استيقظت باكراً....باكراً لدرجة أنّ الساعة لم تتجاوز الثالثة فجراً. هذا إن اعتبرت أنني نمت أساساً.
بقيت ألف وأدور في الجناح لساعةٍ تقريباً. ماذا أرتدي؟؟ كيف عليّ أن أبدو؟؟ ماذا عليّ أن أقول؟؟ كيف ألقي التحية؟؟ كيف أتصرف كفتاة نبيلة؟؟ كيف أقنعهم بأنني تغيرت للأفضل؟؟
في الرابعة تماماً طرقت باب الجناح ليسألني روبرت إن كنت أحتاج لأيّ شيء. فطلبت منه أن يوقظ كلارا وميليسا لتأتيا إلى هنا.
وبالفعل في غضون عشر دقائق كانتا تجلسان أمامي بعيونٍ شبه مغلقة وفمٍ لا يتوقف عن التثاؤب.
وبختهما قائلة:
-توقفا عن التصرف وكأنّ هذا أمر عادي. أنا سألتقي بعائلتي لأول مر...أقصد لأول مرة منذ أصبحت فتاة جيدة لذا عليّ أن أبدو بأفضل هيئة. ماذا يجب أن أرتدي؟؟
أسندت كلارا رأسها على كتف ميليسا واستسلمت للنوم بالفعل.
ميليسا كانت نائمة مسبقاً.
رمقتهما باستياء قبل أن أسارع إلى المطبخ لإحضار دلوٍ من الماء ورميه فوقهما.
انتفضت كلاهما بهلع قبل أن يبدأا بالصراخ غضباً واستياءً مما فعلته.
لا بأس المهم أنهما تنشطتا الآن.
.
.
.
.
.
لا أدري كيف مضت الساعتان الأخيرتان. لم أكن مقتنعة بما ارتديته ولا بما سأقوله ولا بما سأفعله ولا بأيّ شيء. ثقتي بنفسي معدومة.
أرغب بإلغاء هذا اللقاء بشدة الآن.
وقفت أمام باب الجناح المفتوح وأنا خائفة من الخطو خارجاً. إنها المرة الأولى وهذا مخيفٌ جداً. أعطتني لورا دفعةً مشجعة وكدت أسقط أرضاً فرمقتها باستياء قبل أن أقف بشموخٍ مزيف وأبدأ السير خلف روبرت باتجاه غرفة الطعام.
تبعتني كلارا وميليسا وبقيتا تسديان إليّ النصائح والتحذيرات طوال الطريق.
وصلنا أخيراً. طرق روبرت الباب ثم دخل بينما وقفت أنا في الخارج غير قادرةٍ على الخطو خطوة واحدة.
استدرت إلى كلارا وميليسا وقد قررت العودة وتأجيل هذا الاجتماع العائلي حتى وقتٍ آخر أكون فيه مستعدة ولكن كلتاهما أمسكتا بذراعيّ ودفعتاني نحو الداخل بقوة.
كان دخولاً كارثيّاً وربما الأسوأ من بين جميع الافتراضات التي وضعتها.
لقد سقطت أرضاً.
نظرت نحوهما بنظراتٍ نارية وأنا أتوعدهما بأشدّ أنواع التعذيب إيلاماً.
أقسم أنني رأيتهما تحاولان منع ابتسامتيهما من الظهور والضحك على مظهري البائس.
-سأقتلكما حتماً عند عودتي.
همست بذلك لهما.
اندفعتا نحوي وساعدتاني على النهوض وبدأتا بتعديل ملابسي بسرعة ثم انحنتا معتذرتين مني بشدة قبل أن تغادرا المكان بسرعة.
أنت تقرأ
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
