدم علي حالته حتي أنه نسي شكل الضحكات
إلتحق كل من مالك ورحمة بالجامعة كل في المجال الذي إختاره لنفسه ولكن يبقي في قلب كل منهم شوق لنور
_____________________
عند كريم
تنتهي سالي من تبديل ملابسها فاليوم قد وعدها كريم بزيارة لوالدتها في البحيرة
يجلس كريم خلف المقود وبجواره سالي ليبطء في القيادة خوفا عليها
يصل إلي منزل والدتها لتشعر بعد فترة بآلام في أسفل بطنها لتصمت في بادئ الأمر وما هي إلا مدة قليلة حتي تخبر كريم الذي يقلق بشأنها ليأخذها سريعا إلي السيارة دون أن يخبر أحد ليبحث عن طبيبة حتي يجد تلك الطبيبة أتعلمون من هي إنها ريهام
يطلب كريم من سالي أن تنتظر حتي يحجز لها أولا لتوافقه الرأي ليصعد الدرج وما إن دخل إلي العيادة حتي شاهد نور الشاردة كعادتها في الفترة الأخيرة
- يا ترى كريم هيعمل إيه مع نور
- إيه رد فعل نور لما هتقابل كريم
- إيه رد فعل آدم

نور الآدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن