37. مهمّةٌ حتى الموت

6.7K 561 241
                                    

-حسناً أنا موافقة.

هم ابتسموا بانتصار وراي رمقني بصدمةٍ شديدة.

-ولكن لديّ شرط.

تبدّلت ملامحهم وقال أحدهم ساخراً:
-لستِ في موقعٍ يخوّلك وضع الشروط. يمكننا الإطاحة بكم جميعاً كما تعلمين.

نطقتُ بصوتٍ متألمٍ مزيف:
-كلّ ما أريده هو فرصةٌ لوداعهم. هل يمكنكم تركنا وحدنا قليلاً؟ لا يوجد مهربٌ لنا أساساً.

هم فكّروا قليلاً قبل أن يضحكوا قائلين:
-حسناً لكِ ذلك. سنمنحكِ خمس دقائق فقط.

وهم غادروا بالفعل بعدها.

لم أتوقع أن تنطلي عليهم حيلةٌ رخيصة كهذه!

نظرتُ إلى راي قائلة:
-اذهب إلى إيزابيلا.

وأنا توجهتُ إلى آيسل حملتها وتوجهتُ إلى حيث راي وإيزابيلا.

راي كان يرمقني بغير تصديق لذا ابتسمتُ له قائلة:
-هل أنتَ غاضبٌ منّي راي؟

ولكنه نفى قائلاً:
-ربما قليلاً فقط. أنا لا ألومك. إن كان يمكن لأحدنا أن ينجو فهذا أفضل من أن نموت جميعاً.

سخرتُ حينها قائلة:
-إذاً لو كان هذا الناجي هو أنت، هل ستتركنا خلفك حقاً وتهرب وحدك؟

ارتبك وأشاح بنظره قائلاً:
-لن أفعل. لا أستطيع فعل ذلك أبداً. ولكن هذا ليس مهماً. عليكِ النجاة حقاً.

ضحكتُ على طريقته الساذجة بالكلام وقلت:
-لا تقلق أيها الأحمق. أنا لا أنوي التخلي عن أيّ أحدٍ هنا. لقد كنتُ أحاول اكتساب بعض الوقت لنا فقط.

هو صدم بكلامي جداً. يبدو أنّه كان واثقاً بخيانتي لهم.

اقتربتُ من آيسل التي بالكاد مازالت تطرف بعينيها قائلة:
-هل يمكنك استخدام سحرك مجدداً؟ نحتاج لإرسال أيّ نداء استغاثة من خلاله.

هي أومأت بصعوبة وقامت بفتح مذكرتها على صفحةٍ معينة تحمل رسمة حمامةٍ حمراء وقالت:
-أنا أستخدم هذه الحمامة الزاجلة كرمز استغاثة وخطرٍ شديد. يمكنني إرسالها ولكن كيف سنخرجها من الكهف؟
كما أنني إن فقدتُ الوعي أو متت ستموت حالاً قبل أن تصل.

تنهدتُ قائلة:
-لا أحد سيموت هنا ولا نملك خياراً آخر. أنا سأخفيها عن أنظارهم باستخدام تجسيد الحرباء كتمويه حتى تغادر الكهف تماماً.

ولكن طاقتي تكاد تنفذ بالفعل لذا لن أستطيع حمايتكم مجدداً. سأخصص كلّ ما تبقى لأجل تجسيد الحرباء.

وعليكِ أن تكافحي للحفاظ على وعيكِ حتى آخر رمق. هذا آخر أملٍ لنا.

هي أومأت مجدداً.

نظرتُ نحو إيزابيلا التي كان راي يعتني بإصابتها وقد كانت تتألم بشدة.

سألتها حينها:
-إيزابيلا، لمَ لا تستطيعين استخدام سحركِ عليهم؟

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن