البارت العشرون

3K 80 1
                                    

الجزء الثاني
البارت العشرون
نور الآدم
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
تشرق شمس الصباح لتحمل معها بعض الأمل
في المستشفي
تحسنت حالة آدم قليلا فبدأ أن يفيق ويكون علي دراية بمن حوله ليتلفت حوله يبحث عن توأم روحه ليجد حوله مالك ورحمة ووالده ليدخل الطبيب يلقي بتحية الصباح ويفحصه ليطمئنهم علي إستقرار حالته الآن ليستطيع الخروج من المستشفي اليوم بسلام
يقبله كمال ليحمد الله علي سلامته وعقب مغادرة الطبيب يبدأ آدم الحديث بصوته المبحوح الضعيف ليسأل والده عن نور ليخبره والده أنه يبحث عنها ولكنه يجب أن ينهض ليبحث معه عن زوجته وإبنه لينهار آدم باكيا ليخبر الجميع أنه السبب لم يعطي لها الفرصة أن تدافع عن نفسها كان معها كالمتوحش فكيف تعود إليه بعد ذلك
في أثناء حديثهم يستمعون إلي طرقات علي باب الغرفة ليمسح آدم دموعه سريعا ويأذن كمال للطارق وإذ هي بجيلان تدخل مندفعة نحو آدم لتصف له حالتها منذ البارحة فكانت تود زيارته لولا تعليمات الأطباء
يتطلع لها آدم بجمود فهو لا يطيق النظر إليها فلقد كانت الشئ الوحيد المتعمد لمضايقة نور ليدير وجهه للناحية الأخرى ويشد عليه الغطاء حتي يغطي وجهه لتتساءل جيلان في ذهول عن سبب فعلته تلك ما الذي أصابه لتقف أمامها رحمة مربعه ليديها أمام صدرها في تحدي لتخبرها أنه مريض ويحتاج إلي راحة ولا يريد أن يستمع لأي حديث والأطباء كما أخبرتها من قبل غير مصرحين له بالزيارة ولكن جيلان تدعي البرود لتجلس علي أريكة بالقرب من السرير وتضع ساق فوق الأخرى لتخبرهم أنها ستجلس صامته لن تصدر أي صوت ليخبرها عمها بنفاذ صبر أن الكل سيتركه كي يستريح قليلا ليدعوها لتناول كوب من القهوة بصحبة مالك
عند سماع مالك لتلك الكلمات يتطلع لوالده بإعتراض ولكنه يضحي بالنهاية من أجل راحة آدم ليصطحبها للخارج
عقب خروجها يزيل آدم الغطاء طالبا من أبيه أن يمنعها من الدخول له مرة أخرى فهو لا يستطيع تقبلها الآن ليشعر بنفور غريب منها ليعده والده بذلك
ما هي إلا لحظات حتي تأتي نادية التي تقبل آدم علي جبهته وتحمد الله علي سلامته لينهار آدم مرة آخرى ليشتكي حاله لوالدته ليخبرها أنه تسبب في ضياع نور من بين يديه لتحاول كل من ناديه ورحمة تهدئته مع دموعهم التي تسيل علي فراق نور وتلك الحالة التي وصل إليها كل من نور وآدم وإنكسار قلوبهم
______________________
عند ريهام
تستيقظ ريهام بالصباح تبدل ملابسها لتتوجه إلي عملها بالمستشقي وأثناء تناولها لطعام الإفطار يدخل عمر عائدا من عمله ليلقي عليها تحية الصباح ويجلس بجوارها يشاركها الطعام ويسأل عن أحوالها كعادته اليوميه وفي وسط الحديث يسألها عن نور لتخبره بقرار نور ليتعجب كيف لها العمل وهي حامل لينتبه إلي الحديث فهي تريد أيضا الإستقرار بالعيادة كيف لها أن تعيش بمفردها ليتفاجأ بها تخبره أنه والدته مشجعة للفكر فذلك أفضل من جلوسها في منزل مع عمر لتتصادف بعض الأوقات عدم وجود كل من ريهام ووالدتها وبالواقع كان سبب موافقة فايزة هي تلك النظرة التي لمحتها في عيون عمر فأرادت التفرقة بينهم ولكن بطريقة آمنه لنور فلن تستطيع طردها
صمت عمر عقب كلمات ريهام لا يستطيع المناقشة فهو مقتنع أن ذلك أفضل وكانت تلك بمثابة صفعة حتي يفيق من الدقة الزائدة بقلبة لينسحب بهدوء متوجها إلي الداخل حتي يأخذ قسط من الراحة لتغادر ريهام المنزل متوجهة إلي عملها
_______________________
عند كريم
يعود كريم من عمله متأخرا كعادته في الآونه الأخيره ليرى سالي علي حالتها من الحزن الذي ينتابها منذ إختفاء نور ليجلس بجوارها يأخذها بين أحضانه مطمئنا لها ولكن علي أي شئ يطمئنها عن حملها المتأخر أم إختفاء صديقتها أم تأنيب ضميرها لإحساسها بالذنب تجاه نور وبنفس الوقت هو يحتاج من يسنده فهو يحمل أعباء الشركة علي كاهلة بالإضافة إلي مرض صديقه الوحيد وتلك الحالة التي يراه بها لأول مرة يراه مكسور تائه جسد بلا روح تبدلت ملامحه حتي تظنه كبر عشرات السنوات لا يستطيع الآن تضميد جروحها فهو يحتاج إلي من يضمد جراحة ليسأل نفسه للمرة الأولي ما الذي يمثله بالنسبة لسالي أهو زوج تعتمد عليه أم إنه حبيب تستند عليه أم إنه تعود إنسان إنتشلها من محنتها وساعدها علي تجاوزها فإعتادت علي وجوده بجوارها ليشعر أن رأسه يكاد ينقسم إلي شطرين من تلك الأفكار ليفضل الهروب منها بالنوم العميق
_____________________
عند نور
تستيقظ نور متأخرة بعض الشئ لتتلفت حولها تريد أن تخرج إلي الحمام ولكن يتآكلها الخجل وتشعر بضربات جنينها تعلن عن حاجته للطعام لتشعر بالعجز فكيف تطلب الطعام لتتأكد الآن أن فكرتها كانت صواب بالمكوث بالعيادة وما هي إلا لحظات حتي تطرق فايزة عليها باب الغرفة لتلقي عليها التحية تطلب منها النهوض حتي تتناول الطعام فلقد أوشكت الساعة عالثانية عشر بالفعل تنهض نور تدلف إلي الحمام بخجل وعند خروجها منه تلتقي بعمر الذي يبتسم لها ويلقي عليها التحية لتردها في شرود متجهه إلي المائدة التي أعدتها فايزة لتكتشف أنها أعدت الطعام من أجلها ومن أجل عمر أيضا فلقد أخذ قسطا من الراحة كما يعتقدون ولكنه بالحقيقة كان مغمض العينين مستيقظ العقل يفكر في ذلك الأمر
تنتهي نور من تناول الطعام لتبدأ في دخول الأطباق إلي المطبخ لتساعد فايزة في إعداد طعام الغداء تحت رفض فايزة ولكن نور أبت الخروج وكأنها تهرب من تلك النظرات التي كان يخصها بها عمر
بعد فترة من الوقت تأتي ريهام بمرحها المعتاد ليعدون طعام الغداء ويتناولونه ولكن تلك المرة في ثرثرة من ريهام وعمر وصمت لنور تستمع فقط لحديثهم ومناقشاتهم تشتاق إلي أخيها أيضا ولكنها تتوقف عند تلك النقطة لماذا هي دائما التي تشتاق وتحن في ظل أن الجميع قد نساها كانت تتمني أن يحتويها نادر مثلما يفعل عمر مع أخته لكانت أشياء كثيرة تغيرت لتطلق تلك التنهيده الحارة فما يفيد ذلك الآن لن يفيد الندم على أخطائنا بالماضي فمن تلك الأخطاء نستطيع صنع حاضر نتجنب به تلك الأخطاء فلتخطط للمستقبل وكيف ستوفر لجنينها حياه كريمة لكم تمنت الآن أن يكون صبي ليكون هو سندها بتلك الحياة
تنتهي صراعات الأفكار تلك بإنتهاء الغداء لتقوم نور بحمل بعض الأطباق للمطبخ والشروع في بدء تنظيف المطبخ ولكن فايزة ترفض رفضا قاطعا تدعوها للراحة لتخرج نور تقف في تلك الشرفة لتتابع حركة المارة الرتيبة وحركة السيارات العنيفة لتتفاجأ بكوب من الشاى يقدمه لها عمر ليقف بجوارها ليتحدثا معا في أمور عدة حتي إستطاع عمر رسم تلك الإبتسامة علي شفتيها ولكنها إبتسامة حزينة باهتة خالية من الروح
بعد فترة تدلف نور للداخل لجمع أشيائها فقد قررت المكوث في العيادة وإن رفضت ريهام ستبحث عن مكان آخر تستأجرة ولم تتذكر حينها أنها لم تمتلك أي نقود سوى خاتم الزواج الذي بيدها وسلسلة قد أهداها إليها آدم عند علمه بحملها علي شكل قلب يفتح لعدة أجزاء بكل جزء مكان صورة فالجزء الأول به صورة آدم والثاني به صورة نور وباقي الأجزاء فارغة
ولكن هل تستطيع التفريط في إحداهما لتفكر قليلا لقد إستطاع آدم التفريط فيها هي لتعطيه الأعزار لفعل ذلك فقد صدم بها ولكنها لن تستطيع هي أن تكرهه أو تفرط في خاتم زواجه لترفع رأسها إلي السماء داعية الله أن يدبر لها أمرها
بعد فترة تدخل ريهام لتجدها علي حالتها تلك لتسألها عن السبب لتطلب نور منها بتردد أن تتركها بالعيادة لفترة لحين تدبير أمرها لتتفاجأ نور بموافقة ريهام لتحتضنها وتشكرها علي ذلك
_________________________
عند كريم
مازال كريم مستغرق في نوم عميق لتطل عليه سالي بين الحين والآخر تشعر بالقلق من أجله نعم هي تحبه دائما ما تكابر بالإعتراف له صريحة وتريح قلبه لتتعجب من حالها لماذا لم تستمع لنصيحة نور دائما وتترك نفسها تعبر عن حبها وتسعد قلب زوجها نعم نور كانت علي حق بكل شئ
تدلف سالي إلي الداخل لتتمدد بجوار كريم لتأخذ رأسه بين أحضانها وتلهو بخصلات شعره لتتطلع إليه في حب وهو مستغرق بالنوم لتخبره كم هي تحبه وكم تمنت أن تعبر عن حبها ذلك مرارا فلم تستطيع ولكنها لم تتخيل حياتها تلك بدونه أو مع غيره فلقد تحملها في أسوأ أحوالها وإستطاع إحتوائها ليصبح عشقة يضخه قلبها مع كل نبضة له
إلي هنا لم يستطيع كريم الصمود أكثر من ذلك فكان مستيقظ من قبل دخولها وتفاجأ بفعلتها تلك ليحبس أنفاسه حتي يستمع لها ولكن ثورة مشاعرة تلك لم يستطع تحملها ليفتح عيناه فجأة لتلتقي بعيني سالي لتصدر شهقة علي تلك المفاجأة ولكنه لم يلبث أن ضمها إليه أكثر ليلتهم شفتيها في قبلة جائعة
بقولكم إيه إحنا نخرج ونقفل الباب
_______________________
عند محمود
اليوم هو عقد قران ندى علي ذلك العريس الذي لم تراه حتي الآن ليقوم محمود بالإتصال علي ياسر يدعوه ليكون من أحد الشهود ويقوم بالإتصال علي نادر ليحضر عقد قران أخته ويشدد عليه إصطحاب زوجته وبالحقيقة كان له غرض آخر من ذلك
يحضر الجميع لينتظرون ذلك العريس الذى أتي في تمام الساعة السابعة مصطحبا للمأزون ليقف نادر مذهولا من هيأة ذلك العريس فهو رجل أربعيني ثمين أصلع الرأس ذو شنب كبير أسود البشرة يبدو أنه يعمل بمهنة شاقة أسنانه الأمامية سوداء ليدخل متولي ( العريس ) يلقي التحية علي الجميع ويجلس بجوار محمود يعرفه علي أخواته ويبدأ عقد القران ومازال نادر فاتحا فاه من ذلك العريس
ينتهي عقد القران ليستأذن متولي ليغادر معهم دون أن يهتم أن يرى عروسته فذلك الأمر بالنسبة إليه لا يهم فهو متزوج فقط من أجل أولاده نعم إنه رجل أرمل يعيش بالسعودية توفيت زوجته منذ سته أشهر فأراد الزواج بأخرى حتي تعتني بأطفاله أي بمعني أصح خادمة
أراد نادر الإستفسار عن ذلك العريس ولكنه تراجع في النهاية فالأمر لا يهمه كثيرا
ليميل علي ياسر نادما فقد كان مصطفي ملائما أكثر ياليتها إستطاعت الحفاظ عليه ليطلق ياسر تنهيدة ليخبر نادر أن مصطفي قد إنضم لإحدي المنظمات الإرهابية ليصعق نادر من ذلك الخبر
نعم لقد مصطفي بالضياع فلم يستطيع الإستقرار فقد عاش حياه مليئة بالذنوب ليقلع عنها ويتوب ويبدأ حياة الطاعة ولكنه يتفاجأ بخيانة زوجته عقبها لا يستطيع السيطرة علي نفسة لم يستطيع التفريق بين الصح والخطأ الحق والباطل فكان عنصر سهل تجنيده في إحدي الجماعات الإرهابية ليصبح مادة خام ليشكلوه كما يرغبون بسهولة
__________________________
عند آدم
يعود آدم إلي الفيلا ولكنه يشعر بالضياع من دونها ليتطلع إلي كل ركن بالحديقة فكل ركن هنا يحمل له ذكرى معها ليتطلع إلي ذلك المكان الذي شهد قبلتهم الأولي وإعترافه لها بحبه وذلك المكان علي الأريكة عندما كان يجلس بجوارها لساعات لا يستطيع المغادرة لتسوقه قدماه إلي حوض الورود الخاص بها يتطلع إلي ورودها ليشعر أنها أيضا حزينه لفراقها ليشكو لها عذابه بدون ملكة قلبه
يسعل آدم بشدة فهو لم يتم شفاؤه كاملا ليتدخل مالك ليطلب منه أن يصعد لجناحة ويتناول ذلك الدواء حتي يستطيع أن يفكر جيدا ويبدءوا البحث عن نور
يرفض آدم دخول ذلك الجناح من دونها ليصعد إلي غرفته القديمة ليرتمي علي السرير فيشعر أن طاقته منعدمه
يتناول آدم الدواء من مالك ليغط بعدها في نوم عميق بتأثير الدواء ليطلب من مالك ألا يتركه
بالفعل أطفأ مالك جميع المصابيح وأخذ ذلك الكرسى ليبعده عن سرير آدم ليتمدد عليه فهو يشعر بنعاس يداعب جفونه وقبل أن يدخل في نوم عميق يلاحظ شخصا ما يدخل إلي الغرفة متسحبا حتي يصل إلي سرير آدم ليقف فجأة
- يا ترى مين دخل غرفة آدم
- نور هتكمل مع ريهام
- إيه السر اللي ورا ريهام

نور الآدم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن