في مكتب آدم
ينتهي اليوم ما بين بين غضب آدم تارة وحنانه تارة أخرى ودهشة نور ما بين تقلباته تلك المزاجية لتطلق تنهيدة لتقنع نفسها أن الأمر لا يهمها بشيئ لتقضي باقي يومها تشغل نفسها بالتفكير في أخواتها وتنهك نفسها في العمل
أما عن آدم فيومه اليوم ممتلئ جدا بالعمل ولكنه بين الحين والآخر يشعر بتلك الدقة الزائدة تنبهه لوجودها في قلبه فيطلق تنهيدة طويله يكاد لهيبها يحرق من أمامه
يدخل عليه كريم في نهاية اليوم ليحاول إستدراكه في الحديث حتي يفضفض عما بداخله ولكنه لا يتحدث فآدم قد إعتاد علي الكتمان ليمل كريم ليسأله صريحة عن علاقته مع نور ليقابل تلك الثورة من آدم ليصمت منصتا له حتي تهدأ ثورته فيجلس بهدوء ليبدأ في سرد شعوره المتضارب وأنه لا يستطيع البوح بمشاعره تلك كما أنه يخشي ردة فعل أبيه فكيف له أن يترك إبنة عمه ليتزوج من تلك السكرتيرة صراعات بداخله لا يعلم كيفية إخمادها
لكن كريم له رأي آخر في ذلك الموضوع أنه يجب أن يتمسك بمن دق له قلبه ويشرح لأبيه مشاعره وبالتأكيد سيتفهم أبيه ولن يفضل إبنة أخيه عن إبنه وراحته
ليقرر آدم بالنهاية تأجيل ذلك الأمر لحين آخر حتي يتأكد من مشاعر نور فهو لا يريد أن يزيد الجروح وفي تلك الإرة سيكون الجرح غائر لن يجد له طبيب أو علاج
ينتهي آدم من العمل ليخرج لتلك المنهمكة في إنهاء عملها يدعوها للرحيل ولكنها تتحجج بالعمل فليذهب هو ليحاول آدم التحكم بأعصابه ليدعوها مرة أخرى للمغادرة معه ولكن تلك المرة بحزم وقوه مما جعلها تنتفض وتلتقط حقيبتها لتذهب معه
يقود آدم السيارة شارد في كلام كريم يريد الإعتراف لها ولكنه يخشي ردة فعلها حتي وصلا إلي الفيلا فتنزل نور شاكره له لتتجه إلي الإستراحة ليهتف بإسمها آدم داعيا لها أن تتناول طعام الغداء بصحبتهم ولكن نور ترفض بأدب وتدخل إلي الإستراحة دون سماع الإجابة من آدم
يشعر آدم بقلة حيلته ليقف ينظر في إثرها لحظات ثم يتجه إلي باب الفيلة غافلا عن تلك العيون التي تراقبه بفرحة منتظر من آدم فقط الإعتراف وسيتولي هو كل شيئ
________________________
في المنصورة
يقضي نادر طيلة اليوم في اللف حتي إنتهي من توزيع كروت الدعوات الخاصة بنها فلقد إقترب موعد زفافها والعمل قائم علي قدم وساق في المنزل من جهة وفي الخارج من جهة أخرى لترتيب وتنظيم أثاث المنزل الجديد فالكل مشغول في حين ان ندى تقف مكتوفة الأيدى لا تفعل شيئا سوى الفرجة نهارا وسكب الدموع ليلا ولكن الدموع لن تعيد ذلك اللبن المسكوب
أما عن تلك المذبذبة فأصبحت علي حافة أن تتخلي عن تلك الزيجة التي لا تشعر أن نتيجتها ربما تبوء بالفشل ولكن شيئا ما يمنعها من الرفض لترى نفسها تقرب من موعد الزفاف وقد سرقتها السكين كما يقولون وما يهون عليها كلمات إسراء التي تشجعها بالإستمرار والتمسك بحبها للنهاية شارحة لها أنها كانت تحب نادر في صمت لمدة ثلاث سنوات لتتمسك بالأمل حتي إعترف لها نادر بحبه منذ زمن بعيد ويخشي البوح بذلك لتشعر نها ببصيص من الأمل لتعزم أمرها أنها ستتمسك به وتعترف له بحبها عقب حفل الزفاف
____________________
في فيلا كمال
تدخل نور إلي الإستراحة لتقوم بعمل بعض السندوتشات مع كوب من الشاي لتتناولهم في صمت تأكل لسد جوعها فقط وليس شهية في الأكل لتفكر ما نهاية ما هي فيه فهي الآن تشعر أنها عالة علي تلك العائلة مع خجلها أن تفتح مع كمال موضوع دفع إيجار لذلك تقرر حين أخذ مرتبها تترك منه جزء مقابل سكنها وبينما هي بدوامة أفكارها تسمع طرقات مرحة علي بابها لتفتح لتجد رحمة لترحب بها نور كثيرا لتجلس معها تثرثر في أكثر من موضوع لتحكى لها شغفها بالرسم لتقابل ذلك بتشجيع نور لها علي تنمية تلك الهواية لتفرح رحمة جدا بتشجيعها لتأخذ نور من يدها إلي الحديقة ومعها ألوانها ولوحة الرسم لتبدأ رحمة بالرسم وسط إعجاب نور برسمها فكانت ترسم منظرا للغروب لتبدو رسمتها طبيعية وسط فرحة نور بها غافلة عن تلك العيون التي تراقبها من شرفته بحب وعشق ولكن الأوقات السعيدة لا تطول فتشاهد دخول سيارة من باب الفيلا لتنزل منها جيلان فتشعر نور بالضيق تجاهها لا تعلم ما السبب لترجع السبب إلي تعجرفها لتتذكر ما حدث بينهم منذ فترة ونظراتها لها دائما
تنزل جيلان من سيارتها بعجرفة لتنظر إلي نور بتعجب لتلاحظ نور إتجاهها نحوها وتأفف رحمة حين رأتها
تقف جيلان تلقي تحية تخص بها رحمة لترد رحمة ببرود عليها لتنظر إلي نور فهي تتذكرها جيدا لن تنسي ما فعله آدم من أجلها لتقف قبالتها تسألها بعجرفة مش أنتي سكرتيرة آدم
لتنظر لها نور بغضب دفين لتومئ برأسها بمعني نعم لتسألها عن سبب وجودها في منزل آدم لتنظر لها رحمة بغضب لتأخذ نور من يدها وينصرفوا من أمامها في صمت لتدخل جيلان إلي داخل الفيلا ليتابع آدم ذلك الموقف من أعلي ليتملك منه الغضب ولكنه لا يريد تفاقم الموقف حتي لا يغضب أبيه فيلزم غرفته لحين إنصرافها
أما عن نور بعد أن أخذتها رحمة لتحاول الإعتذار منها من تلك المتعجرفة لتبدى لها نور أن الأمر عاديا فلا تشغل بالها كثيرا بذلك ليكملا ما كانوا يفعلونه
_______________________
يمر الأسبوع طبيعيا علي الجميع فنور يوميا تذهب مع آدم للعمل وتنصرف معه لتقضي باقي يومها بصحبة رحمة وأحيانا تأخذها نور بين أحضانها لتنام معها في الإستراحة
العلاقة بين كريم وسالي أصبحت قوية لتعترف سالي بحبها لكريم وتعيش معه أسعد أيام حياتها
نادر يهاتف إسراء يوميا في وسط دوامة التحضير لحفل زفاف أخته
إسراء تجاهد قدر الإمكان ألا تغضب والدتها وبنفس الوقت لا تترك الريح تهدم حبها لتظل متمسكة بحبيبها رافضة المنافشة في أمر الإرتباط حتي تحصل علي نتيجة إختباراتها لتكون هذه حجتها المؤقته
نها ما بين رفض وقبول لتلك الزيجة ولكن ليس هناك وقت للذبذبة فقد فات أوانها
ندى تشعر بالحزن والندم وخيبة الأمل وكلما إقترب حفل زفاف أختها ذاد شعورها بالضياع
سامية كل ما يهمها ان إبنتها تتزوج فلا تشعر بتلك الصراعات التي تدور لبناتها كأنها لا ترى ولا تشعر
محمود يشعر بدوامة ليشعر يوميا بالندم لتزوجه من تلك الحرباء لقد تزوجها لكي ترعي أولاده فتسببت في دمارهم
__________________
يوم زفاف نها وياسر
في ذلك اليوم لم تفارق إسراء نها من الصباح لتحاول طمأنتها بالقدر الكافي لتستسلم نها بالنهاية فاليوم سيكون أول يوم لها أن تتعرف علي ياسر
تدخل نها القاعة بالمساء بصحبة ياسر الذى لا يتحدث بكلمة واحدة حتي إنه لم يبارك لها لتشرد بفكرها قليلا تتخيل أنها تترك ذلك الحفل وتجرى ولكن بالنهاية ستكون فضيحة لأبيها لتجلس في المكان المخصص لها بجوار ياسر
بعد قليل يحضر المأذون ليتم كتب الكتاب لتلاحظ لأول مرة فرحة في عين ياسر ليجلس بجوارها بعد تلقي التهاني من الأهل ليمسك يدها لتسري رعشه في جسدها تشعر أنه قد تحول لتبحث حولها تريد أن تفيق ماذا حدث ليس هذا ياسر الذي عرفته إنه إنسان آخر فهو ينظر إليها نظرات يظنها من لا يعرفهم أنهم عشاق منذ زمن بعيد تفاجأ به يبارك لها علي عقد القران ثم يقبل جبهتها في دهشة وتعجب منه
تلاحظ إسراء فرحة ياسر لتتمني لنها السعادة من قلبها وبين حين وآخر يرسل لها نادر تلك النظرات العاشقة لتقابلها بإبتسامة خجلة
تنظر لها ندى بحسرة فهل من حقها الآن ان تكون مثلها لتلبس ذلك الفستان وتقام لها حفلة زفاف وتفرح هكذا ووسط دوامة أفكارها ترى مصطفي من بعيد لتشعر أنها بحلم ولكنه عندما يراها يستأذن ويغادر المكان فتشعر هي بمدى حقارته
ينتهي الحفل ويذهب كل إلي داره
ليأخذ ياسر نها علي مسكنها الجديد ليصعدا الدرج خلفهم والدة ياسر وأخته ليسلما علي العروسين علي باب الشقة ليتركوهم وينصرفوا .
يفتح ياسر الباب ليدخل وورائه نها المرتبكة لتقف في المنتصف لا تعلم ما عليه فعله ليتطلع إليها ياسر بنظرات لم تستطيع تفسيرها ليخبرها يمكان الحمام ويبلغها أنه قد إشتري لها إسدالا ووضعه علي السرير ليدعوها إلي تبديل ملابسها والوضوء حتي يصليا ركتين ليبدءوا بها حياتهم
تدخل نها لتبدل ملابسها وتتوضأ وترتدي ذلك الإسدال لتتردد في الخروج ولكنها بالنهاية تخرج لتجده ينتظرها ولكنه لا ينظر نحوها لتسرها في نفسها ليبدءوا صلاتهم وعند السجود تسمع شهقات بكائه لتسمع حمد لله علي عطيته حتي ينتهيا من الصلاة ويسلما يأخذ يده بين يديه يسبح عليها شعور غريب لا تعلم ما هو إلا أنها تشعر بسعادة فائقة لينتهي من التسبيح لينهض ممسكا بيدها جتي تنهض معه لتفاجأ أنها بين أحضانه نعم إنه حضن عميق يحمل رسائل من الإشتياق مكتوبه بالحب والحنين لتخرج من بين أحضانه لتتلاقي الأعين في حوار طويل لينزل هو بعدها يطبق علي شفتيها بجوع فتطول قبلته لا يعلم كم من الوقت قد مر لا يشعر إلا بتلك التي بين يديه تذوب خجلا ليتركها علي مضض فهو لا يريد خروجها من بين أحضانه ولكنه يريد التمهل فقد طال صبره فليكمل ذلك الصبر ليأخذها من يديها متجها إلي غرفة الطعام حتي يتناولوا طعام العشاء لتجلس نها ويغطي عليها الخجل ولكن ترجع كل ما يفعله معها ما هي إلا رغبة لتجربة شيئ جديد ليطغى علي ملامحها الحزن ليلاحظ ياسر تبدل ملامحها من الخجل إلي الحزن ليرجع ذلك لبعدها عن أهلها ليمسح علي ظهرها بهدوء ليطمئنها بكلماته فيخبرها أنه سوف يجعلها تقوم بزيارة أهلها من وقت لآخر لتشكره بصوتها الخافت ليبدأ ياسر بإطعامها لتحاول أن تعترض ولكنه لم يسمع لإعتراضها ليطعمها من يده فتأكل في خجل حتي ينتهوا من الطعام ليجلس بجوارها بغرفة المعيشة في صمت كل منهم شارد يفكر في تلك الحياة الجديدة ياسر يفكر بسعادة ويرسم حياة يملأها الحب والود ورضا الله أما نها فالصورة أمامها باهته لم تستطيع تحديد ملامح لها
يكسر ياسر ذلك الصمت يطلب منها أن يتحدثا قليلا قبل خلودهم للنوم لتوافقه بريبة كل ما خطر ببالها أنه سيملي عليها تعليماته من الحياه وخدمة والدته وإحترام عائلته لتتخيل أن الحياة معه ستصبح رتيبة كحياتها كاملة لن يتغير بها شيئ يتطلع لها ياسر بفضول يريد أن يقرأ تلك الأفكار التي تدور بخاطرها ولكنه ينظف حلقه ليقول لها بهدوء وعينه مسلطة عليها ليستشف رد فعلها ليقول طبعا إنتي مستغربة ليه إتقدمت ليكي من سنتين شفتك بالصدفة قدام العمارة عندنا كانت فيه طفلة بتعيط وإنتي وقفتي تطبطبي عليها وأدتيها شيكولاته لحد ما سكتت فضلت متابعك لحد ما مشيتي بس من اليوم ده دخلتي قلبي ورفضتي تطلعي منه ساعتها مكنتش لسه جاهز أعمل أي حاجة كان حبك داعم ليا خلصت شقتي وكان معايا كمان فلوس الشبكة والحمد لله ساعتها حسيت إني بقيت جدير بيكي إتقدمتلك وحمدت ربنا إنك وافقتي علي طول من غير ما تطلعي روحي وحلمت إني أعيش معاكي فرحة كل حاجة فرحة أول لمسة إيد وإنتي في بيتي ومراتي عشان نبدأ حياتنا صح من غير أي معصية لربنا وفعلا قدرت أعمل كده
لتظل نها صامته تريد أن تتحقق أولا أنها مستيقظة وأن ذلك ليس حلما لها حتي ينتهي من كلماته تلك فتتطلع إليه في بلاهه لتضحك وتبكى بنفس التوقيت لتسأله ببلاهه يعني أنت بتحبني أساسا من الأول وأنا اللي كنت مفكره ..لتصمت نها ودموعها تسيل علي وجنتيها من الفرحة
ليستحثها ياسر علي الكلام ولكنها تصمت تكتفي بما سمعته من كلمات أراحت لها القلب و البال ليتضاعف ذلك الحب في قلبها لتريد أن يضمها ياسر إليه وبشدة ولكنها تخجل أن تطلب منه ولكن ياسر لم يمهلها لتخجل فضمها هو إلي أحضانه بحب لتبادله العناق ولأول مرة تشعر بطعم تلك السعادة فتشعر أنها فراشة تحلق في السماء بين الزهور ليحملها ياسر بين يديه وهي مازالت متعلقة بعنقه لتتلاقي أعينهم في حوار طويل يحكي كلمات الشوق في صمت أبلغ من مئات الكلمات ليدخل بها إلي غرفة النوم
إحنا بقي كده زى الشاطرين هنقفل عليهم الغرفة ونسيبهم في حالهم
____________________
عند نور
تجلس نور تتسامر مع رحمة في الحديقة كعادتهم اليومية منذ سكن نور معهم لتقوم رحمة بتصميم أن ترسم نور وسط إعتراض نور وضحكهم ليأتي آدم من بعيد يبتسم تلقائيا علي جنانهم ليتوجه ناحيتهم كأنه مسلوب الإرادة ليتطلع إلي نور التي تجرى خلف رحمة تتوعد لها إن لم تكف عن تلك الفكرة ولكنها تقف فور رؤيتها لآدم المبتسم إبتسامة تلمع بها عينيه بلمعة العشق
يجلس آدم علي الأريكة ليسألهم عن سبب الشجار المجنون هذا لتروى له رحمة ما حدث بينهم ليوافق رحمة علي رأيها فيجب عليها رسم صورة لنور لتمثل الجمال الطبيعي
تستمع نور إلي تلك الكلمات لتتلون وجنتها باللون الأحمر القاني وترتبك من كلماته
أما عن رحمة ترى الموضوع من وجهة نظر أخرى تتطلع بحب إلي آدم فلأول مرة تدرك عشق آدم الذي يخفيه عن الجميع وما أسعدها أكثر أنه يعشق تلك الجميله نور لا تدرى بنفسها إلا وهي تحتضن أخيها وتقبله ليلقبها هو بالمجنونة
- يا ترى آدم هيفضل كتير كاتم حبه
- ندى هتقدر توصل لمصطفي
- كمال موقفه إيه من حب آدم
كل ده وأكتر في البارت القادم
❤❤مع تمنياتي بقراءة ممتعة ❤❤
أنت تقرأ
نور الآدم
ChickLitفرت من بيت أبيها من ظلم زوجته لتجد خيانة من أحبت لتبحث عن ملجأ لتجد أخيرا الحب الذى يحتويها ولكن الماضي يعود بقوة ليفرق بين الأحبة ولكن القدر له رأي آخر