الجزء الثانى البارت الثاني عشر

3K 83 1
                                    

عند ياسر
اليوم تحضيرات العقيقة الخاصة بالصغيرة خديجة التي أدخلت السرور لقلب والدها ووالدتها
تقف إسراء بالمطبخ تعد الوليمة الخاصة بالعقيقة بمساعدة بعض نساء الجيران والأهل في شقة حنان ليرفضون مساعدة كل من حنان ونها
بينما تجلس نها في حجرتها تقوم بإرضاع خديجة تس تستمع إلي تلك الطرقات علي باب غرفتها لتأذن بالدخول وإذا بالطارق هي سحر تفتح الباب بهدوء تطل من خلفه بخجل تقدم قدم وتؤخر الأخرى تخشي الدخول وعيناها في الأرض من شدة خجلها تخشي رد فعل نها لتتفاجأ بنها ترحب بها ترحيبا شديدا متناسية آخر لقاء بينهم لتحتضنها وتعطي لها خديجة بفرحة لتصفها أنها جميلة لعمتها
تلتمع الدموع في عين سحر فكان العتاب والشجار أهون عليها من تلك المقابلة لتشعر بمدى ضآلتها أمام نها
تحمل سحر الصغيرة بين يديها بفرحة مبتسمة لتحمد الله علي سلامتهما وتحاول الإعتذار لنها فهى معترفة بالفعل بخطئها ولكن نها بالفعل قد نسيت ذلك الأمر لتدعوها الآن بالإحتفال بتلك الصغيرة التى أنارت حياتها
_________________________
عند آدم
اليوم مميز جدا لديه فاليوم خطبة إبن عمه وأخيه طارق لتقترح عليه نور بعمل حفل صغير لهم في حديقة الفيلا ليوافق آدم علي ذلك الإقتراح ليزيد عليه عشاء مميز بإحدي المطاعم يصطحبها معه لتكون فرصة جيدة لتلتقي بصديقتها
تقبله نور عقب كلماته تلك لتتركه ينتهي من تبديل ملابسه والإستعداد للعمل وتنزل للأسفل لتعد طعام الإفطار وتجمع العائلة
بعد لحظات يهبط آدم الدرج متتبعا رائحة القهوة ليشمها بإستمتاع ليمزح أبيه معه ليصفها أنها عادية مثل جميع القهوة ليعترض آدم علي كلماته بل إنها قهوة بطعم الحب من يد ملكة قلبه
لقد جن جنون آدم فقد أصبح يغازلها أمام الجميع ويعلن عشقه لها أمام الجميع أيضا بدون خجل ليرى تلك الفراولة علي خدودها يتمني لو يقطفها دائما
يضحك الجميع علي كلماته وخجل نور الذي ظهر في إرتباكها
تتطلع نور إلي رحمة الجالسة أمامها بالزى الخاص بالمدرسة تطلب منها الغياب اليوم لتحضير مراسم حفل الخطبة الخاصة بطارق وسهر لتقف رحمة تهلل بفرحة مشجعه لقرار نور ليتطلع لها مالك رافعا إحدى حاجبيه ليلقي بحقيبته هو الآخر ليقرر أن يقوم بمساعدتهم لتتوجه الأنظار إلي آدم الذي يهز رأسه علي حال المنزل الذي إنقلب بدخول نور به
يقف آدم ويتطلع إليهم في جمود ليخبرهم أنه ذاهب إلي العمل ليسير خطوتان ويلتفت إليهم فجأة ليخبرهم أنه ساعتان فقط ينتهي من الأعمال المهمة وينضم إليهم ليتفاجأ بتلك التي تحتضنه من الخلف لتشكره ليلتفت إليها حاملا في عينيه الكثير من الشوق ليفيق علي صوت أبيه متسائلا إن كان ذاهبا إلي الشركة أم سيظل بجوار ملكة قلبه ليزداد خجل نور ويتنحنح آدم ليتركها ويسير خجلا وبعد عدة خطوات يلتفت إليها ليرسل لها قبلة عبر الهواء
يتوجه آدم نحو الشركة وما إن وصل إلي مكتبه يتفاجأ بوجود سهر لتلقي عليه مواعيده كعادتها اليومية ولكنه لا يستمع إليها ليتحدث قبل أن تنهي حديثها الذي لم ينتبه إليه متسائلا كيف حضورها اليوم واليوم هو حفل خطبتها اليوم لتخبره أنها ستكون حفل صغير يقتصر علي لبس خاتم الخطبة فقط لا داعي للعطلة لتجد إعتراض من آدم ليستأذنها بأدب بالغ وود أن تغادر اليوم فهو ليس بحاجتها في شيئ ساعتين وسوف يغادر هو الآخر
تتعجب سهر من أسلوب حديثه وذلك الود الذي يتحدث به وموقفه معها لتشعر أنها حكمت عليه في البداية خطأ لقد تسرعت في حكمها تخطئي كثيرا يا سهر بسبب تسرعك الدائم ولكن لا بأس كوني علي يقين أن طارق سوف يعيد تأهيلك
بالفعل تغادر سهر ليدخل بعدها آدم إلي مكتبه ليعدل من صورة نور الموضوعة علي مكتبه تلك الصورة الرقيقه التي تظهر لون عيونها بالشمس وتشع بهجة بإبتسامتها الصافيه
يتأمل صورتها قليلا فلقد إشتاق إليها بالفعل لا يعلم ما الذي فعلته به فقد أصبح يشتاق إليها وهي بين أحضانه ليبتسم بحب لها مستأذنها وكأنها بالفعل أمامه ليبدأ عمله وبالفعل تتغير ملامحه لذلك الجمود ليبدا بالعمل وكأنه تحول إلي شخص آخر نعم فآدم الخاص بنور هو نقيض آدم رجل الأعمال المشهور بجموده وقسوته
_________________________
عند ياسر
تضج شقة حنان بالضيوف ليمتلئ قلب حنان بالفرحة والتي تظهر علي إشراقة وجهها وأكثر ما أسعدها هو عودة سحر مرة أخرى وإعترافها بخطئها
بينما تجلس نها علي الأريكه بجوار حنان بعد أن أرضعت خديجة ووضعتها في سريرها تجلس شاردة لكم تمنت وجود والدتها بجوارها في ذلك اليوم تتمني أن تسامحها وتدعو الله أن يغفر لها وبينما هي علي تلك الحالة تتفاجأ بدخول ياسر عليها ليخبرها أن لديه مفاجأة لتبتسم له فدائما ما يفكر هو في سعادتها لتسأله ما تلك المفاجأة لتتفاجأ بدخول والدتها سامية من الباب لتهرول إليها تحتضنها وتطلب منها أن تسامحها علي ما بدر منها لتخبرها سامية أنها قد سامحتها من أجل خديجة لتدخل خلفها ندى لترحب بها نها بينما ندى ترد ببرود تام كأنها جاءت اليوم كسد خانة فقط لتتغاضي نها عن تصرفها تلك وبعد لحظات يدخل محمود الذي سرعان ما ترتمي بين أحضانه وتقبل يده ليدعو لها بالذرية الصالحة ليدخل الجميع وتشعر نها بالسعادة فلقد كان ذلك الأمر مسببا لها الأرق
ترحب بهم حنان ليستمعوا إلي صوت خديجة تبكي لتطلب حنان من ندى إحضرها من الداخل
تدخل ندى الغرفة لتتطلع إلي الصغيرة وهي علي السرير تبكى وتحرك يديها وقدميها لتتطلع حولها لترى تلك الصورة التي تجمع نها وياسر بها نها تبتسم بسعادة واضحة وياسر يتطلع إليها بنظرة ممتلئة بالحب لترجع النظر مرة أخرى لخديجة الباكية لتحقد للمرة الألف علي أختها لتشعر أنها نالت كل شئ الحب والزوج والإنجاب وهي فقدت كل شئ بالرغم من أنها تمتلك من الجمال الكثير عن أختها لتشعر أن صرخات الطفلة وكأنها تخترق أذنيه لتضع كفيها علي أذنيها حتي لا تسمع صوتها فهي تكرهها نعم فتلك هي أعلي مراتب الشر أن تكره ذلك المخلوق البرئ
تقترب ندى وعيناها تحمل الكثير من الكره لتلك الطفلة لتضع يدها علي فم الطفله لتأمرها أن تفارق الحياة نعم تريد قتلها فقط لقتل فرحة نها فهي قد حكمت أنها لا تستحق تلك الفرحة
في تلك اللحظة تدخل سامية تشاهد الموقف لتصرخ بها وتصفها بالجنون فكيف لها أن تقتل إبنة أختها أفقدت عقلها
لا لم تفقد عقلها بل فقدت الشئ الأهم وهو الخوف من خالقها
تحمل سامية الصغيرة وتخرج بها لتتحجج أن سبب تأخير ندى أنها كانت خائفة من حمل خديجة لتتطلع إليها نها تلاحظ إرتباكها الواضح ونظراتها الزائغة ووجهها الشاحب ولكنها تطرد تلك الأفكار من عقلها لربما أنها مرهقة فقط أو حزينة لفقدها زوجها ولم يخطر ببالها السبب لتلك الحالة التي هي عليها
______________________
عند نور
تقوم نور بمساعدة رحمة بالإنتهاء من إعداد قائمة المستلزمات الخاصة بحفل اليوم من حلوى وزينه وغيرها لتطلب من رحمة الفنانة المستقبلية والتي تحلم بدخول كلية الهندسة بأن تقوم بتزيين الحديقة لتكون أجمل من القاعات حتي تفرح قلب العروسين لتطيعها رحمة بفرحة نابعة من القلب
يأتي مالك بخطوات بطيئة ليحك رأسه ليبدو كالطفل الصغير المقبل علي والدته بخوف لتسأله نور عن الأمر ليخبرها أنه قد دعي مجموعة من أصدقائه ويخشي ردة فعل آدم ولكنها ترحب بالفكرة متحججة أنهم سيصنعون روح البهجة في الحفل ليتردد هو ويتلعثم ليخبرها أنهم يمتلكون موهبة الغناء والعزف ليقدموا فقرة في الحفل ليجد ترحيبا شديدا من نور لتصفه أنه رجل يعتمد عليه فلديه أفكار جديدة
بينما هم في حديثهم يرن هاتفها معلنا عن إتصال من آدم لتجيبه نور لتصفه بالجنون فهو يهاتفها كل نصف ساعة ليخبرها أنه مشتاق إليها فقط لتطلب منه أن يركز بعمله ليخطر ببالها سؤال هام كيف سيأتي بطارق وسهر
ليطمئنها انه فكر في ذلك الأمر ووضع خطة جيدة لذلك لتشكره نور علي ذلك لتخبره أنها ستصطحب كل من رحمة ومالك لشراء بعض الحلوى ومستلزمات الحفل
لتنهي المكالمة وهي مبتسمة من تأثير كلماته التي تسمعها بقلبها
____________________________
عند كمال
يجلس كمال علي مكتبه وأمامه العديد من الأوراق تحتاج إلي توقيعه وبينما هو منهمك في عمله يجد ورقة بمنتصف البوسطة عبارة عن طلب سلفة ليتطلع إلي الورقة فترة ثم يقوم بإستدعاء طارق الذي حضر علي الفور مستأذنا ويدخل ليلقي التحية علي كمال ليتطلع له كمال لحظات ثم ينزع نظارته ويضعها بإهمال علي المكتب ويرجع ظهره للخلف ليستند إلي كرسيه ويلقي بقلمه علي تلك الأوراق التي أمامه ويدور بكرسيه يمينا ويسارا ليشعر طارق بالإرتباك بداخلة ليسأل كمال عن الأمر ليسأله كمال أنه قد إستدعاه الآن ليسأل نفس السؤال ما الأمر ليلتقط تلك الورقه التي أمامه والتي كانت السبب في إنزعاجه ويلقيها أمام طارق طالبا منه تفسير لذلك الطلب
يرتبك طارق قليلا ليخبره أن ذلك طلب سلفة وسيتم تسديدها من مرتبه معتزرا عن المبلغ الكبير ولكنه بحاجة إليه
ليأخذ كمال الورقة منه مرة أخرى ويقطعها ويلقي بها في سلة المهملات ليشعر وقتها طارق وكأن خنجر طعن في كرامته لتلتمع دموع الندم في عينه ليلاحظ وقوف كمال مشيرا له أن يظل جالسا ويدور من خلفه ليجلس علي ذلك الكرسي المقابل له ويتحدث بنبرة هادئة يغلب عليها الحنان ليخبره أن طلب السلفة هذا قد وضع خصيصا للعاملين بالشركة وأنه لم يقم مرة واحدة برفض اي طلب سلفة للعاملين ولكنه إبنه فكيف له أن يقدم ذلك الطلب فيجب عليه أن يطلب ما يريد دون أوراق أو غيره
وقتها يتطلع إليه طارق بدهشة لقد خالف جميع توقعاته ليقف فجأة يحتضن كمال بحب ليسأله كمال عن هوية ذلك المبلغ هل هو لشراء الشبكة ليبتسم طارق ليخبره أنه معه ثمن الشبكة ولكنه يريد ذلك المبلغ من أجل شراء أثاث للشقة وتغيير ألوانها
يربت كمال علي كتفه مبتسما ليخبره أن شقته جاهزة وما ينقصها سوى أن تنزل سهر يوما لتختار الأثاث الذي تريده
يتطلع له طارق بدهشة مضيقا ما بين حاجبيه ليتساءل عن أي شقة يتحدث ليخبره كمال أن هدية زواجه من آدم شقة في العمارة الخاصة به كاملة التشطيبات وهديته له أثاث الشقة
ليشعر طارق بالحيرة والإمتنان ولكنه يرفض فهذا كثير للغاية ولكن كمال يرفض أى نقاش ليطردة مازحا ليعطيه باقي اليوم أجازة حتي يستطيع ترتيب نفسه لشراء شبكته ليطلب منه أن يصطحب آدم معه ليحتضنه طارق شاكرا له ويغادر بعدها
يهبط الدرج وضجيج الأفكار يتخبط بعقله فعمه يمتلك الكثير من الطيبة عكس والده ولم يقدم له إلا الخير فلماذا كمية الشر تلك التي يمتلكها والديه لعمه فهو يعلم أن والدته لها يد في أمر زوجة عمه لطمعهم في ثروة كمال وكانوا يخططون لأكثر من ذلك ولكن كمال تمكن من البعد عنهم والإستقرار في الإسكندريه وإستطاع أن يكون شركة وإثنان ليصبح أكبر رجل أعمال في الإسكندريه وربما في مصر أكملها في نفس الوقت الذي جلس فيه والده يشاهده بحسرة ويتمني زوال تلك النعمه منه ليغير مخططاته إلي مخطط واحد هو زواج جيلان من آدم ولكنه فشل أيضا لربما لو كانت جيلان تحمل بعض صفات الطيبة لكانت نجحت في إمتلاك قلب آدم ولكنها تمتلك من الشر ما تفوق به والديها ليحمد الله أنه لم يمتلك تلك الصفات كما يحمد علي وجود تلك الطفلة التي إلتقي بها صدفة لتكن أجمل صدفة
- يا ترى جيلان هتستسلم وتبعد
- مصطفي إختفي فين

نور الآدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن