30. الملاك القرمزي

5.1K 412 151
                                    

حين استيقظت كان الظلام قد حلّ بالفعل. أشعر بجوعٍ شديد.

تذكرتُ أنني لم أتناول شيئاً اليوم وأنني بالكاد تناولت القليل من الطعام في الأيام الماضية.

ورغم ذلك لا شهية لديّ لتناول أيّ شيء.

أرغب بشيء آخر مختلف... أو بالأحرى نصفي الشيطاني هو من يرغب بامتصاص طاقةٍ مظلمة مجدداً.

لا يمكنني قتل أيّ شخصٍ هنا، لقد وعدتُ آدريان.

ولكن الشعور بالجوع كان يتفاقم وقريباً لن أستطيع السيطرة على نفسي حتى.

حانت مني التفاتة نحو الفتيات النائمات في أسرتهنّ... ربما لو اختفت إحداهنّ لن يلاحظ أحد.

نفضتُ تلك الفكرة من رأسي لأنّ أصابع الاتهام ستتجه إليّ حالاً.

كما أنّهنّ لسن سيئاتٍ جداً. نسبة الشرّ في قلوبهم تقارب الثلاثين بالمئة فقط لذا لا يمكنني تحويلهنّ لطاقة مظلمة وامتصاصها.

يجب أن تكون فريسةً بعيدة وشريرة بما يكفي.

ومجدداً نفضتُ تلك الأفكار السوداويّة من رأسي. لا يجب أن أفعل ذلك. آدريان سيغضب كثيراً. عليّ أن أقاوم تلك الرغبة.

غادرتُ الغرفة وتوجهتُ لمطعم السكن. أرغمتُ نفسي على تناول وجبة الغداء التي لم أتناولها اليوم وكدتُ أتقيأ عدة مرّات ولكن نجحتُ بتناول نصفها بسلام.

خرجتُ بعدها خارج المبنى وشعور الغثيان مازال يداهمني.

تجولتُ في الأرجاء قليلاً حتى سمعتُ صوتاً غريباً وكأنّ شخصاً ما يطلب المساعدة.

تجاهلتُ الأمر تماماً وقررتُ متابعة طريقي ولكن فجأة ظهرت أمامي ثلاثة فتياتٍ تعرفتُ عليهن حالاً. إنهنّ ذات الفتيات المتنمرات على تلك العمياء.

إذاً الشخص الذي يستغيث...

هنّ هربن حالما رأوني وأنا تجاهلتهنّ وتوجهتُ لمكان الصوت وبالفعل وجدتها هناك ملقاةٌ أرضاً. ملابسها متسخة وممزقة ومبللة بالمياه والطين وآثار ركلاتهم وضرباتهم واضحةٌ جداً.

شعرتُ بغضبٍ عارمٍ مجدداً وكأنّ نيراناً حارقة تسيل في عروقي بدل الدماء. أردتُ قتلها وقتلهم والتخلص من كلّ ذلك الغضب.

اقتربتُ منها وأمسكتُ بشعرها ومن ثمّ شددته بقوة مرغمةً إياها على الاعتدال جالسة وهيي تتأوه متألمة بشدة.

نظرتُ إلى عينيها العمياء وأنا أقول:
-هل أنتِ سعيدةٌ بحالتك المثيرة للشفقة هذه؟؟
إن لم تستطيعي العيش بكرامتك إذن موتي معها.
هذا أفضل من العيش كحشرةٍ يدهسها من شاء.

تراجعت مبتعدة عنها بعدها ولكنها أمسكت بيدي بقوة مانعةً إيّاي من الابتعاد.

نظرتُ نحوها مستنكرة ورأيتُ دموعها تبلل وجنتيها وشهقاتها بدأت تعلو وهي تقول:
-أنا لا أريد العيش كحشرة أيضاً. لا أريد هذه الحياة. ولكني لا أستطيع قتل نفسي. لا أجرؤ أبداً.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن