16.ابنةٌ ثانية

7.4K 647 197
                                    

توجه أليكس إلى غرفة مكتب والده في مساء اليوم الذي عاد به من المهمة التي كلّفه والده بها.

وهناك كان والده وآلبرت يناقشان بعض شؤون العائلة.

دخل في صلب الموضوع مباشرةً:
-هل يعرف أحدكما لمَ لونا محبوسةٌ في غرفتها وترفض الخروج؟

خصّ آلبرت بنظراته إذ أنّه واثقٌ بكونه المسؤول عن ذلك.

ولكن فاجأه ردّ والده:
-أنا عاقبتها.

شعر أليكس بالقلق. هل افتعلت مشكلةً ما مجدداً؟ هل كانت تخدعهم؟ لذلك سأل بقلق:
-وماذا فعلت هذه المرة؟

تنهد والده قائلاً:
-لقد تحدثت بطريقةٍ سيئة مع شقيقها الأكبر وهذا لا يليق بفتاةٍ نبيلة أبداً.
كان بإمكانها أن تشتكي إليّ وأنا سأتصرّف مع آلبرت بنفسي.

ولكن رفع صوتها ونعت شقيقها بالوغد لا يجوز أبداً.

تنهد أليكس بارتياح. الأمر ليس خطيراً جداً.

رمق آلبرت باستياءٍ قائلاً:
-أنا واثقٌ أنّك من استفزها أولاً. ألا يمكنك معاملتها بالقليل من الرأفة. لا أطلب منك أن تحبّها وتتقبلها ولكن عليكَ أن تدرك أنها مازالت طفلةً صغيرة بالكاد بلغت الرابعة عشرة من عمرها.

آلبرت عبس قائلاً:
-إن كنتم قد تناسيتم فأنا لن أنسى أنّ تلك الطفلة مرّغت اسم عائلتنا بالوحل.

ولولا اتفاقي مع أبي لما سمحتُ لها بإمضاء يومٍ واحدٍ بسلام.

أليكس استغرب قائلاً:
-اتفاقك مع أبي؟

آلبرت أجاب بلا مبالاة:
-أجل. لقد وعدني بأنّه سيرسلها لجزيرة الآثمين إن اكتشف أنها تخدعنا هذه المرة. وبالمقابل أنا سأعاملها بطريقةٍ جيدة ولن أتشاجر معها.

أليكس نظر نحو والدهم واستنكر بشدة:
-هل هذا صحيحٌ يا أبي؟

الأب أومأ قائلاً:
-هذا صحيح. هذه هي الطريقة الوحيدة لجعل الأمور تمضي بسلامٍ بينهما. ولكنّ آلبرت لم يلتزم باتفاقنا وتشاجر معها.

أليكس كان مصدوماً. ظنّ أنّ آلبرت بدأ يتقبّل لونا حقاً. ولم يتخيّل أنّه كان يمثّل طوال الوقت فقط وأنّه ينتظر منها أيّ خطأ.

آلبرت ردّ بحدة:
-أرجوكَ يا أبي. لمَ تتحدث وكأنني الملام على كلّ ما حدث؟ أنتَ تقف في صفها دائماً رغم كلّ ما قامت به.

عليكم أن تتوقفوا عن إقناع أنفسكم بالترّهات وبأنها يمكن أن تتغير. تلك الفتاة مخادعة وستبقى سيئة حتى آخر لحظة.

ثمّ هل تريد منّي أن أبتسم لها وهي تقدّم لي تلك اللوحة السخيفة؟ لونا تملك موهبةً في الرسم تضاهي موهبتي ويمكنها أن ترسم أفضل من تلك اللوحة بمئة مرة.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن