19.سعادةٌ بطعم الخوف

7K 579 195
                                    

مضى شهرٌ كامل منذ الرحلة. كلّ شيءٍ كان جيداً. رافقتُ عائلتي في كلّ الحفلات والمناسبات وتحسّنت صورتي الاجتماعية جداً.

بدأ الكثيرون بتقبل وجودي والاقتناع أنني تغيرتُ حقاً.

واليوم كنتُ أجلس برفقة آلبرت وخطيبته. وفي الحقيقة آلبرت كان يعطيني درساً في الرسم وهي أتت للزيارة وانضمّت إلينا.

أردتُ الانصراف وتركهما وحدهما ولكنها أصرّت على بقائي وأخبرتني أنها تريد رؤية كيف تبدو رسمتي في النهاية.

لقد تطورت مهارتي بالرسم كثيراً بفضل آلبرت وتدريبه لي طوال الشهر السابق. أصبح بإمكاني رسم الكثير من الأشياء بإتقان. ولكن مازلتُ أعاني برسم الأشخاص قليلاً.

تجاذبنا أطراف الحديث أثناء ذلك وقد اكتشفتُ أنّ هذه الفتاة هي شعلةٌ من الأمل والتفاؤل. يمكنك أن تبتسم حينما تراها تبتسم فقط.

انتبهتُ فجأة لوجود وشمٍ غريب على معصمها لذا سألتها بصدمة:
-هل أنتِ ساحرة؟

حلّ الصمت إثر سؤالي وشعرتُ أنني اقترفتُ خطأً ما ولكن ابتسامتها طمأنتني وهي تقول:
-يمكنكِ القول أنني من اللاسحرة. تمّ ختم قواي منذ زمنٍ طويل والآن لم يعد بإمكاني استخدامها حتى لو تمّ إزالة الختم.

انتبهت بالفعل لوجود خطّ يخترق الوشم من بدايته لنهايته والذي يشير للختم.

تنهدتُ بإحباط:
-كم هذا مؤسفٌ وظالم.

ابتسمت هي مجدداً وقالت:
-لا بأس. لا أحتاج لأكون ساحرة بالفعل.

نطق آلبرت حينها:
-ليس الجميع مهووسين بالسحرة مثلك لونا.

عبستُ قائلة:
-أنتم تتحدثون بهذه الطريقة لأنّ وجودهم طبيعيٌّ في عالمكم...ولكن في عالمي كانوا مجرّد خيال.

نطقت سيلينا باستغراب:
-ما الذي تقصدينه بعالمكم وعالمي؟

عضضتُ شفتي بقوة وقد أدركتُ فداحة ما قلت. إنها زلة لسانٍ غير مقصودة. نسيتُ أنّ سيلينا لا تعلم الحقيقة.

ولا يمكنني الكذب عليها أيضاً. آلبرت غضب بما فيه الكفاية في المرة السابقة.

نظرتُ نحو آلبرت بندمٍ وبرجاء أن ينقذني وهو رمقني موبخاً قبل أن يتنهد قائلاً:
-لونا شقيقتي الحقيقية قد توفيت منذ مدة وهذه الفتاة أتت من عالمٍ آخر واحتلّت جسدها. صحيحٌ أنها ليست لونا ولكننا نعترف بها كفردٍ جديدٍ في عائلتنا.

سيلينا كانت تحدّق بآلبرت بدهشة وحين انتهى هي غرقت بالضحك وأكّدت أنها نكتةٌ ظريفة.

وحين لم يتفاعل آلبرت معها هي سألته إن كان يمزح ولكنه نفى ذلك فاتسعت عينيها بصدمةٍ تدريجياً ونظرت نحوي بغير تصديق.

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن