تثاءبتُ بنعاس للمرة المئة في حصة فنون القتال.
أنا أراقبهم من بعيدٍ فقط. لستُ مضطرة للحضور ولا أحتاج لتعلّم أيّ شيءٍ من المعلّم الذي هزمته في المرة السابقة.
أشعر بالنعاس الشديد حقاً. لم أستطع النوم إلّا متأخرة البارحة واليوم أوريليا أيقظتني منذ الرابعة فجراً لأجل التدريب الصباحي.
تذكرتُ في تلك اللحظة أمراً مهماً غاب عن ذهني تماماً.
غداً سأقابل ساحر التجسيد المتعجرف مجدداً. أنا لم أتدرب على تحويل أظافري لمخالب حقيقية حتى الآن!
نهضتُ حينها مسرعة وغادرتُ الأكاديمية. أحتاج للتدريب في مكانٍ هادئ بلا أيّ إزعاج.
ولم أجد أفضل من الغابة لأجل هذا.
وهناك تجمّع مصاصو الدماء حولي ولكني حذّرتهم قائلة:
-من يقترب سيموت. أنا هنا لأتدرب على استخدام سحري ولستُ متفرغة لكم.
وبالفعل لا أحد تجرّأ على الاقتراب.
حاولتُ تجسيد مخالب حقيقية ولكن فشل الأمر.
قمتُ بتركيز طاقتي وتجميعها في يدي ومن ثمّ حاولت تجسيد مخالبٍ ولكني فشلتُ مجدداً.
تباً. هذا لن يكون سهلاً.
-هيه أيتها المشعوذة أين أنتِ؟ أمازلتِ غاضبة؟
ولكن سيلسيا لم تجب أبداً. أنا أشعر بوجودها ولكنها ترفض الحديث معي تماماً.
-على الأقل أخبريني كيف أقوم بتجسيد مخالبٍ حقيقية؟
ولكن لا رد أيضاً.
إنها غاضبة حقاً.
استمرّت محاولاتي طوال النهار. كان الأمر مرهقاً جداً وقد استنزف طاقتي بالكامل وأدركتُ أنّ استخدام تجسيدٍ حقيقي يتطلب طاقةً أكبر بكثير من طاقة التجسيد الخارجي.
لم أستطع التراجع. لا يمكنني لقاء ذلك المتعجرف قبل إتقان هذا على الأقل.
أظافري بدأت تستطيل قليلاً بالفعل ولكنها تتحطم بسرعة.
أحد مصاصي الدماء اقترب مني بهدوء وكدتُ أقطع رأسه بالفعل لولا أنّه رفع يديه مستسلماً وقال:
-أرغب بمساعدتك فقط.
نظرتُ إليه متفحصة. تحيط به هالةٌ قويّة جداً ويبدو نبيلاً وأراهن أنّه أحد قادتهم. نظرتُ نحوه بفضول فقال:
-أظنّ أنّك تحاولين تحويل أظافركِ لمخالب قاسية أليس كذلك؟
أومأت له فأردف:
-هذا يشبه ما نقوم به لذا أظنّ أنّ بإمكاني مساعدتك حقاً.
-وكيف ذلك؟
هو ابتسم قائلاً:
-كلّ ما عليكِ فعله هو إغماض عينيكِ قليلاً والتركيز جيداً ومن ثمّ تخيّل أظافركِ وهي تتحول لمخالب. عليكِ منع طاقتك من الاندفاع ليدك بقوة بل جعلها تنساب ببطء وبمقدارٍ ضئيل فقط. جميعنا كنّا نفعل هذا حين كنّا صغاراً قبل أن نتحكم بالأمر جيداً.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
