الجزء الثاني
البارت التاسع عشر
نور الآدم
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹عند ريهام
تغط نور في نوم عميق بفعل المهدئات لترى آدم قادم من بعيد تبدو عليه علامات الغضب ليتوجه إليها بإندفاع مخرجا سكين من جيب سترته ويقوم بشق بطنها ليخرج ذلك الجنين تحت نظرات جيلان الشامته
تفتح نور عيونها فجأة صارخة بإعتراض واضعة يديها علي بطنها تتلفت حولها بخوف وتتساقط دموعها بغزاره
تهرول ريهام نحوها تحاول تهدئتها لتأخذها بين أحضانها لتمسح علي شعرها بحنان حتي تهدأ نور من تلك الحالة التي إنتابتها لتستكين بين أحضانها في حين تأبي دموعها عن التوقف فتنهمر لتصبح عيونها عبارة عن كاسات من الدم وأنفاسها متقطعة من الشهقات ووجهها شاحب لتخرج من بين أحضان ريهام تتطلع لها بضياع متسائلة لماذا ؟ولكن ريهام لا تعي ما سبب تلك الحالة التي وصلت إليها تلك المسكينة لتطلب منها أن تقص لها عما حدث إن كانت مستعدة لتصمت نور قليلا فتظنها ريهام غير قادرة علي الحديث ولكنها تبدأ تتحدث فجأة من بين شهقاتها وهي شاردة كأنها تتحدث إلي نفسها لتقول وعدني إنه عمره ما يكسرني وكسرني قلتله أنت الوحيد اللي ليا في الدنيا وخذلني كان كل اللي فات ده كدب في أقل من أسبوع يطلقني ويتجوز دا أنا لو قتلاه مش هيعمل كده ليه بيحصل معايا كده أنا عاوزة أموت
وهنا تنهار نور مرة أخرى لتدخل فايزة علي صوت إنهيارها لتأخذها بين أحضانها وتمسح علي شعرها لتقرأ بعض آيات القرآن الكريم حتي هدأت نور وغفلت عيناها وكف عقلها عن التفكير هاربة بذلك النعاس من حقيقة بالأصل هي لعبة من جيلان ولكنها صدقتها
تظل فايزة بجوارها تقرأ لها آيات القرآن لتطلب من ريهام أن تغادر حتي تذهب إلي عملها بالمستشفي
بالفعل تخرج ريهام لتجد عمر يجوب في أنحاء المنزل متوترا ليسألها بلهفة عن حال نور وما السبب في تلك الحالة لتخبره ريهام بما فعله زوجها ليضغط علي أسنانه بشدة ليقسم أنه لو رآه في تلك اللحظة لن يتركه حتي يمزقه إربا
تندهش ريهام من موقف أخيها فأبعد ما يخطر ببالها أن يكون قلبه قد تحرك لنور ولو قليلا ولكنها تتغاضي عن كلماته لتخبره أن نور بالنسبة إليهم سر غامض لا يعلمون عنها شيئا وبالتأكيد هناك السبب الكافي لزوجها لفعل ذلك ولكن لا تريد شغل بالها بتلك القصة نعم هي حزينة من أجل نور فلقد دق قلبها بالماضي وجربت ذلك الشعور من قبل مع إختلاف التفاصيل ليظل الألم واحد لتلمع بعض الدموع بعيونها ليفهم عمر ما جال بخاطرها ليحاول منع تلك الدموع بالحديث معها في أمور عدة ثم يطلب منها أن يتناولا طعام الإفطار في مطعمها المفضل ليتوجه كل منهم علي عمله
بالفعل إستطاع تلك النوبة من الحزن التي إنتابتها ليصطحبها إلي ذلك المطعم يتناولان طعام الإفطار ويتوجه كل منهم علي مكان عمله وذهنه مشغول بنور وحالها
_________________________
عند آدم
يستيقظ آدم بالصباح ليشعر بذلك الألم يسري في جميع جسده ورعشة تنتابه وهزال حتي إنه تحمل علي نفسه كثيرا حتي يستطيع الوقوف ليسير ببطء نحو الخارج ليستغرق الكثير من الوقت حتي يستطيع الوصول إلي الفيلا وما إن دخل حتي رأي والده وأخواته ملتفون حول مائدة الإفطار ولا يعيرونه إهتمام ليشعر بالضياع لتبدأ الرؤية عنده تشوش تدريجيا حتي إستطاع الوصول لأقرب كرسي فأرتمي بجسده عليه ليصدر صوت إرتطام شد إنتباه الجميع وفور أن تطلع نحوه مالك يركض نحوه ليجس جبهته ليجد إرتفاع ملحوظ بدرجة الحرارة ليخبر والده الذي قام بالإتصال سريعا علي الطبيب لتنزل في تلك الآونة جيلان من أعلي لتركض نحو آدم لتحاول تظهر خوفها عليه لتقترب منه تريد أن تضع رأسه علي صدرها لتتفاجأ بالرد فعل العنيف من رحمة فتقوم رحمة بإبعادها لتطلب من أخيها أن يسعاده حتي يدخل إلي غرفته القديمة بالفعل قام مالك بإسنادة ليسمع هزيانه طيله الطريق ينادى علي نور ويطلب منها السماح نعم أخطأ في حقها ليسمع الجميع إعتراف أن يموت بدونها ليشاهدون آدم لأول مرة في حياتهم يبكى وهو ينادى بإسم حبيبته نورى
ليبكي الجميع علي تلك الحالة التي وصل إليها لتقف جيلان تتطلع لهم بغيظ وغضب لقد إستطاعت التخلص من نور ولكنها لم تستطيع التخلص من ذكراها
بعد قليل يأتي الطبيب ليأمر بنقله إلي المستشفي لإصابته بالحمى والإلتهاب الرئوى الشديد وبالفعل يتم نقله لينقلب حال ذلك المنزل بين عشية وضحاها إلي منزل حزين فلقد خرجت نور ومعها البهجة
_______________________
عند نور
تستيقظ نور وتتلفت حولها لتتذكر ولكنها تلك المرة تبدو صلبة قوية لتضع يدها علي بطنها لتوجه الحديث إلي جنينها وكأنه يسمعها لتخبره أنهم يجب أن يفكرا بالمستقبل فلم يعد التفكير في الماضي يفيد الآن لتتطلع إلي الأعلي لتطلب من الله العون تنهض من علي السرير وكأنها تحولت تماما لتتوجه إلي الخارج بكسوف لتقابل فايزة تلك المرأة الحنون التي راعتها
تلقي نور عليها التحية بوهن لتردها فايزة بإبتسامة لتطلب منها بعدها أن تقوم بالإغتسال لعلها تفيق لحين إنتهائها من تحضير الطعام فلقد أصبحت ريهام علي،وشك الوصول من عملها بالفعل تتوجه نور إلي الحمام وعند خروجها تتفاجأ بحضور ريهام التي إندهشت من تبدل حالتها وجمودها لتتأكد أن ذلك الجمود ما هو إلا ستار لما تعانيه من آلام تمزقها من الداخل فلتدع الجروح مغطاه
تلقي ريهام عليها التحية بإبتسامتها وتسأل عن أحوالها لتتوجه بعدها إلي المطبخ تعد المائدة مع والدتها لتمدح في رائحة الطعام الذكية بمرحها المعتاد والذي يبدو أنها تدارى خلفه دموع وآلام لا يستطيع فهم ذلك غير والدتها التي تتطلع إليها بألم وتدعو الله بداخلها أن يضمد الله جروحا أنهكت روحها
يلتف الجميع حول المائدة لتناول الطعام لتأكل نور بعض اللقيمات لتبدأ فايزة بإطعامها بحنان بالغ لتحثها علي الأكل من أجل جنينها لتتذكر وقتها نور تلك السيدة التي عاشت معها لفترة في حياتها لتعرف المعني الحقيقي لحنان الأم وهي زينب رحمها الله فتجاهد تلك الدمعة التي تكونت بعيونها لتنتبه للكلمات الدائرة بين ريهام ووالدتها حول فتح العيادة بدون ممرضة لإستقبال المرضي لتفهم من الحديث الدائر بينهم أن الممرضة السابقة تركت العمل ولم تحصل ريهام علي ممرضة جديدة وذلك يؤرق ريهام كثيرا لتفكر قليلا نور في ذلك الحديث لتعرض علي ريهام أن تذهب معها إلي العيادة لتولي الأمر لحين حصولها علي ممرضه
تتطلع إليها ريهام بدهشة علي تلك الكلمات التي تفوهت بها فكيف لتلك التي كانت زوجة لواحد من أكبر رجال الأعمال كيف لها أن تعمل بعيادة كتلك لتواجهها ريهام بتلك الكلمات لتصعق من كلمات نور فلقد عملت كسكرتيرة في البداية لآدم وجمعتهما الصدفة وتفرقا وهي الآن نور تلك البنت البسيطة التي لا تمتلك شيئا سوى جنين تحمله يعني لها كل الحياه
لا تمتلك ريهام أمام تلك الكلمات سوى أن توافق لينهض الإثنان لتبديل ملابسهم ليتوجها إلي عيادة ريهام تحت التوصيات المشددة من فايزة
__________________________
عند آدم
يظل آدم علي حالته من إرتفاع لدرجة الحرارة تحت إشراف أكبر أطباء المستشفي ليظل كمال ومالك ورحمة لجواره يستمعون إلي هزيانه وتلك الكلمات التي تقطع نياط القلوب التي ينادى بها علي نور ويدعوها للعودة والا تتركه سوف يموت بدونها
تقترب منه رحمة لتمسك بكفه وهي تزرف الدموع لينادى عليها وهو مازال مغمض العينين ليناديها نورى كما كان يلقب نور دائما فلا تمتلك رحمة سوى الدموع تخشي أن تتفوه فيسمع صوتها ليكتشف أنها ليست نور
في الجانب الآخر يقف مالك وكمال يتابعون بقلوب دامية من الألم ليتوسل مالك إلي والده أن يبحث عن نور ويجدها من أجل آدم ليعده كمال أنه سيظل يبحث عنها ليس من أجل آدم فقط بل من أجل نور وآدم وحفيده ليرتمي بجسده علي تلك الأريكة القريبة من سرير آدم يشعر بإنهيار قوته ليكتشف الآن أنه كان يستمد قوته تلك بالفعل من آدم
بعد لحظات يطرق الباب ليظن الجميع أنها جيلان ولكن عن السماح بالدخول يكتشون أنها نادية تدخل وعيناها منتفخة من شدة بكائها تتوجه إلي آدم تقبل جبيبن ويدية وعند دخولها يقوم مالك بالمغادرة علي الفور فحتي الآن لم يدر حديث بين الإثنان ولم يستطيع مالك أن يغفر أو ينسي
ينهض كمال خلفه مستأذنا من نادية تاركا لها المساحة حتي تجلس مع آدم وبالواقع هو يريد أن يتحدث مع مالك في ذلك الأمر فلم تعد الأمور بحاجة إلي تلك القسوة
_______________________
عند ريهام
تمضي الساعات سريعة لتؤدى نور العمل كما يجب لتشعر بإندماجها بالعيادة وتتناسي همومها ليسعدها بين الحين والآخر حركات جنينها بالداخل كأنه يطمئنها أنه بجوارها لن يتركها
ينتهي آخر كشف لتخرج بعدها ريهام يبدو عليها الإرهاق لصعوبة الأيام الماضية وما مرت به لتلاحظ نظافة العيادة وترتيبها لتلقي باللوم علي نور فكيف لها فعل ذلك في الظروف التي تمر بها من الحمل والتعب أيضا لتخبرها نور أنها بخير وأن ذلك الأمر أعاد لها حيويتها لتتردد نور في طلبها ويظهر عليها الإرتباك لتحثها ريهام علي الحديث وبالنهاية تطلب منها نور أن تقيم في العيادة التي هي عبارة عن شقة مكونة من ثلاث غرف غرفة الكشف وغرفة تحتوى علي سريران وغرفة إنتظار وحمام ومطبخ وتعمل بالعيادة لحين تدبير أمرها فهي لا تمتلك أي من أوراقها التي تستطيع الحصول من خلالها علي إحدى الوظائف
وقبل رد ريهام يستمعون إلي ذلك الصوت من علي باب العيادة يلقي عليهم التحية لتلتفت إليه نور تجده مسلط عيناه بلمعة غريبة علي ريهام وإبتسامة رقيقة علي شفتيه
تبادله ريهام التحية لتبدأ أن تعرفه علي نور الممرضة الجديدة وكان ذلك بمثابة موافقه من ريهام علي طلبها ليتطلع لها بدهشة كيف لممرضه عند طبيبة أمراض نسا وحامل ليطلق ضحكة بسيطة علي ذلك
وقبل أن تشرع ريهام في تعرفه إلي نور يبدأ هو أن يعرف نفسه فهو دكتور حسام طبيب أطفال
حسام ( شاب في أوائل الثلاثينيات من عمره وسيم يمتلك تلك العيون الرمادية الواسعة قمحي البشرة بشعر شديد السواد ثقيل وناعم طويل القامة يمتلك جسم متناسق طبيب أطفال فهو جار لريهام بالعيادة )
ترحب به نور لتستمع إليه يدعو ريهام لتناول كوب من القهوة بصحبته بتلك المطعم القريب من العيادة ليتفاجأ بقبولها ليشعر قلبه يكاد يخرج من بين ضلوعه لموافقتها لتفاجأة بأنها تدعو نور لتصطحبها لا بأس يا عزيزتي حتي إن إصطحبتي مرضي العيادة لا يهم فلقد حصلت علي تلك الموافقة بعد صراع طويل معكي
يلتف الثلاثة حول الطاولة ليطلب عصير لريهام ونور بينما يطلب هو كوب من القهوة ليبدأ الحديث مع ريهام التي ترد عليه بتلقائية لتلاحظ نور تلك النظرات من حسام التي يخص بها ريهام فهي نظرات محملة بالحب بل يبدو أنه متيم بها تذكرها بآدم لتعتقد أن الإثنان يعيشان قصة حب ولكن بالنهاية ستكون النهاية مثل نعايتها مع آدم لتأخذ نفس عميق لتدعو الله ألا تجرب ريهام ما مرت هي به
تفيق نور علي صوت ريهام تطلب منهم أن يغادروا فلقد تأخر الوقت لتنهض نور تسير معها شاردة وقلبها وعقلها مع آدم تشتاق إليه بالرغم ما تعتقد أنه فعله معها ولكنها لا تستطيع أن تنساه أو تنزعه من قلبها فلقد وجدت معه روحها وسعادتها لتشعر أنها فاقدة لإكتمالها الآن بدونه تضع يدها علي بطنها هل تستطيع تلك القطعة أن تعوضها فراقه هل ستنسيها الأيام لتدعو قلبها أن يخرجه منه كما إستطاع هو التخللي عنها
لا يا عزيزتى إنه يتألم بدونك أضعاف ألمك يبحث عنكي حتي بأحلامه يردد إسمك كأنه نسي جميع الكلمات ما عدا إسمك ولكنه خطئك للمرة الثانية تستمعي إلي تلك العقربة دون التحقق من كلماتها لتنساقي وراء أكذوبة صاغتها إليكي من أجل أن تفرقكما وقد ساعدتيها علي ذلك
أفاقت نور من تلك الحروب الداخلية علي وصولهم المنزل لتتناول وجبة العشاء بصحبة ريهام وفايزة لتدخل بعدها في نوم عميق كأنها تهرب من كل تلك الأفكار التي تعصف بها
- يا ترى إيه حكاية ريهام
- متلك هيقدر يسامح والدته
- نور هتعمل إيه في اللي جاى
![](https://img.wattpad.com/cover/291347056-288-k718529.jpg)
أنت تقرأ
نور الآدم
Literatura Femininaفرت من بيت أبيها من ظلم زوجته لتجد خيانة من أحبت لتبحث عن ملجأ لتجد أخيرا الحب الذى يحتويها ولكن الماضي يعود بقوة ليفرق بين الأحبة ولكن القدر له رأي آخر