66. أقوى رابط في الوجود

6.1K 418 419
                                    

مع حلول الظلام عاد لوثر إلى المنزل بعد جولةٍ قام بها في إحدى القرى النائية القريبة وقد قام بشراء بعض الفواكه والحلويات والفطائر الساخنة لشقيقيه كنوعٍ من التغيير ولكسر الجو الكئيب الذي غرقوا به بسببه أيضاً.

كان يشعر ببعض التفاؤل بعد هذا النشاط البسيط الذي قام به وربّما يكون هذا تمهيداً لبداية جديدة أفضل.

الهدوء كان مخيّماً في المنزل واستغرب الأمر.

هل يعقل أنّ شقيقيه لم يعودا بعد؟

ولكنّه انتبه لاستلقاء جوليان على إحدى الأرائك متكوّراً على نفسه وبدا نائماً.

وكان ذلك غريباً.

رؤيته وحده دون آدريان.

هما لا يفترقان إلّا فيما ندر.

أين آدريان؟

اقترب من جوليان وهمس بهدوءٍ شديد:
-هل أنتَ نائمٌ جوليان؟

جوليان انتفض وهبّ واقفاً حالما سمع صوت شقيقه الأكبر واقترب منه بخطواتٍ متعثرة لينتبه لوثر لأنفه وعينيه المحمرّين بشدة وكم راعه ذلك وبالأخص حين تشبث جوليان بذراعه ونطق بصوتٍ منكسر:
-أخي أرجوك...

لم يستطع إكمال جملته بسبب الغصة الشديدة التي خنقته. لوثر شعر بالرعب وهو يرى حالة جوليان لذا سأل بقلقٍ شديد:
-هل أنتَ بخير؟ هل آدريان بخير؟ أين هو؟ لمَ أنتَ وحدك؟ ما الذي حدث؟

فكرة أنّ مكروهاً أصاب آدريان شلّت قلب لوثر تماماً وجوليان سارع لطمأنته قائلاً:
-إنّه في غرفتنا. إنّه بخير ولكنّه...غاضبٌ منّي.

لوثر شعر بالارتياح، المهمّ أنّه بخير، سحب نفساً عميقاً قبل أن يتساءل باستغراب:
-هل تشاجرتما إذاً؟

جوليان أومأ بملامح مليئة بالقهر والحزن.

لوثر أمسك بيده وسحبه ليجلسا على أقرب أريكة لهما ومن ثمّ نطق بهدوءٍ مطمئناً:
-لا داعي لكلّ هذا الحزن جوليان. لا يمكن أن يدوم شجاركما طويلاً وستتصالحان قريباً ولكن أخبرني سبب الخلاف أولاً.

جوليان أخفض بصره نحو الأرض وهو يشعر بالخوف من ردّة فعل لوثر حين يخبره بسبب شجاره مع آدريان.

ربّما تكون ردّة فعله أقسى من آدريان حتى.

وهو لا يريد خسارة كلا شقيقيه.

هل يلغي الأمر من الأساس ويبقى معهما فحسب؟

مستحيل! لا يمكنه أبداً. سيكره نفسه أكثر فحسب حينها لأنّه ضيّع فرصته الأخيرة.

لذا استجمع شجاعته مجدداً وأخبر لوثر بما أخبر آدريان به....عن نصيحة ساحرة الاستبصار ورغبته بالرحيل.

والصدمة ارتسمت على وجه لوثر أيضاً وبدا أنّه لم يستوعب ما قاله جوليان لذا نطق بذهول:
-أنتَ تريد الرحيل جوليان؟ حقاً؟

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن