53. إلى مملكة سيليا مجدداً

9.2K 660 935
                                    

في السادسة والنصف صباحاً كان القائد في الصالة ينتظر ظهور البقية الذين تأخروا نصف ساعةٍ كاملة حتى الآن.

الوحيدة التي كانت جاهزة هي إيزابيلا والبقية لا أثر لهم. هو معتادٌ على تأخر لونا ولكن البقية لا!

هو أرسل أوريليا لتحضرهم وهي عادت خاوية الوفاض مرتين وأخبرته أنهم قادمون حالاً وأنّهم يحضّرون أنفسهم جيداً للمهمة!

حاول التحلّي بالصبر قدر الإمكان. إن صعد بنفسه سينتهي به الأمر بمعاقبتهم وهو لا يريد ذلك الآن قبل المهمة!

أمّا في الأعلى حيث غرف أفراد الفريق فالمكان كان كعشّ النحل.

الجميع كان يدخل ويخرج باستمرار من غرفةٍ لأخرى لاستعارة بعض الأغراض من الآخرين أو لاستشارة لونا حيال أمرٍ ما ولونا كانت منهمكة جداً بمساعدتهم على التأنّق جيداً للمهمة وغرف الجميع أصبحت في فوضى عارمة.

-لونا ما رأيكِ بشعري؟

-لونا هل أرتدي جوارباً سوداء أو بيضاء؟

-لونا أيّ عطرٍ عليّ أن أضع؟

-لونا هل أغسل وجهي؟

وعلى هذا المنوال فلونا كانت مشغولةً جداً بالإشراف عليهم جميعاً وتحضير نفسها بذات الوقت.

في السابعة إلا ربع كانوا جاهزين بالكاد. ساروا واحداً تلو الآخر نحو الأسفل.

القائد راقبهم وهم ينزلون عن الدرج كما لو يراقب عرضاً للأزياء. جميعهم كان متأنّقاً لأقصى درجة والقائد لوهلة راجع كلامه ليتذكّر إن كان قد أخطأ وأخبرهم أنهم ذاهبون لحفلة وليس مهمة!

لونا التي كانت آخرهم كانت تنظر نحوهم بفخرٍ شديد كما لو أنّها أنقذت العالم.

اصطفوا أمامه واحداً تلو الآخر واعتذروا عن تأخّرهم بدون أيّ شعورٍ فعليّ بالذنب.

القائد بقي صامتاً وهو يحدّق بهم بملامح أبرد من صقيع الشتاء وهم ارتبكوا واعتدلوا في وقفتهم أكثر وبدأ شعور القلق بغزوهم.

وفي النهاية بصره حطّ على لونا التي تحاول عبثاً إخفاء ابتسامتها السعيدة. كانت فخورةً جداً بنفسها وبإنجازها. وربما أمر المهمة لا يعنيها بقدر ما يهمّها أن يبدو أفراد فريقها أنيقين!

تلك الشيطانة الصغيرة قلبت الفريق رأساً على عقب! 

شعر بغضبه السابق يتلاشى وهو ينظر إليها. لا بأس، بعض التأخير لن يغيّر العالم!

لم يستطع كبح ابتسامةٍ ساخرة من الظهور وهو يقول:
-أتوق لرؤية أشكالكم المزرية بعد العودة من المهمة!

وهم تنهدوا بارتياح أنّ الأمر مرّ بسلام.

.
.
.
.
.
.
.
.
.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن