البارت الثانى والعشرون

4.9K 113 3
                                    

تستمر نور بعملها يخيم عليها الحزن ففي الليل قليل من الهواء قاموا بتحريك النافذة أرعبتها وظلت مستيقظة طول الليل مرتعبة لأقل حركة لتظل طول الليل تبكى علي فراق زينب ووحدتها وحرمانها من أهلها لتعاود اللوم علي نفسها من ترك أهلها والجرى وراء سراب إسمه الحب
في منتصف اليوم تأتي رحمة لتسطيع إخراج نور من تلك الحالة المسيطرة عليها لتشرح لها نور بعض الدروس لتفهم منها رحمة جيدا ليخرج آدم داعيا رحمة حتي يعودوا إلي المنزل ولكن ترفض رحمة لإحتياجها مزيد من الوقت حتي تنتهي ليوافقها آدم ليتناولوا الطعام سويا ولم يترك فرصة لنور كي ترفض ليصطحبهم إلي تناول الطعام بإحدى المطاعم مستمتعا بالقرب من نور مختلسا النظرات إليها يريد طبع صورتها في عينه
ينتهوا من تناول الطعام ليقوم بتوصيل نور إلي منزلها تاركا قلبه معها
             _________________________
عند نادر
يجلس نادر بجوار إسراء عقب إنتهاء محاضراتهم فيجلسان في مكانهم المفضل علي شاطئ النيل ليجلس نادر بشرود فقد علم من إحدي أصدقائه بذلك العريس المتقدم لخطبة إسراء فلم تبلغه إسراء حتي لايغضب ولكنه قد علم بالمصادفة فشعر بالرعب علي ضياع حبيبته منه
ليجلس صامتا بجوارها يفكر ماذا سيفعل ليشعر بالعجز أمامها لتقطع إسراء ذلك الصمت لتضع يدها فوق يديه لتقول بلهجة التأكيد متفكرشي يوم إن الإيد دى ممكن تلبس دبلة حد غيرك خلليك واثق فيا
ليتطلع إليها نادر ليرفع يدها تلك ليقبلها واعدا إياها أنه سيفعل كل ما بوسعه حتي يسعدها ولا تندم في يوم من الأيام علي ذلك الإختيار
               ________________________
في شقة كريم
يعود كريم من العمل يغلب عليه الحزن علي تلك السيدة لتقلق سالي عليه عند رؤيته لتسأله عن الأمر فيخبرها بموت زينب لتسأل بإندفاع عن حال نور وتقلق عليها فقد أصبحت وحيدة في الدنيا ولكن ما أيكتها عن المضي في الحديث تلك الدموع التي تلمع بعيون كريم فهي تعلم منزلة تلك السيدة عنده لتمسح علي رأسه محاولة من تهدئته لتعد الطعام له لأول مرة بعد زواجهم لتدعوه للطعام محاولة من الخفيف عنه فيتناول طعامه ليخلد للنوم بعدها مباشرة كأنه يتخذ النوم ممر للهروب
بعد ثلاث ساعات يستيقظ كريم علي رائحة جميلة تتخلل أنفه ليتلفت حوله بتعجب ودهشة ليحاول أن يستشف مصدر تلك الروائح الجميلة ولكنه يعجز عن معرفة السبب لينهض من علي السرير ليخرج من الغرفة متتبعا تلك الرائحة ليفاجأ بشموع حمراء ورائحة عطرة ومائدة معدة من مأكولات شهية ليشعر أنه مازال يحلم لتأتي سالي من الداخل مبتسمة له ولكنه لا يركز مع إبتسامتها بل يركز في لبسها فهى تلبس منامة حمراء ترسم تفاصيل جسدها بسخاء وتضع مساحيق التجميل المتقنة مصففة شعرها بطريقة تجعلها رائعة
ليقف كريم مكانه لا يستطيع التحرك من مكانه يريد أن يتأكد إذا ما كان مازال يحلم أم إنه في يقظته ليجد سالي مقبلة عليه في إبتسامة ساحرة تضع يدها علي كتفة لتسأله في دلال صحيت إمته يا كريم يالا عشان محضرالك العشا
ليتطلع إلي يدها الموضوعة علي كتفه إذن إنه ليس بحلم إنه واقع ليتأملها بشوق ليعاود التفكير ليتركها بدون كلمات ليدخل الحمام ولكنها لن تيأس ستصلح ما أفسدته بعلاقتهما
بعد لحظات يخرج كريم من الحمام في حالة من الشرد تتضارب بداخل عقله الأفكار أيسير خلف قلبه ومشاعره أم يتعقل ويبعد عنها ليجلس علي المائدة بصمت ليبدأ في تناول طعامه بهدوء عكس ما بداخله من صراعات 
لتجلس سالي هي الأخرى تفكر ماذا تفعل لكي تصلح ما أفسدته حتي ينتهي الإثنان من تناول طعامهم فتحمل سالى الأطباق متجهة بها إلي المطبخ وعند عودتها ترتطم بكريم المتجه في طريقه إلي الحمام ليأخذ حماما باردا لعله يهدئ من حرارة مشاعره
تكاد سالي أن تقع ولكنه يمسك بها يحول جسدها من الوقوع لتلتقي الأعين في حوار طويل يغلب عليه الشوق والهيام ليطبق كريم علي شفتيها بنهم يروى عطشه منها لتستجيب له سالي ولكنه يبعد عنها فجأة لتشعر هي بالبرودة تجتاح جسدها لتركد خلفة لتقول بتمني كريم متسبنيش
ليقف كريم للحظات يحاول أن يستوعب كلماتها ويترجمها ليسألها في رجاء موافقة تبقي مراتي يا سالى
لتهز رأسها بمعني نعم وبعدها تختبئ بين أحضانه
ولكنه لم يتمهل ليحملها إلي غرفة النوم
وهنا بقي تسكت شهرزاد وتقفل عليهم الباب
                  _____________________
في بيت محمود
تحضر نها حالها لكي تذهب مع أخت ياسر باكرا لشراء فستان الزفاف وحجز الكوافير وشراء بعض من المتطلبات  اللازمة لحفل الزفاف لتنظر لها ندى بحسرة وضيق وخاصة أنها ترى تلك السعادة المفرطة في عينها لتذهب لها وتبدأ في بخ سمها في أذنها حتي تهدم تلك الفرحة لتلعب علي وتيرة أنها كيف تذهب لإنتقاء فستان زفافها بدونه وأنه بذلك لا يضع لها أي إعتبار ليولي أخته شئونه ويهملها في يوم كهذا لتدخل في رأسها أنه متزوجها لخدمة والدته فقط فهو لا يراها سوى خادمة فقط فكانت تلك الكلمات كفيلة بتسمم فكرها لتضيع فرحتها بزفافها القريب وفستان زفافها التي ستشريه باكر لتدخل ترتمي علي السرير تشكو إليه أنينها تاركة بصمة حزنها علي الوسادة علي هيأة دموع
                  ______________________
في شقة كريم
تتوسط سالي صدر كريم الذي يمسح علي شعرها بسعادة بالغة فلقد أصبحت زوجته برضاها وتخلصت من ذكرى ماضيها
تنظر له سالي بإبتسامة ليخطف كريم قبلة علي شفتيها لتقول بتردد كريم أنا آسفه أرجوك سامحني
ليحتضنها كريم ليتنهد بعمق قائلا بحنان أسامحك علي إيه أنا مش فاكر إلا حاجة واحدة بس وأنت في حضني إلوقتي غير كده كل ده تنسيه إتفقنا
لتتفق معه سالي الرأي لتستمتع هي بقربة للحظات لتقترح عليه أن تقوم بعزومة نور علي الغداء غدا ليوافقها الرأي ولكنه يكمل بمكر أنه سوف يعزم آدم معها فلن يسمح آدم لها بالإنفراد مع كريم في الطريق لتتعجب سالي من فكرته ولكنها لا تريد التفكير الآن بل تريد الإستمتاع بدفء حضن حبيبها
           ________________________
عند نور
تجلس نور بمفردها تشعر بالخوف من الوحدة ولكنها تقرر أن تكون صلبة قويه كالنخلة العالية لا تؤثر بها الرياح فيها
تفتح هاتفها لتري آخر الفيديوهات الخاصة بأخيها لتشعر بلمحة من الحزن في صوته وعلي ملامحة لتقلق بشأنه ولكن لا مجال لها الآن بمهاتفته فهى تخشي الخروج الآن بمفردها لماذا أصبح الخوف جزء منها بعد رحيل زينب فكانت زينب تمثل لها الآمان لا تعلم لماذا تذكرت آدم الآن فقد تغير معها كثيرا تلاحظ إهتمامه بها وخوفه وقلقه عليها لترجع ذلك إنه رد جميل لزينب فهي تعلم بمكانتها في قلبه ولكنها تسأل نفسها لماذا هي مهتمة به لهذا الحد حتي عطره أصبحت تعشقه لأنه خاص به لتتنهد بعمق مدركة أن مكانتها لا تليق به فهو صاحب المؤسسة وما هي إلا سكرتيرة يعطف عليها
                  ________________________
في شقة كريم
يستيقظ كريم ليتطلع لتلك المتمسكة به ليطبع قبلة علي جبينها وينهض بهدوء حتي لا يتسبب في إستيقاظها ليتوجه لأخذ حمام ويخرج يبدل ملابسه وينثر عطره لتفيق سالي علي رائحته فتتمطع براحة ملقيه عليه تحية الصباح ليرد عليها التحية بإبتسامة ليتجه نحوها يقبلها مباركا لها إتمام زواجهم لتخجل سالي لكلماته لتنهض واضعه يدها علي كتفيه لتتحدث بدلال عن غضبها لعدم إيقاظها لتحضير الإفطار له ولكنه لا يستطيع الصمود ليأخذ شفتيها في رحلة من العشق ليخبرها بأن هذا إفطاره ويتركها قبل أن يضرب بالعمل عرض الحائط ويجلس بجوارها اليوم كاملا لا يدع لها مجال لتتحرك من جواره
                       __________________
تستيقظ نور باكرا عن المعتاد ليتيح لها الوقت أن تتصل بأخيها تطمئن عليه وعلي أحواله وبالفعل قام أخيها بالرد عليها ولم يخطئ إحساسها فهو حزين لخوفه من ضياع إسراء منه ولكن نور تطمئنه بالكلمات وتدعمه كما تحثه علي إجتياز إختباراته حتي ينتهي من دراسته لتعلم منه موعد زفاف نها لتتمني لها السعادة وترسل معه سلاما مع تهنئة إليها لتنتهي من مكالمتها لتشعر ببعض التحسن في نفسها بعد أن إطمأنت علي أخيها وخبر زفاف أختها
تصل إلي مكتبها تحضر حالها ليدخل آدم لتملي عليه مواعيده ولكن بها اليوم شيئ مختلف فعينيها تلمع عكس تلك العيون الحزينه باليوم الماضي فشعر للسعادة تملأ قلبه لسعادتها
تنتهى نور من حديثها ليدخل آدم مكتبه بهدوء ليضع الجاكت علي ظهر الكرسي ويجلس ليأخذ نفس عميق ليحدث قلبه كأنه يتحدث إلي شخص أمامه يلومه علي دقاته العاليه التي تكاد أن تفضحه
يمارس كل من نور وآدم عملهم المعتاد وبالطبع لم يخلو من كوب القهوة التي تعده نور بسعادة ليستمتع بمذاقه آدم
في منتصف اليوم يدخل كريم علي آدم ليمضي له بعض الأوراق وبعدها يخبر آدم بأنه سيصطحب نور اليوم لتتناول الغداء معهم اليوم ليغتاظ قلبه ويحاول أن يدارى ولكنه يفشل لينهر كريم كيف له أن يصطحب نور في سيارته حتي منزلهم فقد كان ذلك إختبار من كريم لآدم كان يعلم نتيجته مسبقا ولكنه خاض التجربة ليظل علي ثباته ليبدى له أن الأمر عاديا ولكن آدم يعارضه ويثور ويغضب بدون سبب ليبتسم كريم علي حالته ليغادر ثم يعود إليه ليخبره أنه معزوم مع نور فعليه إصطحابها معه بالسيارة ليتطلع إليه آدم بضيق فلقد إكتشف الآن لعبة صديقه ليعود إليه كريم ليقف بمواجهته ليقول بصوت هادئ حبيتها يا صاحبي
لكنه لا يجد من آدم إلا الصمت
فيدعوه كريم للإستمرار بالحب وترك قلبه يحب ويعيش لا داعي لحبس نفسه في الماضي فحاضره له حق عليه
             __________________________
في المنصورة
تستيقظ نها صباحا فاقدة الحماسة لليوم  فلقد أفسدت ندى اليوم بكلماتها المسمومه لتحضر حالها كأنها إنسان آلي لتسمع رنين هاتفها لتجدها إسراء تهاتفها لتبارك لها وتعطيها رأيها في تصورها للفستان ولكن نها تحكي لها عن ألمها لعدم وجود ياسر معها لتعطي لها إسراء المبررات لغيابه العمل وقد يكون أنه لايحب مثل هذه الجولات لتقتنع نها بكلامها لتشعر ببعض الراحة لكلماتها لتستعيد بعض حماستها وتغلق معها لتجد والدتها تطرق الباب لتخبرها بوجود أخت ياسر
تنزل معها نها لتجدها إنسانه مهذبه تمتلك الذوق في كل شيئ حتي في إنتقاء كلماتها لتخبرها أن تختار ما تشاء فأخيها معطي لها فلوس بالفائض لتحصل علي ما تريد فتختار نها فستان رائع بطرحته لتحييها أخت ياسر علي إختيارها لتتجول معها حتي تنتهي من متطلباتها لتوصلها إلي المنزل وتودعها داعية لها بصلاح الحال مع أخيها
تعود نها لتشاهد ساميه ما أختارته نها بفرحة تحت نظرات الضيق والتأفف من ندى لتلاحظ نها نظراتها لتعلم أنها الغيرة
                 ________________________
عند آدم
ينتهي آدم من عمله ولكن ما يشغل باله تلك الكلمات التي قالها له صديقه فلقد واجهه بحبه ولكنه شعر الآن ببعض الراحة فهو كان يريد من يحكي له ويأخذ رأيه وقد حدث
يخرج آدم من مكتبه عينه مسلطة علي تلك الجالسه علي مكتبها ليدعوها للرحيل فترتبك وتتردد كيف تنزل معه وتركب معه السيارة أمام موظفي الشركة لتحاول الإعتزار ولكنه لا يعطيها الفرصة لكي تعتزر ليدعوها مرة أخرى بحزم مما يربكها فتلتقط حقيبتها وتسير خلفه بإرتباك ليرجع خطوة للخلف ليسير بجوارها جنبا إلي جنب ليستمتع بإرتباكها وخجلها
حتي يصلا إلي السيارة ليجلس خلف المقود ويفتح لها الباب لتركب وهي في قمة خجلها منه ولأول مرة يقوم آدم بتشغيل أغنية وكانت لأم كلثوم
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بل أنا مشتاق وعندى لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
لا تعلم نور لماذا تلك الأغنيه بالتحديد ولكنها إندمجت معها ليلاحظ إندماجها ليسألها بتحبي أم كلثوم يا نور
لتبتسم نور لتذكرها بأغاني أم كلثوم وذكرياتها معها لتقول بفرحة أنا بحب أم كلثوم جدا وعبد الحليم حافظ وبعشق فريد الأطرش وطبعا محمد عبد الوهاب
ليندهش آدم من تلك الأسماء الكبيرة التي ذكرتها ليدل ذلك علي رقي ذوقها في الفن والغريب أنه يحب نفس الأشخاص
تطلب منه نور التوقف في نصف الطريق ليتعجب من طلبها لتخبره أن تلك أول مرة تزور صديقتها فتريد شراء هديه لها ولكن ذلك لم يفت آدم لقد إشتري تلك الهدية وبعث بها مع كارت بإسم نور مع بوكيه ورد بإسمها ومجموعه من الحلوى بإسمه ليخبرها أنه قام بكل شيئ لتتعجب من أمره أنه ملم بكل شيئ
يصلا إلى الشقة ليفتح كريم مرحبا بهم ليحتضن آدم وسط دهشة كل من نور وسالي ليخبرهم أن تلك من آداب الترحيب ليضحك الجميع عليه ولكنه في الواقع كان فرحا بصديقه وبحبه لنور
يتناولون الطعام وسط الضحكات وتبادل أطراف الحديث لترى نور آدم بصورة أخرى تري آدم الإنسان بمرحه وسط أصدقائه لتعلم مدى الألفة بين آدم وكريم
ينتهوا من تناول الطعام لتقوم كل من سالي ونور بلم الأطباق وتحضير القهوة وتقديمها ليقضوا وقت ممتع معهم لينهض آدم يتطلع إلي نور يحثها علي النهوض حتي يقوم بتوصيلها لترتبك نور تريد الرفض ولكن أعين كريم شجعتها علي الذهاب لتنزل معه ليقوم بتوصيلها ليقسم في نفسه أنه أسعد يوم له اليوم بصحبتها
- يا تري نها هتعمل إيه مع ياسر
- آدم هيعترف بحبه
- ندى هتسيب نها في حالها
- نادر هيقدر يحافظ علي إسراء
كل ده وأكتر البارت القادم
💖💖مع تمنياتي بقراءة ممتعة 💖💖

نور الآدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن