لم أكن في موقفٍ يخوّلني الرفض بعد كلّ ما فعله لأجلي.
نظرتُ نحو والدي ولم يبدِ اعتراضاً لذا نهضتُ واقفة وأنا أمسك بيده وسرنا نحو ساحة الرقص معاً تحت أنظار الجميع المستغربة.
وريث لومان يراقص ابنة لوريوس السيئة بعد أن دافع عنها أمام الجميع قبل قليل. أظنّ أن الكثير من الشائعات ستبدأ الآن وهي لن تضرّني كثيراً لأن سمعتي بالحضيض سلفاً بل ستضرّ وريث لومان أكثر.
شعرتُ بإحدى يديه تحيط بخصري والثانية على كتفي وفعلتُ المثل. تباً ألم يجد رقصةً أقل حميمية من هذه. إنّه قريبٌ جداً.
كان النظر إلى عينيه يبعث الرهبة. نظرته فوقيّةٌ جداً وثاقبة. ومازلتُ مصرّة أنّه شخصٌ خطر.
ليس لأنّه لعوبٌ فقط...بل لأنْ نواقيس الخطر تضرب في داخلي كلما نظر إلي. وكأنه اكتشف أسراري كلّها.
-إذاً أيتها الساحرة الشريرة...ماذا ستفعلين لردّ جميلي معكِ؟
الساحرة الشريرة هو لقبي في المملكة...أقصد لقب لونا.
لم أشعر بالاستياء من نعته لي بذلك وكم أتمنى لو كان لقباً حقيقياً وكنتُ ساحرةً حقاً.
تباً ألن أستطيع لقاء أيّ ساحرٍ في هذه المملكة أبداً. في عالمي السابق كان السحر مجرّد خيال نتمنى لو كان حقيقة ولكنه الآن حقيقة ورغم ذلك لا أستطيع رؤيته.
شعرتُ بابتسامته المستمتعة التي علت شفتيه وكم تسارعت نبضاتي وأنا أنظر إليها. إنها تضفي عليه جاذبيةً لا تقاوم. يبدو ساحراً جداً.
نطقتُ بعد تردد:
-هل هناك أمرٌ محدد ترغب به؟؟
فكّر قليلاً قبل أن يقول بابتسامةٍ ماكرة:
-ليس الآن ولكنك مدينةٌ لي بواحدة. تذكري هذا حتى لقائنا القادم.
هل يظنّ أننا قد نلتقي مجدداً؟ ربما في حفلةٍ ثانية ولكن هذا سيكون بعد مدةٍ طويلة.
حلّ الصمت لوهلة قبل أن أقطعه قائلةً بجديّة:
-هل يمكنك إخباري لمَ دافعت عني سابقاً؟ ولمَ طلبت مني الرقص معك رغم معرفتك أنّ سمعتك قد تتضرر بسبب اقترابك منّي.
اتسعت ابتسامته وبدا مستمتعاً جداً وهو يقول:
-ومن قال أنني أسعى لامتلاك سمعة طيبة؟! سمعتي سيّئةٌ سلفاً وهناك الكثير من الشائعات حولي وهذا يسليني كثيراً.
أمّا عن سبب دفاعي عنك فأنا لن أصنع من نفسي بطلاً شهماً وأخبرك أنني فعلتُ ذلك لأجل إظهار الحقيقة أو كشف الظلم وغيرها من هذا الترّهات التي لا أهتمُّ لأمرها أبداً.
كلّ ما في الأمر أنني أردت الحديث معكِ قليلاً دون أن تستطيعي الرفض.
إنه يبدو مخيفاً حقاً. ولكن تباً كم تبدو طريقة حديثه رائعة. وكأنّ ملكاً عظيماً يتحدّث. إنه يسيطر على كلّ حواسك بحيث لا تستطيع تفويت أيّ كلمة أو حركة يقوم بها.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
