22. جزيرة الآثمين

4.4K 406 129
                                    

اصطحبني الجنود حتى الشاطئ. ليون لم يأتِ مما يشير إلى أنّ أليكس نجح بإيقافه.

قبل صعودنا على متن القارب توقف الجنود فجأة عن الحركة.

نظرتُ نحوهم باستغرابٍ وحاولتُ دفع أحدهم بخفة ولكنه لم يتزحزح ولم يرمش حتى.

-هل كنتِ تنوين الرحيل دون وداعي أيتها الأميرة؟

التفتُّ نحوه بدهشة. كان يبتسم تلك الابتسامة الثعلبية المعتادة ويتقدم نحوي بخطواته الواثقة الملكية.

ابتسمتُ له ساخرة:
-لم أتوقع أنك تحبني لهذه الدرجة. ليس معي أيّ مناديل لذا وفّر دموعك رجاءً.

ضحك مستمتعاً وقال:
-أرى أنّ لسانك طال كثيراً ويحتاج للتهذيب.

تنهدتُ قائلة:
-لمَ لحقت بي كلّ تلك المسافة حقاً؟

ابتسم بخبثٍ قائلاً:
-ألا تريدين الهرب؟ أتيت لمساعدتك.

رفعتُ حاجباً بتشكيكٍ قائلة:
-ولمَ قد تريد مساعدتي؟

تظاهر بالتفكير لوهلة قبل أن يقول:
-لأجل ليون مثلاً؟

اقتربتُ منه حتى أصبحت بمحاذاته وابتسمتُ بثقة قائلة:
-لا أريد الهرب، سأذهب لتلك الجزيرة.

أمال برأسه بحركةٍ عفوية تصدر عنه كثيراً وقال:
-هل أنتِ واثقة؟

لكزته في صدره بقوة وأنا أقول:
-توقف عن خداعي. أنتَ لا تريد مساعدتي أساساً بل تريد أن تضمن أنني لن أهرب بأي طريقة.

استنكر كلامي بملامح تفيض براءة وقال:
-ولمَ قد أمنعك من الهرب؟ ليون سيحزن كثيراً.

شعرتُ بالألم لمجرّد التفكير بليون الآن ولكني تجاهلتُ ذلك وأجبته ببرود:
-توقف عن العبث معي يا وريث لومان. أنتَ تعلم أن رحيلي الآن هو الأفضل لليو. سيعاني قليلاً ولكنه سيتجاوز الأمر وسيتابع حياته ليغدو ساحراً عظيماً.

أنا مجرّد عقبة في طريقه. إن تشبث بي أكثر لن يستطيع المضي قدماً أبداً. سيعاني معي وبسببي. لذا هذا هو الأفضل له وأنتَ تدرك ذلك جيداً.

لمعت عينيه المظلمتين بدهاءٍ مجدداً وقال:
-أحبّ الأشخاص الأذكياء أمثالك.

استدرت لأعود أدراجي نحو القارب وأنا أقول:
-يمكنك أن تطمئن إذاً. لن أهرب لأيّ مكان. وإن كان هناك طلبٌ أخير لي فسيكون أن تمحو وجودي من ذاكرة عائلتي تماماً. أنتَ تتلاعب بالعقول ولن يكون هذا صعباً. أليس كذلك؟

استدرتُ نحوه نصف استدارة لأرى رده ولكنه ابتسم بلامبالاةٍ قائلاً:
-للأسف أنا لا أقدّم الخدمات مجاناً.

رفعت حاجبي قائلة:
-وما الذي يمكنني منحك إياه بالمقابل؟

تقدم منّي مجدداً وأمسك ذقني بيده وهو يهمس بصوتٍ ساحر:
-لا تتحركي فقط.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن