القائد لوثر أطلق سراح آدريان وجوليان بعد مدةٍ كافية من العقاب.
حالتهما كانت مزرية جداً ووقف كلاهما أمام القائد بارتباك.
آدريان نطق بملامح حازمة:
-أنا آسفٌ حقاً أيّها القائد. أنا مدينٌ لكَ بكلّ شيء وأعلم أنّ موقفي كان نكراناً لجميلك معي ولكن رغم ذلك ومهما حدث أنا سأقف بجوارها دوماً ولا تتوقّع منّي غير ذلك يوماً.
القائد حدّق بآدريان بخيبة لمدة قبل أن يقول:
-كم هذا مؤسفٌ آدريان.
آدريان شعر بالذنب بالفعل. لم يرغب بأن يوضع بمثل هذا الموقف أبداً. القائد يعني له الكثير ولم يتمنّى أن يخيّب أمله هكذا يوماً.
بالنسبة للقائد آدريان وجوليان آخر ما تبقّى له من عائلته وأغلى ما يملك. هو فعل المستحيل لأجلهما، تحوّل لملاكٍ وسمح لمجموعة سفلة بالتحكّم به فقط لينقذ آدريان من تلك الجزيرة.
حارب الجميع وخالف مبادئه لينقذ جوليان.
ضحّى لأجلهما بالكثير...بكلّ شيء وفي النهاية هما خذلاه عند أوّل موقف.
ربما يمكنه تفهّم آدريان قليلاً. يمكنّه أن يبرر له بما أنّه لا يعلم أنهم أشقّاء حتى.
ولكن جوليان...ما فعله لا يغتفر أبداً...!
هو نقل بصره من آدريان إلى جوليان وقد أضحت نظراته أكثر برودةً وقسوة.
جوليان لم يستطع النطق بحرف. نظرات القائد القاسية اخترقت أعماقه وطعنت قلبه بقوّة. يعلمُ أنّه مخطئ ويعلم أنّه كان يجب أن يوقف لونا لا أن يقف معها ضدّ شقيقه!
والقائد نطق بخيبةٍ شديدة:
-جوليان...يا أخي! ..لقد خذلتني جداً. خيبتَ أملي...مجدداً.
جوليان أحنى رأسه نادماً وكلمات القائد آلمته جداً.
كان يعلم أنّ ما فعله هذه المرة لا يغتفر وشقيقه لن ينسى هذا أبداً.
لمَ فعل ذلك؟ ربما أراد الوقوف بجوار توأمه ولو كان مخطئاً. ربما أراد حماية لونا من أذىً شديد.
ولكن هو يعلم الحقيقة جيّداً. يعلم السبب مهما حاول إنكاره.
السبب كلمات تلك الساحرة، أخبرته أنّ أمله الوحيد للتخلّص من لعنته هو لونا. أخبرته أنّ عليه البقاء بجوارها مهما كانت ضريبة ذلك كبيرة.
كلّ ما استطاع النطق به:
-أنا آسف أخي...حقاً.
نظرات لوثر أصبحت أكثر حدّة قبل أن يستدير مغادراً بملامح خائبة جداً.
.
.
.
.
.
.
في صباح اليوم التالي كلاوس طلب لقاء القائد لوثر لأمرٍ مهم.
والقائد رغم انشغاله الشديد وافق على لقائه وها هما ذا جالسان في مكتب القائد لوثر.
لوثر لم يكن يحبّ كلاوس ولم يكن يستطيع التفاهم معه بأيّ شكل. بالنسبة له الثقة بكلاوس لومان كالثقة بثعلبٍ ماكر.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
