64. إنهاء كلّ شيء

8.8K 565 895
                                    

في أحد الأحياء الفقيرة في مملكة دراكون وبين الأزقّة الضيّقة المظلمة وقعُ خطواتِ شخصٍ ما كان مسموعاً وصداه يتردّد في الأرجاء.

لا أحد في ذلك الحي يغادر منزله في هذا الوقت المتأخّر خشية النشّالين والمجرمين الذين يكثرون هناك.

ذاك الغريب كان يرتدي معطفاً ذا قبعةٍ تغطّي معظم ملامح وجهه.

وكان يقصد وجهةً محددة دون سواها، أحد المنازل الصغيرة المتهالكة.

طرق على الباب وانتظر طويلاً قبل أن يطلّ وجه عجوزٍ هرمٍ من خلاله.

العجوز حدّق بالفتى أمامه وحاول تذكّر إن كان قد رآه من قبل ولكنّ ملامح الفتى كانت مميزة لدرجة أنّه لا يمكن نسيانها لو كان قد رآه من قبل، عيناه المتباينة وشعره الأحمر، هو حتماً لم يلتقِ به من قبل أبداً.

وفي النهاية نظر إليه بملامح متسائلة ونطق بصوتٍ متعب:
-ماذا تريد يا بني؟

وليون ردّ ببرود:
-أريد الحديث معكَ قليلاً.

العجوز حدّق به مطوّلاً محاولاً استشفاف نواياه وفي النهاية تنحّى جانباً سامحاً
له بالدخول.

وفي الداخل على إحدى الأرائك المتهالكة القديمة جلس ليون ومقابلاً له كان يجلس العجوز وليون نطق بلا مقدّمات:
-أنتَ ساحر نقل أرواح أليس كذلك؟

ارتعدت أوصال العجوز في تلك اللحظة إذ أنّ هذه حقيقة محرّمة في مملكة دراكون!

وليون أدرك من ردّة فعله أنّه محق وأنّه وصل للشخص الصحيح أخيراً.

هو أردف بهدوء:
-لا داعي للقلق فأنا لا أنوي التّسبب بأيّ أذيّة لك. أريد منك أن تفعل أمراً واحداً فقط لأجلي.

الساحر حدّق به بقلق ولم يستطع الثقة بكلامه تماماً بل قال:
-من أنتَ وماذا تريد؟

وليون ردّ بحدة طفيفة:
-أنا أدعى ليون لوريوس. أنا وتوأمتي من قمت بنقل أرواح ريك وسيلسيا إلى أجسادنا لإنقاذهما على حساب تدمير حياتنا. هل تذكر ذلك؟

اتسعت حدقتا العجوز وقد أدرك ما يقصده تماماً وتذكّر الأمر بالفعل رغم أنّه كان منذ سنواتٍ طويلة ولكنّه كان حدثاً مميزاً ويستحيل أن ينساه.

لذا نطق بخفوت:
-أنا أردتُ إنقاذ الطفلين من التعذيب فقط ولم أقصد تدمير حياتك أنتَ وتوأمتك أبداً.

ليون سحب نفساً عميقاً وردّ ببرود:
-لا أرغب بالجدال معك حيال هذا الموضوع لأنّه سينتهي بقتلك حتماً.

أريد منكَ أمراً واحداً فقط...إزالة الختم الذي يقيّدني ويمنعني من البوح بحقيقة وجود ريك وسيلسيا.

ولكنّ الساحر لم يبدِ أيّ ردّة فعل وبدا قلقاً جداً.

ليون صمت قليلاً وسحب نفساً عميقاً وغصّة خانقة جعلت صوته مبحوحاً قليلاً وهو يردف قائلاً:
-توأمتي انتحرت وماتت كآثمة منبوذة يكرهها الجميع رغم أنّها لم تؤذي مخلوقاً يوماً بسبب قذارة سيلسيا.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن