74. حصان طروادة..!

10.7K 707 1.4K
                                    

الجهد الذي بذلته للاستدارة إليه ومواجهته بملامح واثقة كان جبّاراً.

ولكن في اللحظة التي تلاقت بها عيناهما توسّعت حدقتاها بدهشة.

كم كان يبدو جذّاباً ومثيراً في تلك اللحظة..!

بدا شخصاً مختلفاً جداً عن آخر لقاءٍ لهما.

كان يائساً ومنطفئاً وباهتاً حينها..!

كان محطّماً جداً.

أمّا الآن...

كانت وقفته تفيض بالجبروت والقوّة.

ابتسامته الساخرة كانت ساديّةً جداً وشرسة.

ذهبيّتاه كانت مليئة بالنرجسيّة والغرور.

ذراعاه المكشوفتان بفضل السترة بلا أكمام التي يرتديها كانتا مفتولتا العضلات والوشم الذي يغطّي إحداهما كان مميّزاً وقد كان يضع يديه في جيوب بنطاله ومنحه ذلك وقاراً ملكيّاً.

ولكنّ الشعور الوحيد الذي شعرت به في تلك اللحظة كان...الخوف..!

لم تستطع أن تطرف بعينيها وهي تشعر بالخوف يجتاح أعماقها بقوّة لدرجة الشلل..!

لماذا..!

لماذا كلّ هذا الشعور بالخطر..!

حدسها لا يخطئ أبداً، وكان يخبرها بوضوح أنّ هذا شخصٌ لا يجب أن تقترب منه أبداً..!

لهذه الدرجة..!

هي ابتلعت ريقها بصعوبة وشعرت أنّ قلبها سيتوقّف بعد قليل.

لم تشعر بهذا الخوف من إنسانٍ يوماً كما تشعر به في هذه اللحظة..!

وكم شعرت بالاضطراب حين رأته يبتسم..!

لقد كان يبتسم..!

كان يبتسم باستمتاعٍ أثناء حرق ذلك الرجل حيّاً حتّى الرّماد..!

والنظرة التي كانت تسكن عيناه في تلك اللحظة أقلّ ما يقال عنها...وحشيّة!

ما من إنسانٍ سيستمتع بحرق إنسانٍ آخر بكلّ تلك الوحشيّة ومهما كان السبب..!

حتّى هي لم تفعل يوماً..!

وكم ذكّرها بالملك راكان في تلك اللحظة..!

لا..!

حتّى الملك راكان بكلّ طغيانه لم يصل لمرحلة إبادة أعدائه بتلك الدرجة من الوحشيّة..!

ما فعله لوثر سلفادور بالشياطين في لوران كان أمراً مرعباً لم يشهد التاريخ مثيلاً لوحشيّته..!

هم كانوا يستحقّون حتماً ولكنّها لم تكن قادرةً على التّصديق بأنّ لوثر سلفادور يمكنه الوصول لتلك الدرجة من الوحشيّة..!

ولكن الآن، وهي تراه أمامها هي أدركت أنّه قادرٌ على فعل ما هو أسوأ وسيفعل..!

وليس هذا فحسب..!

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن