تشرق شمس الصباح لتنشر أشعتها الحارقة علي جميع الأنحاء لتعلن عن ميلاد يوم جديد
تفتح نور عيونها الفيروزية ببطء لتشعر بتلك الآلام المنتشرة في أنحاء جسدها لتحاول أن تنهض فتشعر بزيادة الآلام لتتساقط دموعها لقد هانت علي آدم لتلك الدرجة فلا يوجد جزء بجسدها لا يتألم حتي ملابسها لا تستطيع تحملها بفعل تلك الجروح المنتشرة في جسدها
تستطيع نور الجلوس علي طرف السرير بصعوبة تتطلع حولها لذلك المكان لا تستطيع إتخاذ القرار المناسب لفعله يغلب عليها الخجل فتسكن مكانها تتوه في أفكارها التي تعصف بها تكاد تختنق منها لتضع يدها علي بطنها لتستشعر حركة جنينها تشتكي إليه من والده وكأنه يسمعها فهو صديقها الوحيد الآن
لحظات وتسمع طرقات خفيفة علي الباب لتسمح للطارق بالدخول وإذ هي ريهام تدلف للداخل لتحمل بين يديها صينية عليها بعض الطعام ومن خلفها فايزة
تضع ريهام الصينية لتتوجه بإبتسامه إلي نور وتلقي عليها التحية لتجلس فايزة بجوارها تربت علي ظهرها بحنان تسألها عن حالها لترد نور بضعف أنها بخير لتحاول الحديث لتمنعها ريهام من أي حديث لتدعوها أن تتوجه إلي الحمام ثم تناول الطعام
بالفعل نور كانت بالحاجة الملحة للحمام لتذهب إليه بمساعدة ريهام
تحاول نور غسل وجهها بصعوبه نتيجة تلك الآلام المنتشرة لتأخذ دموعها في النزول وكأنها تشتكي ضعفها فلم يعد لها من أحد حتي تلجأ إليه ولكن لحظات ليست المشكلة في وجود أشخاص لقد تكمن مشكلتها في عدم قدرتها علي البعد لا تستطيع أن تحيا بدون آدم فهي خلقت له فقط .
بعد مدة تخرج نور لتبدأ بتناول طعامها تحت ضغط كل من ريهام وفايزة لتقوم ريهام بإعطائها تلك الأدوية عقب إنتهائها من تناول الطعام لتدعوها ريهام للراحة حتي تتعافي لتبدأ بفتح تلك الكريمات وتوزيعها علي الأماكن المصابة عند نور تحت تأوهات نور المكتومه حتي تنتهي ريهام لتمسح البقايا التي علي كفيها لتطلب من نور أن تخبرها عن سبب تلك الكدمات والجروح التي تملأ جسدها حتي يتمكنوا من معاقبة الجاني
لتنفي نور بإندفاع تلك المعاقبة إنه زوجها لتشهق ريهام عند سماعها تلك الكلمة فما تلك الوحشية التي تجعل رجل يضرب زوجته وهي تحمل طفله بين أحشائها
لتجيب نور بدموعها التي تنهمر من عيونها لتعترف أنها هي المخطئة لتحاول النهوض حتي تعود إلي منزلها وسط إعتراض ريهام فهي تحتاج إلي أربعة أيام راحة علي الأقل حتي تستطيع فعل تلك المجازفة
أربعة أيام فهل أستطيع المكوث أربعة أيام بدون آدم ولكن ما بيدى غير الصبر من أجل سلامة جنينها لتفكر أن تقوم بالإتصال به ولكن المكالمات الهاتفية لا تفيد
ينتهي بها الأمر إلي الإستسلام والنوم لتطلب منها ريهام أن تقص عليها لربما تستطيع مساعدتها
تأخذ نور نفسا عميقا لتبدأ أن تقص كل شيئ علي ريهام منذ ذلك العريس الذي جلبه لها والدها حتي خروجها من الفيلا متوجهة إلي سالي صديقتها وإنعدام الرؤية لديها وسقوطها أمام السيارة
تستمع لها ريهام بأعين دامعه علي حالها لا تمتلك سوى أن تأخذها بين أحضانها وتبكي حالها وكمية الظلم والقهر التي تعرضت لها حتي عندما وجدت الحب وإبتسمت لها الدنيا تنقلب تلك الإبتسامة إلي دموع
لتحاول ريهام أن تهون عليها لتخبرها أن كل شئ سيكون علي ما يرام
____________________________
عند آدم
يظل آدم طوال الليل علي ذلك الكرسي في غرفة المعيشه ليغفو عليه فلا يستطيع المكوث في ذلك الجناح بدونها يستيقظ بالصباح ليشعر بآلم تنتشر في عظامه يا الله فقط بسبب نومى علي ذلك الكرسي اللعين أستشعر كل تلك الآلام فكيف حالها معشوقتي بذلك الضرب المبرح وحملها فما حالها اليوم لا يوجد وصف أبلغ من أنني حيوان وحتي الحيوانات تمتلك بعض الرأفة
يقف آدم بصعوبة لينادى علي أحد الخدم بنقل جميع أغراضه لغرفته القديمة ويغادر الفيلا تحت نظرات كل من رحمة ومالك المتألمة علي ألمة وحزينة علي غياب نور
يصل آدم إلي الشركة فيتعجب الجميع من هيأته فتلك هي المرة الأولي التي يشاهدون بها آدم هكذا ملابسه غير مهندمة ولحيته غير مهذبة وشعرة وهيأته جميعها مختلفه
يدلف آدم مباشرة إلي مكتبه دون النظر إلي سهر او الإنتظار حتي يستمع إلي جدول أعماله كروتينه اليومى
لتتعجب سهر من تلك الحالة التي هو عليها لتظن أن هناك خلاف ما ناشب بينه وبين نور ولكن نور لن تستطيع تركه بتلك الحالة ولكن ما يهمها في كل ذلك لتشعر بتلك النوبة من الغثيان تهاجمها مرة أخرى لتركض إلي الحمام لتفرغ ما في جوفها
_____________________
عند كمال
يقوم كمال منذ يومان بالإتصال علي نور ولكنها لا تجيب وآدم لا يجيب ومالك ورحمة هناك تغيير واضح فى نبرة صوتهم فما الخطب لينتهي به الأمر إلي العودة دون إنهاء مهمته لشعوره بحدوث مكروه لنور
ما إن دخل كمال الفيلا ليجدها هادئة كئيبة ليملأ قلبه الرعب ليدلف للداخل سريعا وينادى علي رحمة التي مل إن سمعت صوته حتي هرولت إليه وإرتمت بين أحضانه باكية ليزيد شعورة بالقلق ليسألها في قلق عن سبب بكائها لتخبره من بين شهقاتها عما حدث بين نور و آدم ليثور كمال كيف له أن يفعل هكذا معها فهو علي علم بكل الحقيقة ليقسم لها علي براءة نور متوعدا لآدم علي تلك الوحشية التي قد تعامل بها مع زوجته
وبينما هو علي تلك الحالة حتي عاد آدم فلم يستطيع العمل ليجد والده أمامه يتطلع له بتحدى
وما إن رأته رحمة حتي غادرت المكان فهي تشعر بالغضب الشديد منه
دخل كمال إلي غرفة المكتب ليدخل آدم خلفة لا يستطيع الحديث لقد ترجم نظرة والده جيدا وعلم مقصدها
يقف كمال قليلا يتطلع إلي تلك النافذة التي بالغرفة ليلتفت مواجها آدم ليصفعه علي وجهه بقوه وينهره علي فعلته تلك
تلقي آدم الصفعة بذهول فتلك المرة الأولي التي يقوم والده بضربه ليظل صامتا للحظات وقبل أن يتحدث يخبره كمال أنه يعلم الحقيقة من قبل زواجهم ولقد طلبت نور كثيرا منه أن تقوم بمصارحتك لتواجه طلبها بالرفض أدعوها إلي الصبر ليكون ذلك رد فعلك تلك الوحشية
يقف آدم يواجهه بجمود ليسأله ما الذي يجب أن يفعله وهو يكتشف فجأة بأن زوجته تمتلك أخوة وعائلة وقامت بالهروب من عائلتها من أجل شاب ولازالت علي علاقه به حتي الآن ماذا يجب أن يكون رد فعلي أن أصفق لها علي ذلك
ليجيبه كمال بإنفعال لا يجب أن تتحقق منها أولا من الحقيقة وتستمع إلي أسبابها حتي لو كانت هكذا لا يعطيك الحق في ضربك لها وحبسها هكذا
وياليتها صمدت حتي أتيقن من الحقيقة وأعود إليها بل تركتني لأعانى من بعدها من آلام الفراق
لا يستطيع كمال أن يقسو علي إبنه أكثر من ذلك وهو يري إنهياره ذلك ليتركه في أحزانه وآلامه متوجها إلي الخارج
لقد كان ذلك الموقف تحت مسمع جيلان التي حضرت اليوم لزيارة عمها وإفتعال بعض المشاكل مع سهر زوجة أخيها ولكنها الآن ليست بحاجة لكل ذلك فآدم علي خلاف كبير مع نور وقام بضربها بوحشية لتقوم هي بالهروب منه هذا ما إستنتجته من تلك المحادثة الدائرة بين عمها و آدم وعند خروج عمها قامت بالإختباء حتي لا يراها لتفكر كيف تستفيد من تلك الواقعة لتتطلع إلي تلك الدبلة التي بيدها لقد تسرعت كثيرا في تلك الخطبة فلا زال هناك أمل في حصولها علي آدم لتبدأ خططها من جديد فلا داعي اليوم للذهاب إلي سهر فهنا ما هو أجمل
_______________________
عند كريم
يجلس كريم علي طرف السرير يضع رأسه بين يديه وتجلس سالي علي الطرف الآخر تسيل دموعها وبيدها منديل تمسح به دموعها
يلتفت كريم ما بين الحين والآخر إليها يريد الحديث ولكنه يتوقف عقب رؤية دموعها ولكنه بالنهاية يبدأ حديثة باللوم عليها فكيف كانت علي علم بماضي نور ولم تخبره
لتجيبه سالي بالدموع ليقف ويتوجه نحوها ويجلس بجوارها يمسح دموعها ويحاول تهدئتها لكنها تخبره من بين شهقاتها أن نور ظلمت كثيرا لذلك خشيت عليها من آدم ألا يصدقها كما فعل الآن
كان كريم متفهما لشعور زوجته ويعطيها عزرها فهي لا تعلم شئ عن ماضي آدم الذي ساء من حدة الموقف ولكن الآن لا يوجد بإمكانهم سوى الدعاء فقط أن يجمعهم الله مرة أخرى
__________________________
في منزل ريهام
تجلس كل من ريهام وفايزة بجوار نور يحاولون التخفيف عنها لتبدأ ريهام بقص تلك الحكايات التي شاهدتها من بعض الأمهات حين ولادتهم لتضحك نور ولكن كانت ضحكاتها رسم فقط علي شفاتها ليظل قلبها حزين تملؤه الجراح لتدعو الله بداخلها أن تمر تلك الأيام سريعا كي تعود إلي زوجها ومنزلها
طرقات علي الباب يدخل عقبها عمر يلقي التحية وهو يتحاشي النظر إلي نور يخشي الوقوع بحبها فلقد دق قلبه من أول لحظة وقعت عيناه عليها
يلقي عمر عليهم التحية ليظهر الرعب علي وجه نور من لبسه وتجهمه لتلاحظ فايزة ملامحها لتقوم بتعريفها علي عمر إبنها الذي ما أنتهت سامية من كلماتها حتي عرض خدماته علي نور لجلب حقها ممن فعل بها هكذا لتتطلع نور إلي ريهام تطلب منها النجدة والتى ترجمت علي الفور نظراتها لتقوم بتحويل الأمر إلي مزحة لتخبره أن نور متنازلة عن حقها من ريهام ولن يكونوا بحاجة إلي عمل محاضر يعني بمعني أصح لن يحتاجوا لخدماته لتقف سريعا لتقوم بدفعه إلي الخارج وغلق الباب وتصدر تلك الضحكة الشريرة لتصفها فايزة بالجنون
______________________
عند نادر
تمضي تلك الساعات علي نادر عصيبة فكلما أراد الخلود إلي النوم يفيق علي كابوس يتسبب له بالرعب يفيق منه متصبب عرقا حتي إنه شعر بالشفقة علي إسراء فقد تسبب لها بالإرهاق
يجوب نادر طرقات المنصورة لتأخذه قدماه إلي شاطئ النيل يتطلع إلي تلك المياه يحاول أن يتوصل إلي ذلك المكان الذي من الممكن أن تتواجد به نور ولكنه لا يجد ليكتشف أنه لا يعلم شئ عن نور لا يعلم من هم أصدقائها وهوياتها دائما ما كانت هي تستمع إليه توجهه ترشده ولم يفكر يوما أن يستمع هو إليها وإلي آلامها أو أحلامها لم يسمع يوما شكواها
يركل بعض الحصي بقدميه يريد أن يصل لتلك الدرجة التي يتألم بها ولكن الحصي أصغر من أن يؤلمه
ينتهي به الأمر للعودة إلي المنزل بعد العديد من الإتصالات من إسراء ودولت وهو علي تمام اليقين من قلقهم عليه
يدلف نادر إلي المنزل ليلقي التحية عليهم لتظهر علي وجهه علامات الألم ليقوم بالدخول إلي غرفته ليمسك بقلمه ويكتب لتفتح إسراء عليه الباب لتجده منهمك في كتابة قصيدة جديدة لتعيد إغلاق الباب مرة أخرى والخروج
ينتهي نادر من كتابة تلك القصيدة ليقوم بفتح الكاميرا وبدء التصوير كانت كلماته عبارة عن نصيحة للأهل بعدم إهمال بناتهم يجب الإستماع لهم
يلقي نادر كلماته بإحساس عال وكأنه يوجه تلك الكلمات لنفسه ويلقي بكل اللوم علي نفسه فيما وصلت إليه نور حتي إنه يأتي عند بعض الكلمات وتدمع عيناه يجاهد حتي يمنع دموعه من السقوط
يغلق نادر هاتفه بعد أن قام بنشر ذلك الفيديو ليلقي برأسه فوق المكتب ليدخل في نوم عميق ليرى نور في أحلامه تلوح إليه ليهرول إليه فيجد السراب ليظل ينادى عليها دون مجيب
يفيق نادر من أحلامه تلك علي يد التي تربت علي كتفه ليرفع رأسه ويمسح علي وجهه لتطبع إسراء قبلة علي وجنته تدعوه لأن ينهض ويتمدد علي فراشه ليشعر أنه تائه بدون أخته شاعرا بالذنب ليقسم إن وجدها لن يعيدها مرة أخرى لذلك المتوحش الذي قام بضربها وإضاعتها مرة أخرى من بين يديه
تدعوه إسراء أن يهدأ قليلا ستعود نور وسيكون كل شئ علي ما يرام فقط بعض الصبر ليعطي بعدها نور الحرية في الإختيار فأى رجل مكان زوجها سيكون ذلك هي ردة فعله الخطأ لا يقع عليه بمفرده لردة فهله بل علي نور لإخفائها تلك الحقيقة من البداية لتسمح لأحد أن يرويها من وجهة نظره كما يقع علي ندى التي بمجرد معرفتها بمكان أختها أخذتها الغيرة والحقد لتؤلف تلك الأحداث مما أدى إلي تلك النتيجة
أيقن نادر أنها صائبة في رأيها ليدعو الله ألا يصيب نور أي مكروه لينهض يتوضأ ويظل يصللي حتي بزوغ الفجر ليشعر براحة في صدره ليوقن عودة نور إليه عما قريب
- يا ترى نور هترجع تاني
- إيه خطة جيلان
أنت تقرأ
نور الآدم
ChickLitفرت من بيت أبيها من ظلم زوجته لتجد خيانة من أحبت لتبحث عن ملجأ لتجد أخيرا الحب الذى يحتويها ولكن الماضي يعود بقوة ليفرق بين الأحبة ولكن القدر له رأي آخر