18. نزهةٌ عائلية

4.9K 414 218
                                    

المشاعر مزيفة ومخادعة...معدودون على أصابع اليد الواحدة من أحبّهم حقاً ولكني لا أثق بأيّ أحد منهم.
الحياة ممتعة والتلاعب بالآخرين وخداعهم مسلّ جداً. اللعب بالنار هوايتي المفضلة. الطيبة مقززة. أريد أن أستمتع بكوني شريراً فاسداً.

هذا كان مبدأ كلاوس لومان في الحياة. وهو مؤمن بأنّ أفكاره تلك حقيقةٌ مطلقة.

حين توفيت والدته تكفّلت خالته بالعناية به لذا عاش مع أبناء خالته زمناً طويلاً وتوطدت علاقته بهم كثيراً.

آلبرت كان يماثله بالعمر لذا كانا صديقين مقربين يتشاركان كلّ شيء.

أليكس كان يحبُّ تحديه كثيراً ومعاندته بكلّ شيء.

ليون تعلّق به بشدة. كان يلتصق به طوال الوقت ويحبّه أكثر من أشقائه حتى.

لونا كانت تتجنبه. تكرهه بشدة، أو هذا ما كان ظاهراً فقط لأنها في الحقيقة كانت مستاءة من بقاء ليون معه طوال الوقت رغم أنها هي توأمته ومن المفترض أن يبقى معها ويلعب معها.

كانت ترغب بقضاء الوقت مع كلاوس أيضاً مثل ليون ولكنها كانت خجولة جداً ولا تملك الشجاعة للاقتراب منه حتى.

بعد مدة لونا أصبحت تتشاجر مع كلاوس طوال الوقت ولأتفه الأسباب ولكن هو لم يغضب منها يوماً بل كان يضحك عليها وعلى تصرفاتها الطفولية طوال الوقت.

لأنّ كلاوس كان ساحر عقول فهو كان يستطيع قراءة أفكارها بسهولة ومعرفة مشاعرها الحقيقية لذا كان يراعيها دائماً ويهتمّ بها كما يهتمّ بليون كي لا تشعر بأنّه يسرق توأمها منها.

ورغم ذلك هي كانت عنيدة جداً. استمرّت بمعاندته على كلّ شيء. لم ترغب بالاعتراف بأنها تحبّه أيضاً.

وهكذا كان هناك حلفان في المنزل.... أليكس ولونا ضد آلبرت وكلاوس وليون.

وعلى هذا المنوال كلاوس أمضى في منزلهم أياماً سعيدة. الجميع بلا استثناء كان يعامله كأنّه فردٌ من العائلة.

حين اقترب موعد عودته لمنزل والده خيّم الحزن على الأجواء.

ربما أليكس وآلبرت تقبلا الموضوع أسرع لأنهما كانا أكبر سناً وأكثر وعياً لهذا الأمر.

ولكن ليون ولونا لم يتقبلا الأمر بأي شكل.

لونا كانت تخفي ذلك ولكن ليون كان يبكي طوال الوقت.

وذات ليلة كان كلاوس وليون في غرفة الأوّل وكان ليون يتشبث به كالعادة ويطلب منه ألّا يرحل.

كلاوس قرر أن يعلّم ليون أوّل درسٍ له في الحياة لذا نظر إلى ليون بابتسامةٍ غامضة قائلاً:
-هل تحبني ليون؟

ليون الذي بالكاد بلغ السادسة من عمره هزّ رأسه بإيماءاتٍ سريعة مؤكدة.

كلاوس سأل مجدداً:
-هل يمكن أن تؤذيني يوماً؟

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن